في ليلة
لاتشبهها ليلة
من ليالي الشتاء،
استردّ الحزن
مجده الغابر،
استوى على عرش
القلب وتربّع..
في ليلة
لا تشبهها ليلة
من ليالي الشتاء،
خرجت اللؤلؤة
من محارتها..
مدّ، جزر ،
أمواج ترقص
كالطير المذبوح..
حرقة،
شيء في صدري
يتبعثر ، يتقطع ،
يطير في الهواء أشلاء
صرخت، توسّلت ،
ألحّت في النداء..
إلى الخواء ،
سافر صوتها
كسفينة الفراغ
صراخ
نداء في عتمتي،
لم أع أنه النداء الأخير..
البرد لايشبه البرد؛
رياح مسعورة،
سماء مكفهرّة
برق ورعد،
موج يزبد ،
صراخ ينعى
اللقاء الأخير..
ماتت أزهار حديقتها
وماتت في حديقتها
الياسمينة..
رحلت توأم الروح ،
يممت شطر الغياب
ومعها رحل ضوء
الحكايا..
من قال ماتت؟!
لم أزل أسمع
ذات الصوت
المرتعش حبا وإشفاقا:
صقيع ، صقيع،
حبيبتي تلفّحي
لا تتعجلي ،
لا تذهبي
قبل الفطور،
تمهّلي ،
عودي حبيبتي
باكرا،
أخاف إذ أخاف
غيابك يطول..
لا ، لم تمت ،
ماذا أقول ؟!
طارت اليمامة
في الفضاء،
يممت صوب الأفول..
اليوم في ذكرى الرحيل،
تجتاحني وحشة وضياع،
وسمائي تمطر لظى،
وحضوري مستحيل..
الربيع يأتي
كل عام بلا عينيها،
فاقدا حضوره..!
آه يا تؤام الروح،
يا أم اليتامى!
سأبكيك يا أمّ
ما بقي البكاء...
..
.