عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-04, 07:34 pm   رقم المشاركة : 5
noor
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : noor غير متواجد حالياً

:: تتمة للموضوع ::

الأدب العربي


هو أدب الشعوب الذي تتكلم اللغة العربية .. وهي اللغة الرسمية لجميع البلدان العربية التسعة عشر ولكن اللغة العربية يقراؤها وينشدها مئات الملايين الآخرين في شتى إرجاء الأرض لأنها اللغة الذي نزل بها القرآن كتاب المسلمين المقدس .
وترجع أولى نماذج الأدب العربي إلى القرن السادس الميلادي وإن كانت لم تدون إلا بعد مائتي عام وقد كتب القرآن فور نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم واعدت المصاحف المعتمدة ومع انتشار الإسلام شرقا وغربا انتشرت اللغة العربية من الجزيرة العربية في الفترة من القرن السادس السابع إلى القرن العاشر الميلادي وكانت في أوجها لغة حية يكتب بها الأدب العربي في منطقة تمتد من أسبانيا وعبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط وحتى الهند وما تزال المنطقة التي تتكلم اللغة العربية ممتدة اليوم من أقصى الغرب من شمال أفريقيا حتى أقصى الشرق في الشرق الأوسط وقد أدى الاتصال بالثقافة الغربية في القرن التاسع عشر إلى نشؤ إشكالاً جديدة في الأدب العربي وشيوع الأفكار الجديدة فيه وكان الشعر أهم أشكال الأدب العربي منذ القرن السادس للميلاد ولكن القرن التاسع عشر شهد مولد الرواية والدراما ( أدب المسرح ) والقصة القصيرة وما يزال الشعر يحتفظ بمكانته السامية بالأدب العربي ولكن الرواية أصبحت من أشكاله الشائعة والمحبوبة ايضا .

