ربما لو عرف عنترة بن شداد العبسي ما سيحل بالصخرة التي كان يربط فيها فرسه عند لقائه محبوبته عبلة، لعمل جاهدا على تغيير موقع لقائهما، فاسم الفارس العاشق ارتبط في هذه الأيام -على غير العادة- بإزهاق أرواح الأبرياء تارة وبالسخرية والعبث تارة أخرى. فأضحت آثاره مهمشة خلف الجسر الرابط بين طريقي الجواء ـ حائل. وفيما تتشرب آثار العبسي دماء العابرين على المنحنى الخطر، تطال يد العبث صفحات من التاريخ وتُلطخ شخبطات (المجانين) مُتكأ الفارس العربي. كل هذا بجهود في غير محلها من إدارة الطرق في المنطقة، التي صممت الجسر بدرجة إنحناء شديدة ومفاجئة لرواد الطريق، في محاولة منها لتجنب صخرة عنترة أو ما تعارف عليه أهالي المنطقة بـ «صخرة الحب». وفي حين غيب الجسر المرتفع الصخرة عن المشهد الحي، يبدو أن الأمر راق لهيئة الآثار والسياحة وكفاها عناء الاهتمام بالإرث التاريخي، فتجاهلت -أو هكذا يخيل للزائر- صيانة الموقع كأحد المكتسبات التاريخية إلا من سياج (هزيل) ولوحة صغيرة كتب عليها صخرة عنترة، هذا قبل أن تطالها يد العبث (الجاهل) فتحيل اسم ابن شداد إلى (عنزة) بكل أسف -مع الاعتذار الشديد للقارئ-. سكان المنطقة قالوا إن الجسر الجديد تسبب في كثير من الحوادث، ورغم فائدته في اختصار المسافة وخدمة أهالي المنطقة المجاورة إلا أنه حجب صخرة عنترة، وهي المهملة أصلا من قبل الجهات المعنية علما بأنها تختزل تاريخ المنطقة في مسمى عنترة الذي لا يخفى على أحد. هنا الصخره وقد طالتها اياد العبث وهنا صورة توضح ارتفاع الطريق عن الصخره مما سبب في اختفاءها http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0513277093.htm