هناك فئة كبيرة من السكان لا يمتلكون مسكناً خاصاً، وقد أظهرت دراسة ميدانية عن المتقاعدين في السعودية أنّ 40% من المتقاعدين لا يملكون مسكناً خاصاً بهم، كما أنّ غالبية المتقاعدين في عينة الدراسة "58%" يعيشون في بيوت شعبية أو شقق "السلطان وطالب، 1423". إذا كان الحال كذلك بين المتقاعدين الذين لهم سنين طويلة في العمل، والذين من المتوقع أن يكونوا خلال تلك السنوات قد كوّنوا أنفسهم خلال تلك الفترة، واستقروا، فماذا عسى أن تكون عليه الحال بين الشباب والأفراد الذين هم في بداية مشوارهم؟
بالنظر إلى معاشات الضمان الاجتماعي السنوية التي يتقاضاها المستفيدون من الضمان الاجتماعي والتي تتراوح بين (5400) ريال للفرد العائل و(16200) ريال للأسرة المكونة من (7) أفراد نجد أنّها تقل كثيراً عن مستوى الفقر الذي تم التوصل إليه في هذه الدراسة، ويعني هذا أنّ فئة المستفيدين التي تُمثّل معاشات الضمان الاجتماعي مصدر الدعم الأساس لها مازالت في دائرة الفقر.
ويمكننا أن نوجز ملامح الفقر في السعودية في النقاط التالية:
1 - البطالة:فرغم الافتقاد إلى بيانات دقيقة عن هذه الظاهرة في المملكة، فإن تقريراً لمصلحة الإحصاءات العامة في عام 2005 يشير إلى أن نسبة البطالة تمثل 8.5 ٪ من إجمالي قوة العمل الوطنية، فيما ترفع المصادر الدولية هذه النسبة إلى 12٪، وهذا يعني وجود ما يقرب من مليون عاطل عن العمل من إجمالي القوى العاملة، بل إن مصادر أخرى تشير إلى أن نسبة البطالة تتراوح بين 15٪ إلى أكثر من 20٪.
2 - ارتفاع عدد المتقاعدين ممن يتقاضون معاشات محدودة: فعلى سبيل المثال تشير إحصاءات مصلحة معاشات التقاعد إلى أن 60٪ من مشتركي قطاع العسكريين تقل رواتبهم الشهرية عن (3) آلاف ريال سعودي. وأظهرت إحدى الدراسات أن غالبية المبحوثين من المتقاعدين أكدوا أن المعاش التقاعدي غير كافٍ لتلبية احتياجات الأسرة.
كما أظهرت دراسة ميدانية أخرى عن المتقاعدين في المملكة أن 40٪ منهم لا يملكون مسكناً خاصاً بهم، كما أن غالبية المتقاعدين في عينة الدراسة (58٪) يعيشون في بيوت شعبية أو شقق.
3 - ضعف معاشات الضمان الاجتماعي السنوية التي يتقاضاها المستفيدون: والتي تتراوح ما بين (5400) ريال للفرد العائل، و(16700) ريال للأسرة المكونة من سبعة أفراد. يُضاف إلى ذلك ضعف مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل؛ إذ تقدر نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة بأقل من 6٪.
4 - انخفاض القدرة الشرائية للفرد والأسرة: فارتفاع تكلفة المعيشة في المملكة مقروناً بثبات الأجور في القطاع العام الذي يمثل الموظف الأول للقوى العاملة الوطنية (80% من العمالة الوطنية في القطاع العام)؛ أدّى إلى مواجهة كثير من الأسر صعوبات في تأمين احتياجاتهم.
5 - ارتفاع نسبة الفئة المستهلكة في المملكة: فإذا عرفنا أن هناك فئات في المجتمع غير منتجة -كفئة صغار السن الذين تبلغ أعمارهم (16) سنة فأقل، وفئة القوى غير العاملة من البالغين، وهاتان الفئتان تشكلان 75٪ من السكان، بينما تبلغ الفئة المنتجة 25%، وإذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة كبيرة من الـ25٪ هم من أصحاب الدخول المتدنية- فسندرك حجم مشكلة الفقر في المملكة