عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-01, 03:15 am   رقم المشاركة : 2
الطيف
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية الطيف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الطيف غير متواجد حالياً
يتبع


أخية... وإذا تأملنا في واقع كثير من الفتيات وجدنا أن ضياعهن يدور حول الأسباب نفسها التي كانت سبباً في سقوط حياء تلك الفتاة...
فالجهل بمفهوم الالتزام.. ومرافقة الساقطات.. والنظر الحرم إلى الرجال.. من أخطر الأسباب التي تسقط الفتيات في الهلاك، حيث إن الجهل بالالتزام يبعث على الاستخفاف بالمحرمات.. ويسهل إغراءات الشيطان في مهاوي الرذيلة والعصيان..
ورفقة السوء.. تزين الشهوات وتشجع على الغوايات.. والنظر المسموم.. يوقع في شراك العشق الحرام.. ويجلب الهم والغم والأحزان.. وكل هذه الثلاثة تحث على نزع فضيلة الحياء.. وتشجع الفتاة المسلمة.. على سلوك طريق خطير على عرضها وشرفها.. فلربما أوقعتها في شراك الزنى، فلا تفيق إلا على العار والدمار!! وربما تلطف بها الأقدار.. فتفيق من سباتها وتسترد حياءها ومن هنا كان دفع هذه الأسباب من أعظم الجهاد وأفرضه على الأخت المسلمة حتى تصون شرفها وعفافها.. فكيف تدفع هذه الشرور؟

1- تفهم الالتزام: وإنما قلت (( تفهم الالتزاماً )) ولم أقل "فهم الالتزام " لأن. التفهم يدل على المداومة على الفهم ومعاودته حتى يستقر في الذهن والقلب بالفعال والمقال. فالالتزام بالدين.. هو التزام بشرع الله وأحكامه.. في الأحوال والأقوال والأفعال! والجهل بتلك الأحكام يوقع المرأة المسلمة في التخبط والضياع ويجعلها عرضة للشيطان يسهل عليه إضلالها ومن هنا كان واجباً على الأخت المسلمة أن تتعلم ما تصح به عقيدتها، وعبادتها. فتعلم ما يجب عليها من أصول الإيمان وأحكام الصلاة والصيام وما يتعلق بذلك من أحكام الطهارة، وكذلك إذا كانت ممن يستطيع الحج وأداء الزكاة وجب عليها تعلم ذلك، فإذا حفظت المرأة المسلمة ربها في هذه الأركان حفظها سبحانه من
أسباب الغواية والشرور، وفهمها سبل الشر والمحرمات ووقاها الضياع والمهلكات.
أخية... وتذكري أن الالتزام لا يقتصر على أداء الأركان الخمسة الواجبة وإنما يشمل العمل بالواجبات كلها، واجتناب المنهيات جميعها.. والمسارعة إلى الخيرات.. ولذا فإنه يجب عليك أن تسلكي طريق العلم والتعلم.. فإنه ينور القلب ويشرح الصدر ويزيل ظلمات الجهل، ويمكنك من فهم دينك وتجديد يقينك، ويكون لك سلاحاً واقياً من الفتن والهوى.
2- الرفقة الصالحة: وخير معين على الالتزام، رفقة الخيرات الصالحات، اللواتي إن رأين خيراً أعن عليه، وإن رأين شراً لم يركن إليه.. فمصاحبتهن من أعظم أسباب الهداية والتوفيق. فهن عملة صعبة.. يعز وجودها في هذه الأزمان..
أختي المسلمة... فإذا رمت الرشاد.. والهداية والسداد.. فرافقي من تلمسين فيهن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. فإنه صلى الله عليه وسلم قال ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه أبو داود والترمذي،.
أنت في الناس تقاس بمن اخترت خليلاً
فاصعب الأخيار تعلو وتنل ذكراً جميلاً

واحذري الركون إلى الساقطات.. ممن زين حجابهن.. وفتحن جلبابهن.. وفقدن صوابهن.. وتفاخرن بالزينة والمعاكسات.. ومشاهدة الأفلام والفضائيات.. فأغضبن رب الأرض والسماوات..

قال أحد السلف: رفقاء السوء.. يخونون من رافقتهم.. ويفسدون من صادقهم.. قربهم أعدى من الجرب.. والبعد عنهم من استكمال الدين.. والمرء يعرف بقرينه..

