. .
هيَ الحَيَاةُ ، لَنْ تُقَدِّمَ لَكَ أيَّامُهَا بِبَاقَةٍ مُعَطَّرَة ، وَإنْ فَاجَأتكَ بِذَلِكَ يَومَاً فَاعلَمْ أنَّ بَعدَ هَذهـِ الهَديَّةُ أيَّامٌ مُكَشِّرَةٌ للظَّهرِ قَاصِمَة . ** ** ** قَاَلتْ لِيْ يَومَاً ، وَأنَا أحزِمُ أمتِعَتيْ : لِمَا لا تَسمَحُ ليْ أنْ أقضيْ وَقتيْ عَلى جَمعِ شَتَاتِ حَيَاتِكْ ؟!! رُغمَ أنِّيْ لَمْ أُطِلْ في الصَّمتِ حَتَّى تَدَارَكتْ تَمتمَاتيْ ، بِأنيْ عَنيدٌ وَلي حيَاةٌ غَريبَةْ ، وَبِقرَارَةِ نَفسيْ عَلِمتُ أنَّهَا عَرفَتْ الإجَابَة . مَا كَانَ لأبتَسِمَ أبدَاً عَلى جَرحٍ يَنخَرُ في فُؤاديْ غَيرَ أنِّيْ ابتَسَمتُ شُكرَاً لَهَا على مَا قَالتْ رُغمَ رَفضيْ لِطَلَبِهَا ، فَلمْ أبتَسِمُ إلا لِكَونيْ عَاجِزٌ عَنْ الكلامِ لَحظَتِهَا . بَعدَ فتَرَةٍ لَمْ تَكُن طَويلَةٌ ، رُغمَ أنَّ عَقليْ سَارِحٌ في خُيوطِ تَفكيرٍ بَعيدٌ مَدَاهَا ، إلا أنَّ سُقوطِ رِسَالَةٍ بَريديَّةٍ مِنْ بَابِ مَنزليْ ، أنقَذنيْ مِنْ لَحظاتِ تَفكيريْ . فَتحَتُهَا ، فَظَهرَ ليْ في بَدَايةِ الرِّسَالَةِ كَلِمَةٌ كُنتُ أُرَدِّدُهَا سَابِقَاً فَأيَقنتُ أنَّ الرِّسَالَةَ مِنْهَا !! كُنتُ أُكَذِّبُ عَلى نَفسيْ ، عَلٍّ أنسَى مَا مَضَى ، وَآخُذُ حَيَاتيْ قَريبَةً مِنْ قَلبيْ بَعيدَةٌ عَنْ أيِّ أحَدٍ سِوايْ ، لَكنيْ وَجَدتُ نَفسيْ بَينَ لَحظَاتِ تَفكيرٍ أنيْ أطلبُ تَذكِرَةَ مُغَادَرَة . سَارَ القِطَارُ ، وَمنْ بِجَانبيْ شَيخٌ هَرِمٌ قَدْ أخَذَهـُ سُبَاتَه . أحيَانَاً أسيرُ وَأعتَقِدُ أنَّ مَنْ حَوليْ يَرونيْ بِأني وَرَدَةٌ ذَابِلَةٌ تَسيرْ ، حَقيقَةً كُنتُ أخشَى أنَّهُم يَعرِفوا مَا في قَلبيْ . أتَى المُضيفُ يَطلبُ مِني تَذكرَتيْ ، فَلمَّا سَلمتُهُ إيَّاهَا ابتَسَمَ ابتِسَامَةً كَمَنْ يُريدُ أنْ يُطمنَني عَنِ الحَيَاة . أخَذنيْ طَيفُ مَنْ كَانَ يُريدُ أنْ يَقتَرِبَ مَنيْ وَأنَا أَدفَعهُ بِيدَيْ حَتى وَصِلتُ تِلَكَ المَدينَة . مَعْ أنَّ التَّعبُ قَدْ سَيطَرَ عليَّ ، غَيرَ أني تَوجَّهتُ أتَسَوَّق قَليلاً قَبلَ أنْ أعودَ لمِحَلَّ إقَامتيْ المُعتَاد .
[align=center][/align]