عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-09, 08:44 pm   رقم المشاركة : 2
المعروف
عضو قدير
 
الصورة الرمزية المعروف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المعروف غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحـمـد الـمـهـوس 
  
لم تكُ بريدة بدعًا من المدن , حيث تموج فيها طائفة من ضعاف النفوس , وتعج فيها طائفة أخرى تبارك وتشاطر هذا الضعف من أقطاره , وتفرح جذلة إن أصابت مغنمًا من أصحاب المناصب , إنهم الساعون وراء ستار التجديد والتطوير , فإذا رصدت الميزانية لمشروع ما وجدناهم يخرجون من أماكنهم , ويعكفون على اعتماد المشروع , ثم البحث عن شركة أو مؤسسة تقوم به .

جاء في كتاب " حياة في الإدارة " لغازي القصيبي من أن أحد المسئولين استنكر ما طلبته إحدى الشركات لتنفيذ خط قطار الدمام الرياض , حيث إن المبلغ كبير ومبالغ به , فكان أن قال الملك فيصل له : هل تعمله أنت ؟ ! فأسقط في يدي الرجل !

إن مديري العموم يعلمون أن مبالغ المناقصات الممولة لمشروع ما مبالغ فيها , وبعضهم يختار المناقصة التي تمنحه شيئًا من المال , فكل مدير يعلم أنه سوف يقذف من كرسيه في قابل الأيام ولن يأخذه معه إلى قبره , فتلك الفئة من المديرين يتربصون بالفرص , ويتحرون إنهاء الترسية سريعًا , بل يفكرون ليل نهار كيما يظفروا بمشروع جديد تحت غطاء التطوير والتجديد , فاقتسام الكعكات يجب أن يكثر وهم في تلك المناصب , فالتقاعد قريب , والحسرة على تضييع الفرص لن تتركهم , فضمائر نفوسهم الضعيفة ستؤنبهم !

لو تأملنا في المشاريع التطويرية في مدينة بريدة لوجدنا نبذة موجزة عن كل مشروع , وأنه سوف يخدم كذا ويوفر كذا , ويغنينا عن كذا , فإذا انتهى المشروع وجدنا ضد ما قرأناه في تلك النبذة الموجزة , فيظهر لنا بجلاء أن المراد من المشروع هو انتفاع من طرح فكرته , ومن رصد له ميزانية تفوق حجمه الطبيعي , ومن تآمر وألح على إقراره واعتماده , وتلك جريمة في حق المال العام .

لو تأملنا في تعليم القصيم أو في البلدية أو في الأمانة أو غيرها ؛ لوجدنا مشاريع شبه شهرية يعلن عنها , ونعجب من تصريح القريبين من المشروع حين نسمع عن الميزانية العالية المرصودة , فلو أخذنا مثلاً قطاع البلدية , ورحنا نتحدث عن مشروع صغير لهالنا العجب , فدوار شارع النهضة ما قبل الأخير من الجهة الغربية تمت ترسيته بمبلغ ستمئة ألف ريال , أما الدوار الأخير من الجهة نفسها فقد رصد له أربعمئة ألف ريال , بينما الحق أنه لا يكلف ربع تلك المبالغ ! ! أو حين تعلن الأمانة ترسية مشروع تحت بند تجميل وتحسين مدينة بريدة , فالمشروع مطاط غير محدد , وإن قال أحد بعد انتهاء المشروع : بريدة لم تتغير , فأين التجميل والتحسين ؟ ! راح القائمون يسبونه ويقرعونه , ويصفونه بالحاسد الحاقد , والمتهم لهم بالسرقة , وهو – وأيم الله – لحق لكل مواطن غيور أن يسأل .

هناك أناس منتفعون ومتنفعون من نهب ميزانيات الدوائر الحكومية تحت غطاء التطوير والتحسين والتجديد , ومديرو العموم فرحون بما يستجد من مشروعات في عهدهم , وأكبر الظن أن بعضهم شريك في اقتسام شيء من القيمة الوهمية لكل مشروع , فلو تأملنا التغير المفاجئ في الوضع المادي للمدير العام الواحد لوجدناه قد صعد إلى الطبقة العليا في المجتمع , وكان من قبل رئيس قسم عادي في دائرة حكومية , مغمورًا خامل الذكر , متوسط الحال , فلا يلبث كثيرًا في المنصب حتى تتدفق عليه الأموال من حيث يحتسب أولا يحتسب !


إنني أظن , وبعض الظن إثم وليس كله إثم , فالبقية من الظن تحدونا إلى اكتشاف السرقات في المناصب , فلولا الشك وسوء الظن المتربص لما استطاع العلم الجنائي من كشف الجرائم . . . وبريدة اليوم كثيرة المشاريع , وكثيرة السرقات لولا أن تفنّدون أعزائي القراء ! !


كما اشرت...

هم في بريدة وفي غيرها..

وضعف النفس ودنوها في سرقة مستحقات الناس

أمر منتشر في جميع اصقاع المعمورة..

ربما تردع بعض ربعنا خوفهم من الله.. من كان لديه خوف..






التوقيع

[align=center][/align]

رد مع اقتباس