عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-09, 09:37 pm   رقم المشاركة : 257
مياسة
كاتبة قديرة
 
الصورة الرمزية مياسة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مياسة غير متواجد حالياً
Red face ربي ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من الدنيا وكبدها


اقتران الفرح والأنس بالطفولة يجعلنا نُودع أيامها في أول دلالات البلوغ.. فـ نبدأ نعُدُ الخِطة لإسعاد أطفالنا في وقت يكون الزمن ناسينا في ترتيب خططه من لحظاته السعيدة.. كي نعيش على هموم وأحزان,, إما متوالية أومتفرقة.. والمتواليات في الرياضيات دوماً ماتكون متقاربة جداً.. ليس بينهما إلا جُزء من الثانية!
وعالم الرياضيات الذي وضع قانون لـِ فك المتوالية (سامحه الله) لم يضع قانون لـ فك المشكلات المتوالية.. رغم عبقريته, إلا أن عقله يضل عاجزاً عن الوقوف ضد مايشاء الله..

عندما تُوفيت زوجة عمي (رحمها الله رحمة واسعة) لم أستطع البكاء, بل ظلت جفوني شاهـقة.. ورموشي لم تلتصق ببعضها, بل أعلنت الفراق.. تمنيتُ دمعة واحدة تغسل ما تراكم على كاهلي,, فعزائي لوداعها مُر.. ورحيلـها ذكرى تجرح ذكرياتي..
زوجة عمي تلك تُحب إسعاد الآخرين ولا يطيبُ لها مجلس بلاضحكات. رغم أنها أكثر إمرأة عرفتها عانت في حياتها.. ولكن هل الحزن يغسل الهمــوم؟

عندما عدتُ من مأتم أبناء عمي.. توجهتُ إلى غرفتي مُباشرة, لعلي أسكبُ جِماح توهج أحشائي,, فالحزنُ ثقيل, وحملهُ أشدُّ ثقل!
وضعتُ عبائتي على طرف السرير لأبدأ بنفسي رحلة العلاج.. ولكن صوت رنين هاتفي المحمول قطع لحظة انسجامي مع ذاتي..
استبشرتُ بصوت إحدى زميلاتي المتزوجات,, لعلها تحمل الشحنات الموجبة فـ تمتص شُحناتي السالبة.. ولكن خيبتي كانت تنتظرني,, حينما بدأت زميلتي بحديث الشكوى وتذمرها من مشاكل تعتصرها

* يا إلاهي !! ماذا أفعل؟ الجميع يبحثون عن السراب وأنا أولهـم !
الجميـع يلهثون حول الوادي ولا يشربون منه !
فضنوني التي كثيراً ما تُخبرني بأن السعادة نِصفها حينما أنعم بعطائي لزوجي
والنصف الآخر حينما أتلذذ الأمومة بأتعابها


توجهتُ إلى من خلقني, وشق سمعي وبصري.. هروباً من تصاريف الحياة وتغـيراتُها
ثم قلت:(ربي ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من الدنيا وكبدها)


................................................. ديسمبر2007م






آخر تعديل بنت البدائع يوم 15-06-09 في 06:11 am.
رد مع اقتباس