لا تصحب أخا الجــــــهل فإياك وإيـاه
فكم من جاهل أردى حليماً حتى يغشاه
يقاس المرء بالمــرء إذا هـو ماشـاه
وللشيء على الشيء مقاييس وأشــباه
وللقلب على القلب دليل حيـن يلقـاه

3- غض النظر: وأما غض النظر فإنه يقي مصارع السوء، ويحفظ القلب من الأمراض والأوهام والعلل لذلك فقد قرن الله جل وعلا حفظ الفرج بغض النظر فقال: (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) النور: 31،.
كل الحوادث مبـداها من النـظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر

وماذا بعد الشهادة والمنصب
======
قد تكون الأخت المسلمة.. على خلق والتزام.. ولكنها قد ترمي بنفسها للضياع إن لم تدرك هدفها في الحياة.. وما يناسب فطرتها وكينونتها في الوجود.. فكثيرات من يزهدن في الزواج وهن في ريعان الشباب.. بدريعة الدراسة والعمل.. ولكنهن بعد أن يولي الزمان.. يجدن أنفسهن بين أنياب العنوسة واليأس.. فلا يقوين على الصبر.. ويدركن خطأهن الذي يحرمهن.. منصب الأمومة.. بعد أن يصلن إلى مناصب التعليم والمهن الشريفة.
فقد كانت إحدى الأخوات.. طموحة في تحصيل العلوم.. وكانت تضمر في نفسها أن تصبح. أماً وزوجة.. لكن بعد تحقيق أهدافها لدرجة أنها كانت تأبى الاعتراف برغبتها في الزواج.
بقيت على ذلك الحال.. حتى حصلت على الماجستير لما وانتهت رحلة معاناتها الدراسية.. ولما كانت مرتبتها تفوق مرتبة كثير من الأخوات علماً.، فقد كانت شروطها قاسية على كل من كان يتقدم لخطبتها.. وكان والدها لا يمانع في شروطها ورغباتها في الحياة.. وبقيت على هذا الحال حتى وصلت ثلاثين سنة.. وهنا كانت صدمتها الأولى حينما جاء آخر الخطاب.. ومعه شروطه ومواصفاته في الزواج.. حيث كان من بينها أن لا تكون مخطوبته قد وصلت الثلاثين وهو في نظره (سن اليأس !!! فصفع تلك الطالبة بجملة أيقظتها من مغبة خطئها. قال: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل.
تقول هذه الأخت: "سمعت هذا لأدرك الهزيمة المرة.. وأيقنت أنني دخلت في زمن العنوسة الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام من حين لآخر.
واليوم، وبعد أن كنت أضع الشروط والمواصفات، والمقاييس في فارس أحلامي، وكنت أتعالى يوم ذاك.. اليوم بدأوا هم يضعون مقاييسهم في وجهي، وهو ما دفعني أن أفكر كثيراً في أن أشعل النار في جميع شهاداتي التي أنستني كل العواطف حتى فاتني القطار. بدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي..
نعم إن تعليمي قد زادني وعياً وثقافة.. ولكن كلما ازددت علماً وثقافة.. ازددت رغبة في أن كون أماً وزوجة.. لأنني أولاً وأخيراً إنسانة.. والإنسان مخلوق على فطرته..
ثم إنني أروي ذلك لكم للعبرة والعظة فقط .
أخيه... فخذي العبرة من هذه القصة، فإذا أتاك من ترضين خلقه ودينه، فتزوجيه يكن لك عوناً على الدنيا والدين.. ولا مانع أن تجمعي بين الدراسة وخدمة زوجك إذا اقتضت المصلحة ذلك، وأما أن تفرطي في الرجل الصالح وما يحفظ عليك دينك مقابل شهرة وشهادة تبلى، فإن ذلك هو الغبن بعينه. قال صلى الله عليه وسلم: !يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري،.
وذكر الذهبي- رحمه الله- أن طاووساً- رحمه الله- قال: " لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج "، وقال إبراهيم بن ميسرة: تزوج أو لأقولن لك. ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي الزوائد: "ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور" .
وقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالزواج والرهبانية، وذلك فيما رواه أبو أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" رواه البيهقي،. تقول طبيبة ممن شغلها التعليم عن الزواج:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقد قيل.. ماذا نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترلى في قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه فهـل ممكن أن تشتـريه بمالها
ثم تقول: "خذوا شهادتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة وأسمعوني كلمة (ماما) "؛

