[صـاحي و رايـق]

(( من قتل القوامة ))
,
أُمسي كل يوم زائراً أمي ، وأتجاذب معها أطراف الحديث الذي غالباً ما يتَّسم بالمزاح والسخرية
ذات يوم لم أرق لها بتصرف معين تجاه زوجتي ، فعرفت من تقاسيم وجهها الضيق قبل أن تطلق من فمها قذيفة تلقَّتها آذاني بإصغاء ، ورأسي برسوخ
قالت : (( شغل الأولين يحوم الكبد وشغل التالين يحوم الكبد ))
بكل وضوح تفهمت وفهمت الفكرة ... إحتقار المرأة وأعتبارها من سقط المتاع وكدِّها كالحمار هو (( شغل الأولين ))
أما شغل التالين فهو ما كان يؤرق أمي ، ولو أردنا أن نستوضحه من إتجاه آخر فهو ما كانت حواء بطلة القصة فيه
فقد أستطاعت في هذا الزمن الغابر أن تهيمن بكل قواها على ذلكم الرويجل المسكين
في السابق كانت حواء لاترى ذويها إلا مع ولادة هلال شهر جديد
واليوم مع كل هلال مساء يطلق الزوج التعيس لسيارته العنان من شرق البلد إلى غربه يجوب بها الفيافي والقفار
,
اليوم أختي لم تحضر مناسبة الأمس ودي أشوفها
وغداً عند أهلي طقم علب للسكر والشاي أبغى أشتري عليه
وبعد الغد أمي عازمة حريم الجيران
وفي اليوم الرابع فيه طبق خيري ومحاضرة في الدار النسائية (( ويوم تبقشت الأمورأثرها مواعده أحد صديقاتها بس مستحية من زوجها الله يسلمها على الحياء ))
أما اليوم الخامس فهو يوم الاجتماع العظيم للعائلة وفيه تُحل جميع مشاكل الأمه
طبعاً لابد من الحلا إما من الأرياف أو من تصليح البيت ويطلع أغلى من بيع السوق وثلاثة أرباعه حليب نستله
وفي يوم الجمعة تكون فترة الراحة مع الزوج والأولاد وفيه يكون الوجه عبوساً حتى مغيب الشمس
لأنها بعد المغيب دخلت في جو التخطيط لبرنامج الغد
,
في الأعراس كانت الحواءات (( لاتقلط )) إلا بعد الرجال أما اليوم فأبو نعيلة يقلط على حاشي ساكني وهرش أيضا
أما البوفيه المفتوح فلا تسأل عمن سيتربع عليه
في الأسواق من جرأ حواء القاصرة حتى تكون بهذا اللباس المبتذل ، ومن جرأها حتى تكاسر وتعاسر على مرأى من هذا الأخرق .
,
أحبتي ..
سؤال أطرحه وعند العقلاء جوابه : من قتل القوامة عند الرجل حتى صار بهذا القدر من (( الدلاخة ))
,
,
عوافي على قلوبكم