لا أخفيك القول بأنها تعجبني الشخصية القوية ، والشخصية التي لم يُعهد عليها التلون ،
وليس دينها هو الدين الرمادي ، الذي مللناه ، ووظيفته أن يزين الدين ، ويزخرفه حتى
افقده ذلك الثقة ، وصار مع الأيام يداهن ويتنازل عن بعضه، ظناً منه ألا يُفهم الدين على غير ما أُنزل !!
وصار الدين الذي يُدعى إليه بقوة وثقة ، يُدافع عنه ، وكأن جُل أعماله هي ردود أفعال
لا إبتداراً من باب ( وأصدع بما تُؤمر ....!! ) و ( وخذ الكتاب بقوة ....!! )
فكل ما قُطع جزء من الدين وغدت تتنتشه الكلاب في كل مكان وتتقطعه ، بادرَ
المقصود وزين وزخرف ، وتنزَّل وداهن في هذا الجزء..!!
وعموم الموضوع أنا اوافقك تماما ، وذاك هو الأصل من الإنكار ..
لكن ما اتيقنه الأن تماما أخي الشرق ، أنه لا علم لك بالمصالح ، ودرء المفاسد .. بتاتاً
فهما ركيزتان تتغير على إثرهما الأحكام ، وهذا ما يجعل الناس عير منضبطين
ومن ذلك قول :
هذا مزلق خطير جداً ، وعليك أن تُعيد النظر في هذه الجملة بأكملها !!
ولا أبتغي نقاشاً حولها البتة ، لأنها لا تخرج عن عاقل ، ناهيك عن طالب علمٍ أو مثقف !!
لقد بلغوا ما عندهم ، وأوصلوها لمن هم مسؤلون عنهم أمام الله ، وقد أبرؤا
ذممهم في الدنيا ، وهذا غاية ما يستطيعون ، ولا أظنك أغير منهم عند حرمات الله
تعالى ، فلقد شهدتُهم أمامي وجلست مجالسهم ، وتواصلتُ معهم فلم أرى كغيرتهم
وهممهم ، ومن الصعب أن يأتي من الأقزام من يتنقص أقدراهم ، ويصفهم بالعاجزين
، بل لقد تأملت أفعال بعضهم ووقوفه عند بعض القضايا ، فلم يتبقى له إلا أن يشق
أمر الحاكم ويدعوا بالخروج وهذه الحالقة الماحية ، التي حرمها الإسلام ، فتوقف عندها
مصلحة لنفسه وللعامة ، وإجتناباً لمفسدة هي أكبر من أن تتصور !!
لماذا لا تخرج أنت بمظاهرة رمزية ، فأنت قد عرفت الحق ، ويجب أن تبلغه ،
وأنت مسؤل أمام الله إن كنت تُدينُه حقاً !؟؟؟
وهناك منهم من أفتى بجوزاها ، وكأنه يقول للعامة أخرجوا بها إذا كانت بشروطها!!
لكن من هم أمثالك ، لا يفلحون إلا بالكلام فقط ..
ويريدُ غيره أن يفعل ما يريدهُ ..
والأن نريدُ أن نقرأ الأحاديث الصريحة عن النبي :
وإذا هي : كُلها من أقوال العلماء !!
قد يأتيك قائل ليقول ، هي من أقوال البشر ، وهم رجال ونحن رجال كما قال ابو حنيفة !!
فهم نظروا إلى واقعهم وقالوا بما يناسب واقعهم ، ونحن ننظر لواقعنا ونقول بما يناسب
واقعنا !! ولم نأتي بشئ جديد نبتدعه من رؤوسنا ، بل هو مستقى من مصادر الدين
ومراجعه !!
الذي أردتُ أن أوصله إليك ، دعي التغني بأمجاد الأباء وبطولاتهم ..
التي أصبحت في الواقع أشبه بالأساطير !!
دع التغني بالمعارك التي لم نخضها ، والتفت إلى واقعك مغيراً ما تستطيعه !!
ومسايراً للحاجات والضروريات التي استجدت لنا !!
ليس عيباً أن تبدأ من الصفر ..!!
إنما العيب أن تؤذن في طنطا ، والناس في طرسوس !!
..
كتبتُ على عجالة ولي رجعة بإذن الله إن أحسنتَ الرد ..!!
.
|