عائدة من تيه التقليد الأعمى
======
وقصة هذه الفتاة- غريبة عجيبة- حيث كتب الله لها أسباب الهداية على يد طبيب زرع فيها الرعب والفزع.. وجعلها تخاف الموت بالليل والنهار.. فتابت إلى الله وصلح حالها.. وتركت ما كانت عليه من تقليد الغربيات في كل أنماط حياتها.. تقول: كنت أعيش أنا وأسرتي.. لم نكن نعرف من الإسلام شيئاً.. لا صلاة.. ولا غيرها من العبادات.. كل أفراد أسرتي في ضلال وانحراف وضياع.. كنا نعيش حياة على النمط الغربي..
وفي يوم من الأيام ذهبت إلى المستشفى لتحليل الدم، فلما عدت المساء لأخذ نتيجة التحليل، نودي على اسمي، فإذا برئيس المصلحة المخبرية يهمس في أذني قائلاً: يؤسفني أن أقول لك أنك مصابة بداء "السيدا".
نزل علي هذا الخبر كالصاعقة.. وكدت أن أصاب بالإغماء، وطلبت من رئيس المصلحة أن يبقى هذا الأمر سراً بيننا، ثم طلب مني رقم الهاتف لاستدعائي عند الحاجة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة..
وعدت إلى المنزل وأنا لا أتمالك نفسي من البكاء، ولم أنم تلك الليلة من شدة الخوف، فقد استلقيت على فراشي وأنا لا أدري ماذا أصنع.. كنت في حالة من الهلع والفزع وأنا أتخيل ملك الموت وهو يبحث خطاه إلي إنه أمر لم أحسب له حساباً من قبل.. تذكرت حياتي وأياماً باررت الله فيها بالعصيان.. غافلة عن حقيقة كبرى اسمها الموت.. وفي تلك اللحظة تبت إلى الله عز وجل، وعاهدته على الاستقامة وبكيت كثيراً، فها هو ملك الموت يقترب مني فماذا أنتظر؟
ومن الغد بدأت أصلي، واشتريت مصحفاً، فكنت أقرأ فيه ليل نهار، فتعجب أهلي من هذا التحول المفاجىء! ثم ارتديت الحجاب فزاد تعجبهم، وصاروا يستهزؤن بي ويقذفونني بالكلمات الجارحة، ولكنني لم أبال بهم، بل لم يزدني ذلك إلا إصراراً وأستمراراً في السير في هذا الطريق، وكنت أدعو الله في كل يوم أن يغفر لي ذنوبي، وأن يرحمني، وبعد شهر تقريباً تلقيت مكالمة هاتفية من طرف رئيس مصلحة المختبر بالمستشفى. رفعت سماعة الهاتف وقلبي يخفق، وأعضائي ترتجف.. وكانت المفاجأة!! قال لي: إنني أعتذر عن الخطأ الذي حصل، إن نتيجة تحليل دمك سليمة، أما النتيجة الأولى فهي لشخص آخر غيرك..
كدت أطير من الفرح، وحمدت الله عز وجل الذي كتب لي حياة جديدة لأعمرها بطاعته- سبحانه- واتباع مرضاته، لا باللهو واللعب والغفلة والضياعا .
أختي المسلمة...
فهذه الفتاة.. كانت ممن ضيع حياتها في أحضان التغريب.. ولكن لطف الأقدار تداركها لتعود إلى رشدها ومصدر عزها.. في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!! ولقد سجلت بعودتها من رحلة الضياع هذه مفخرة لنفسها وأمتها.. لا سيما في هذه الأعصار.. حيث تهافتت معظم الفتيات على تقليد الغربيات في اللباس والكلام والمثل والمشرب وغير ذلك من نواحي الحياة.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار مطلقاً "من تشبه بقوم فهو منهم " (رواه أبو داود وصححه ابن حبان). وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين، فقال:" إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها" (رواه النسائي والحاكم وصححه).
يا حرة قد أرادوا جعلها أمـــة غريبة العقل، لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائــده دوماً، وآخر هاديه أبو لهـب
وأين من كانت الزهـــراء أسوتها ممن تقفت خطا حمالة الحطب
أختاه لســـت ببنت لا جذور لها ولست مقطوعة مجهولة النسب
أنت ابنة العرب من الإسلام عشت به في حضن أطهر أم من أعز أب
فـــلا تبـالي بما يلقون من شبه وعندك العقل إن تدعيه يستجب
سليه من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي للغرب أم أنا للإسلام والعرب؟







التوقيع