الشعر

يوصف الشعر بأنه ( ديوان العرب ) في إطار الثقافة العربية وكان منذ نشأته ذات طابعي شفافي ينشد على الملأ ويحفظ ويروى وكان شعراء القبائل يتغنون بفضائل قبائلهم مثل الشجاعة والكرم والإخلاص وجمال النساء وسرعة الخيول وقوة احتمال الجمال وكانت هذه تعتبر إلى جانب الخصال التي أملتها حياة الصحراء مثل الشهامة والمروءة وغوث الملهوف مثلاً عاليا يفتخر بها الشاعر ويمتدح بها رجالات القبيلة .
وقد أبدع الشعراء الأوائل في كل غرض من أغراض الشعر وكانت قصائدهم روائع وما تزال تقرأ وما يزال النقاد يروون فيها عبقريات تضارع أروع ما اثمرته قرائح في أي مكان في العالم وبانتشار الإسلام انتقل الشعر من القبيلة إلى قصر الحاكم في شتى البلدان الإسلامية مثل بغداد ودمشق والقاهرة وحلب وفاس وقرطبة وبدأ الشعراء يعالجون موضوعات جديدة الى جانب الموضوعات التقليدية منها وصف الخمر والصيد والزهر والتأملات الفلسفية في موقع الفرد من الكون وفضائل الحكم ولكن معظم الأشكال الشعرية القديمة ظلت شائعة وكانت الإطار العام الذي انتظم كل تجديد في الموضوع وتحفظ لنا بعض المجموعات الشعرية الملامح الأساسية للقصيدة التقليدية العربية ( مثل المفضليات وديوان الحماسة ) ومنها الالتزام بالوزن والقافية وحدة البيت الشعري وتعدد الأغراض في القصيدة الواحدة وكان الشعراء القدامى لا يخرجون عادة عن عمود الشعر مهما تكن أصالة إبداعهم وكان الإبداع في اللغة العربية الفصحى يسير جنباً إلى جنب مع إبداع لم يسجل التاريخ الأدبي جانبا كبيرا منه وهو الإبداع باللهجات الشعبية ( العامية ) التي كانت اقرب إلى لغة الحديث التي كانت تتميز ببعض الاختلافات عن الفصحى المعتمدة ولكن الأدب الشعبي أدى إلى ثراء الأدب الرسمي فنشأت فيه أشكال شعرية جديدة منها الموشح \والدوبيت\ والقوما\ والكان كان .. وان كانت جميعا هامشية بالمقياس إلى التيار الرئيسي للشعر الفصيح وقد اهتم المعاصرون بدراسة هذه الأشكال الجديدة ورأوا فيها سجلا صادقاً لحياة العرب على مستوى الشعب . ومن اشهر الشعراء القدامى في الجاهلية والإسلام النابغة الذبياني \وزهير بن أبى سلمى \وامرؤ القيس ِ\ وعمرو بن كلثوم \ وطرفة بن العبد \ وحسان بن ثابت \ والخنساء \ والحسن أبن هانئ ( أبو نواس ) وأبو تمام\ وأبو العتاهية\ والحطيئة \والكميت\ والمتنبي\ وجرير\ والفرزدق \والأخطل\ وعمر بن أبي ربيعة\ وبشار بن برد\ وغيرهم كثير .
وفي القرن التاسع عشر شهد الشعر العربي أول حركة للتحديث بدأت بما يسمى بحركة البعث أو الأحياء وكان رائدها محمود سامي البارودي الذي كان يريد بعث الأشكال الشعرية القديمة وإضفاء قالب فكري معاصر عليها وأدى نجاحه وتغير الأحوال في المنطقة العربية إلى بزوغ وانتشار الروح القومية التي أثمرت أعظم شعراء مطلع القرن العشرين وهو أمير الشعراء احمد شوقي الذي أبدع في جميع الأشكال الشعرية القديمة وادخل فن المسرح الشعري لأول مرة إلى اللغة العربية وكان يكتب في نفس الفترة شعراء يستلهمون الروح القومية أيضا وشهد لهم بالامتياز مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم لكن الاتصال المتزايد بآداب الغرب حفز الكثيرين على محاولة التجديد في الشكل أيضا لا في الموضوعات أيضا وكان راس حربة هذه الاتجاهات يتمثل في مدرسة الديوان ( عباس محمود العقاد ) وإبراهيم عبد القادر المازني\ وعبد الرحمن شكري ) وكان أهم ما نادت به هو : وحدة القصيدة لا وحدة البيت وصدق التعبير ( من المثل الرومانسية العليا ) تناول موضوعات الحياة العادية وسرعان ما أتت الرومانسية أكلها بإنشاء جماعة ابولو ( التي كانت تنادي بان يكون نطاق تعبير الشاعر أوسع مدى وبأن يتهم بالطبيعة وبما يخالج الفرد للمجتمع من مشاعر ) ولم يلبث أن برز عدد من المع الشعراء من بينهم ( على محمود طه\ ومحمود حسن اسما عيلوابراهيم ناجي\ وايليا ابو ماضي \وجبران خليل جبران \وميخائيل نعيمة\ واحمد زكي ابو شادي\ وبشارة الخوري\ وخليل الحاوي ) لكن حركة التجديد والتطور استمرت بقوة بعد الحرب العالمية الثانية فبرز عددا من رؤوس المجددين في شكل الشعر العربي نفسه وكانت الثورة هذه المرة على الشعر العمودي والقافية الواحدة وكانت الدعوة موجهه إلى التحرر من قيود الشعر القديمة فبدأ ما يسمى بالشعر المرسل أي الشعر الذي لا يلتزم بقافية ويعتمد على وحدة التفعيلة وهي اللبنة الموسيقية الأساسية في الشعر فكتب المجددون أشعاراً تتميز بتفاوت طول الأبيات ويتفاوت فيها طول القصيدة وكان رواد هذا الاتجاه ( هم نازك الملائكة \بدر شاكر السيّاب \وعبد الوهاب البياتي \وصلاح عبد الصبور\ واحمد عبد المعطي حجازي ) وقد خلفهم جيل كامل من الشعراء المبدعين الذين جعلوا لما يسمى للشعر الجديد مكانة راسخة واستطاعوا اجتذاب ملايين القراء وأغروا الكثيرين بقرض الشعر الذي أصبح ميسرا وشهد الشعر العربي ازدهارا لم يرى له مثيل في الربع الأخير من القرن العشرين مع التطرف أحيانا في الدعوة إلى التجديد التي وصلت أحيانا لكتابة ما يسمى بقصيدة النثر .


