العبارة الخامسة عشرة:
(لا أبا لك)
هي كلام جرى مجرى المثل عند العرب. وقائل هذا لا ينفي وجود أب المخاطب، إنما أخرجه مخرج الدعاء عليه، أي أنت عندي ممن يستحق أن يدعى عليه بفقد الأب. هذا هو أصل معناه، لكن العرب اتسعت في استعماله فذكروه في المدح. فقد نقل عن الخليل أنه سئل عن معناه فقال: لا كافي لك غير نفسك, وقد يذكر هذا القول في معرض التعجب ودفعا للعين لقولهم: لا أبا لك. وقد يذكر بمعنى جد في أمرك وشمّر لئام من له أب اتكل عليه في بعض شأنه, وقد يذكر في معرض الذم أيضا قالوا: إذا قال الرجل لآخر لا أبا لك لم يترك له من الشتيمة شيئا. أما قولهم لا أم لك فمعناه ليس له أم حره فهو شتم وذلك لأن بني الإماء ليسوا كبني الأحرار الأشراف، إن المعنى هو: أنت لقيط لا تعرف لك أم.
= = =
العبارة السادسة عشرة:
(ذهبوا أيدي سبأ)
بهمز سبأ وبتركها - ومملكة سبأ في اليمن معروف أمرها - وأيدي سبأ اسمان جعلها العرب بمنزلة الاسم الواحد ومعنى هذه العبارة أنهم تفرقوا في كل وجه وقيل: إن المعنى أنهم تفرقوا جماعات كما تفرقت جماعات مملكة سبأ وقيل: إن المعنى أذهب الله نعمهم لأن من معاني اليد في العربية النعمة.