عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-09, 11:52 pm   رقم المشاركة : 1
هنري
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية هنري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : هنري غير متواجد حالياً
Exclamation كريستيــن المُحجبــة ,


بسم الله الرحمن الرحيم


وسط إسبوعِ مُزدحم , مضغوط , تعبت منهُ وأنا في منتصفه!!

أبيت إلا أن أتجه لأحد المقاهي وحيداً يوم الإربعاء لأخطط لعطلة نهاية الإسبوع!!

لإنني أشفقت على حالي ومدى السوء الذي وصلت إليه والذي ضرب مراكز التركيز !!

وصلت إلى المقهى وجلست أفكر إلى أين سأذهب؟

تذكرت دعوة بعض الزملاء لكي أزورهم متى ما سنحت لي الفرصة!!

بعدها خرجت أمشي نحو شركة السفر البري(national express) وأنا في طريقي أتعجب من حالي كيف إستطعت النهوض والمشي بهذه الحيوية الكبيرة وهذه المعنويات العالية!!

وأين التعب!!

هل للهدف والحالة النفسية علاقة في العضلات ؟؟

ألقيت هذا التساؤول خلف ظهري ودخلت نقطة بيع التذاكر .... وفكرت في أن أسافر بالحافلة!!

فقد قلت في نفسي: لأجعلها نهاية أسبوع لاتنسى!!

طلبت تذكرتي الصعود (ذهاب) في مساء يوم الجمعة و(العودة) في منتصف ليل الأحد...

قبضت تذكرتي الحافلة ... والتي يُعد ركوبها في مجتمعنا نوعاً من أنواع التنازل!! أو شيء لم أستطع التعبير عنه الآن!!

فوجئت بأن مدة الرحلة 10 ساعات!!!

قلت: يا إلهي ...... 10 ساعات!!

فكرت قليلاً ... وقلت لا مانع فالمناظر جديدة والوجهة جديدة والوسيلة جديدة.. لذا الأمر يستحق!!

شيءٌ غريب حدث لي بعد ذلك هو أنني أحسست بإنقضاء يوم الخميس كما البرق!!

لذا أقول ضع لك حافزاً دائماً حتى لو كان الفاصل بين العمل والنتيجة دقيقة!!
...............................

جاء يوم الجمعة الكبير .... وبعد خروجي من المسجد الصغير الأنيق, عدت للمنزل وحملت حقيبتي الصغيرة وتوجهت للمحطة ..

ركبت الحافلة وجلست بجانب النافذة إستجابةً لعادةٍ حملتها منذ الصغر,

جلست وأنا بمنتهى السعادة لإن الوقت فسيحٌ أمامي لكي أقرأ(And Then There Were None) الرواية القديمة التي لا أملها للكاتبة الرائعة أجاثا ,

جلست بالمقعد الأمامي وكان تقسيم الحافلة يرتكز حول أن الصف به أربعة مقاعد... يقسمها طريقُ المشاة في المنتصف .

توافد المسافرون وبدأت الضجة تعلو المكان!!

حتى ضِقت ذرعاً بالمكان وأقفلت الكتاب... وأثناء ذلك ظهرت تلك الشابة ... كخيال غريب أمام عيني ... تمشي على إستحياء ومعها حقيبتها الصغيرة ... جلست في نفس صفي ولكن في الجهة الأخرى من الخط الفاصل,

لم يشدني مُحياها الشاحب , ولا حركتها التي يشوبها الخجل الأعمى!!

بل شدني حجابها الأبيض الرقيق , والذي كان كستار جميل ساحر ....

شدني الحجاب لأنه غاب عني طويلاً حتى كِدت أنساه !!

.........................

بعد لحظات من الدهشة والفرح ..... والإستغراب !!

أشحت بنظري نحو الكتاب مرهً أخرى ورأسي مُمتلئ بالأسئلة .... ما سرها؟؟

بالفعل هناك سر يدور حولها ولن أتعمق فيك كتابكِ يا آغاثا إلا عندما أحاكية على الواقع!!

الصدفة الجميلة .... التي أخجلتني وأخجلتها... هو تجلي خوفها, وحيائها, وضعفها في موقف حدث!!

حيث تقدم شاب وفتاة إليها قائلين: عن إذنك, نحن إثنان وأنتي وحيدة فهل من الممكن أن تجلسي هناك (وأشاروا إلى المكان الذي بجانبي) ؟

قامت وبدون أن تتحرك شفتاها ... وما شدني أنها لم تجرؤ وتأتي وتسألني ... هل هذا المكان خالي؟؟

قامت وبدأت ترقب المكان بنظرات منكسرة!!

فأتتني المُساعِدة... وقالت ... هل بجانبك أحد؟

قلت: لا.

ذهَبت إليها وقالت لها: إذا سمحتي, فذلك المكان خالي .

أتت بخطوات باردة كالثلج !!

وقالت: مرحباً. وبنفس اللحظة جلست.

قلت: مرحباً , وصمت.

وجاء سائق الحافلة بمكبر الصوت وبدأ يصرح ببرنامج الرحلة وأماكن التوقف وأوقاتها .... والأحوال الجوية وحالة الطريق ... ووقت الوصول..

واختتمها بإلقاء بعض الدعابات الباردة!!
وانتهى,

هنا إفتقدت دعاء السفر!!
.............

رأسي المليء بالتساؤولات والتي أحدثتها الحركات الغير طبيعية من تلك الفتاة, كاد ينفجر!!

دماغي يقول:

الهدف بجانبك .... فلماذا لا تُبادر بحل اللغز وتُنهي حالة الإحتباس هذه!!

أجاوبه,
إعلم يا دماغي .... بأن لا حياة لمن تنادي!!

- أوقف هذا النقاش العقيم صوت تحرك العجلات وردة فعل تغير الحالة من السكون إلى الحركة!!


وبدأت الرحلة ,


يتبع ,,,
( لإن الحادثة طويلها وسردها دُفعة واحدة سوف يقلل من نسبة القراءة)

أطيب الأمنيات مني لكم,

وأتمنى التركيز بمكمن شكي وريبتي من منظر وحالة كريستين.!







التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

رد مع اقتباس