الرواية

عرف الأدب العربي القديم أنواعا مختلفة من النثر الفني وكان أهم أنواع النثر السردي هو المقامة وكانت صورته تقليدية هي أن يقوم شخصان بعض مدن الشرق الأوسط ثم يسجلان ما شاهدانه من عادات أهلها ويعلقان عليها تعليقا يتسم بالا صالة وروح الفكاهة والسخرية ولكن في القص القديم خدم الأدب العربي نفسه فكتاب ألاغاني لأبي الفرج الاصفهاني ( حافل بالروايات ) أي بالقصص ِ القصيرة التي تنم عن ولع العرب من البداية بفن القص ولو أن الشعر كان دائما محور هذه القصص وكانت ( الرواية ) بمعنى نقل الأخبار وسردها ووضعها في قوالب فنية محددة من الفنون التي احكم العرب صياغتها وأجادوها إجادة تامة و ( الراوي ) يحتل مكانة بارزة في تراث العربية وقد انتشرت ( روايات ) ألف ليلة وليلة منذ القرن العاشر في شتى إرجاء الوطن العربي حتى كتبت في مصر في القرن السادس عشر وهي تحمل من الأساليب اللغوية ما يقطع بأن كتابها أو جامعيها كانوا مصريين من أبناء الشعب وبأنها كانت روايات يتداولها الناس بعضها له أسس تاريخيّة ومعظمها خيالي مغرق في الخيال وكانت قد جمعت منها بعض الأجزاء في القرن الرابع عشر ولكن صورتها المكتملة لم تظهر ولم يولها الباحثون ما يستحقها من عناية ألا في العصر الحديث والى جانب هذه المجموعة توجد روايات السير الشعبية والملاحم التي تروي بطولات أبناء الشعب وتدل لغتها أيضا على التقارب المتزايد بين لغة الشعب واللغة الفصحى وعلى أن الشعر لم يفقد في يوم من الأيام مكانته بين الناس مثل سيرة أبي زيد الهلالي والأميرة ذات الهمة وغيرها فالمزج بين النثر والشعر قائم في شتى كتب الأدب العربي على المستوى الفصيح والشعبي أيضا .
ولكن الراوية بمفهومها العالمي الحديث لم تزدهر بالأدب العربي إلا بالقرن العشرين وكذلك القصة القصيرة بصورتها الحديثة وكثيرا ما يحدد النقاد صدور الرواية الحديثة بصدور ( زينب ) للدكتور محمد حسين هيكل عام 1914 ولكن البعض يرصد جذورها في أعمال سابقة وعلى امتداد القرن العشرين اشتهر كثير من الروائيين في الأدب العربي وصدرت أشكال منوعة من فن الرواية الحديثة منها الرواية الواقعية التي كتبها توفيق الحكيم مثل ( عودة الروح ) والتي كتبها يحيى حقى مثل قنديل أم هاشم والسيرة الذاتية التي كتبها طه حسين ( الأيام) ثم وصلت الرواية العربية إلى أوج مجدها في كتابات نجيب محفوظ الذي فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1988 ومن كبار كتاب الرواية والقصة القصيرة المعاصرة يوسف إدريس ، وما تزال الرواية تحظى بشعبية كبيرة وقد برزت في أواخر القرن العشرين أسماء .. جمال الغيطاني \ وحنا مينا \ والطيب صالح \ واميل حبيبي \وحنان الشيخ \ وزكريا تامر \ ويوسف القعيد \ ومحمد جلال \ ورضوى عاشور\ ومحمد مستجاب\ وغيرهم وكلهم ممن طوروا الرواية والقصة القصيرة المعاصرة .


الدراما ( أدب المسرح )

ازدهرت صور كثيرة من فن المسرح قبل القرن التاسع عشر ولكن النصوص الدرامية كانت مقتبسة أو أنها لم تسجل أو لم تنشر ولكن اتصال الوطن العربي بأوروبا في القرن التاسع عشر دفع الكثيرين إلى كتابة نصوص لتقديمها خصيصا على المسرح وسرعان ما أصبحت للأدب المسرحي مكانته الراسخة في الوطن العربي وأصبح المسرح يحتل مكانة مستقلة باعتباره لونا من الألوان الأدبية وكان مسرح احمد شوقي الشعري يمثل البداية ولكن مسرح توفيق الحكيم النثري اجتذب الكثيرين وانطلق الكتاب خصوصا في النصف الثاني من القرن العشرين يبدعون أدبا مسرحيا يمكن تقديمه على المسرح ويمكن اعتباره أدبا له وجوده الفني المستقل واشتهر من كتاب المسرح في الأدب العربي يوسف إدريس \ وسعد الدين وهبة \ وسعد الله ونوص وميخائيل رومان\ والفريد فرج\ ورشاد رشدي\ والطيب الصديقي\ ويوسف العاني\ ومحمود دياب\ ونعمان عاشور\ على تفاوت مذاهبهم المسرحية وما تزال الساحة العربية تشهد إبداعات مسرحية من أنواع مختلفة مثل المسرحيات الشعرية لصلاح عبد الصبور\ وعبد الرحمن الشرقاوي\ والمسرحيات النثرية أو الشعرية التي كتبها الجيل التالي لهؤلاء مثل على سال ولينين الرملي \وفوزي فهمي\ وسمير سرحان \ومحمد عناني \وقد ترجمت كثير من هذه الأعمال إلى اللغات الأجنبية وبعضها يدرس في الجامعات الأجنبية خصوصا في الولايات المتحدة .