
بكت طفلة ذات يوم :
بابا هل تراني , لقد كبُرت , أطلت ظفائري كما كنت تقول:
أحب طفلتي بأن تكون ظفائرها طويلة ,
بابا كبُرت وصارت حاجتي لك أكبر وأكثر
أعمق وأوثق ,
كنتَ في السابق تأتي لي بلعبة أو حلاوة , فألتهي بها عنك ,
كي أعود مطالبة إياك بلعبة وحلاوة أخرى ,
لكني نضجت أصبحت فتاة , بلا ظفائر ولا أب ولا حلوى ولا لعب ,
* *
هل ترى عيناي ؟
تشبهانك بالتأكيد ؟
هل ترى ذبولهما ؟
هل ترى إنكسارهما ؟
أحس بأن في عيني يتماً يريد أن يبكي والده وهو على قيد الحياة ,
لكني أمنعه , لا أعلم لماذا ؟
**
بابا , بابا
لحن الخلود هو إسمك .
موانيء الحنان هي عيناك ,
**
بابا ,
أتذكر هديتك لي (شرشف الصلاة والسجادة)
في أوقات السحر أتلحف بهما وأمد كفيّّ إلى خالقي بأن
يحفظك
ويرعاك
أدعو الله أن يكرمك إذا قدمت إليه ,
وأن يجمعني بك في دار كرامته ومستقر رحمته ,
**
تحيطني هالة من الصفاء الروحي , وأغمض عيني , كي أقول
(بابا أحبك)