[أبو دجانة]

اخى فى الله (بريدة الغالية)
أولاً لا اعرف كم عمرك حتى استطيع ان اتحدث عن ما قد يناسبك.
ولكن دعنى اقول لك شيئا ينطبق عليك وعلى نفسى وعلى كل انسان فى هذه الدنيا.
هذه الدنيا مثل القطار، قطار يتنقل من محطة الى اخرى ومن بلد الى اخر، وكل راكب فى القطار يستخدم القطار للوصول الى مبتغاه، قد يركب القطار للعلم اذا سافر من اجل التعلم، وقد يركب القطار من اجل الدواء اذا سافر بحثاً عن طبيب، وقد يركب القطار من اجل العمل، ومنهم من يركب القطار من اجل ان يكتشف افاق اخرى فى هذا العالم.... الخ.
كل انسان يبحث عن هدف ثم يسعى الى هذا الهدف.
تخيل انسان ذهب الى محطة القطار ولكن ... لم يركب اى قطار... ولكنه ظل منتظراً ان يأتى القطار ليأخذه وهو لم ولن يحدث. وسيظل منتظراً فى هذه المحطة الى ان يأتى شخص اخر يأخذ بيده الى محطة اخرى قد لا تعجبه ولكنه فاقد الاتجاه ولا يعرف ماذا يركب ولا الى اين يذهب.

اخى انت مثل هذا الشخص منتظر فى المحطة ولم تحدد هدف لك فى هذه الحياه، ولذلك انت منتظر اخرين ان يحددوا لك هدفاً قد لا يكون هو ما تريد ولكنك انت السبب فى ذلك.

يا اخى ماذا تريد انت والى اين تريد ان تذهب، فهناك قطار العلم الذى ايضا يمر على محطة العمل الذى ايضاً يمر بمحطة الزواج وايضاً يمر بمحطة الاستقرار والنجاح ويمر بمحطات كثيرة وينتهى بالآخرة التى قد تكون جنة لو احسنت فى كل محطة او قد تكون اخرى والعياذ بالله لو فعلت غير ذلك.

اخى ما نيل المطالب بالتمني ولكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن تأخذ الدنيا غلابا.

ابحث انت عن ما تتمناه لنفسك واسعى اليه بقوة واسأل الله فى كل خطوة ان يسدد خطاك والا تضل الطريق.
وتذكر اخى ايضا ان الدنيا فيها حظان (حظ لك وحظ لاخرتك)
فخذ خير حظ الدنيا تنل خير حظ الآخرة.

شباب بريده هم مثل شباب كثير اخرين، منهم من سعى الى هدف ولم يركن الى حديقة البيت او يسعى الى معاكسات او الى غير ذلك، ومنهم من ظل منتظراً فى حديقة المنزل منتظراً لشئ لا يعلمه الا الله.
يا شباب (رجال ونساء) انتم فقط الذين تملكون مفاتيح طاقتكم حتى وان غفل باقى المجتمع عن ارشادكم، فلا تركنوا الى الانتظار، فالمنتظر يتأخر دوره والمتقدم يتقدم.

لا اريد ان أطيل، ولكن تذكرواً ان فى تاريخنا الاسلامى اطفال ولدوا رجال وتربوا رجال وكتبوا تاريخاً خالداً وهم فى سن صغير، تعلموا واعملوا وفى العلم والعمل ما قد يقتل هذا الفراغ القاتل الذى يعانى منه شباب المسلمين (وأيضاً شباب بريده).

ارجوا ان اكون قد نصحت لك (ولغيرك) بالقدر الذى يشحذ همتك لتلحق بأى قطار.

امضاء (أجنبى) لم ينتظر دوره فى المحطة