[align=right][align=center]/
ربّما أكون تأخرت كثيراً عن المشاركة في هذا الموضوع العميق والكبير
للتحرّش الجنسي مظاهر كثيرة
منها مايصل لقتل الأرواح داخل الأجساد
ومنها لايتعدّى جرحاً لحظيّاً يتلاشى بتلاشي الحدث في غياهب الذاكرة
وتبعاً لقوّة الضحية وقدرتها على التصرّف خلال الأزمة..
عموماً لن أتحدّث عن التحرّش بشكله الأعمق والأخطر وهو التحرّش الجنسي الحقيقي الّذي ربّما يورّث مرضاً نفسياً لدى الضحيّة وأيضاً مُصاباً كبيراً يقضي عليها إمّا بالكتمان أو بالفضيحة( رغم أنها ضحية ) وهذا هو مجتمعنا ونظرته الغبية..
لكن سأتحدّث عن مايحدث لنا في الأسواق ومايفعله بعض الشباب الغير مؤهلين لأيّ شيئ سوى التيه والضياع بعد أن مُيّعت أخلاقهم وتناسوا عقيدتهم
أولئك الشباب الّذين لايتورّعون من فعل أيّ شيئ مادام يجلب لهم المتعة الوهمية
وممّا يفعلوه تحرّشهم بالنساء بمحاولة ترقيمهن .. وكلكم يعرف معنى الترقيم ومايجرّه من ويلات ومصائب
وأعظم المصاب حين يكون المتحرش راع ٍ للرعيّة
ففي أحد المجمعات في بريدة كان المتحرّش هو رجل الأمن حيث يهدي رقمه لفتاة لم تتجاوز الخامسة عشر
وهو رجل في عمر الثلاثينات
وقد شاهدت الموقف واحدة من الأخوات ولم تُعلِم أحداً بالأمر لخوفها من تبعات الموضوع ..
فقلّة هم من يتفهّمون الموضوع ويقدرون على تحاشي المشاكل المترتبة عليه
دعونا من هذا
أنا بنفسي ذهبت لأحد المهرجانات قبل سنة وكنت أستقلّ مركبة للاستمتاع في جنبات المهرجان
وأثناء ذلك أجد أحد الشباب يحادث فتاتان تركبان في الكرسي المقابل لمكاني والفتاتان تلهوان وتضحكان بشكل هستيري مخزي ..استغربت الأمر واخترت الصمت حتى أتبيّن الوضع
فليس من المعقول أن يكون أخاً لهنّ ولاينهرهنّ عمّا يفعلنه ..
وبعد لحظات وجدته يخرج هاتفه النقال ويطلب منهنّ الرقم ..عندها ثارت عقيدتي فكيف به لايتورّع من فعل المنكر وبمجاهرة أيضاً
صرخت به بلا شعور : أنت أخوهن ..؟
والتزم الصمت قليلاً وكأنه لُطم على وجهه ..
وإحداهنّ تقول : ايه ايه اخوي ..
هو ولأنه لحظتها يتنزّه عن أن تكون قريباته على شاكلتهنّ .. قال : لا ما أعرفهن
عندها لم أتمالك نفسي وأعطيته ماكان من توجيه واتّجهت للمسؤولين لينزّه المكان من أمثاله .. وعندها أكتشف أنه حارس الأمن الموكل بحفظ الركاب ..!!
نحتاج في مجتمعنا المتباين العقول والتديّن ..نحتاج لراع ٍ كفؤ يحمل الأمانة بحقّ
وهذا لايكون إلا باختبارت حقيقية توضع لمن يكونون على الثغار وفي المواضع التي تتطلّب الوعي
والتوجيه ..
وهذا ينطبق على هيئاتنا .. وكلّ مكان
عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال:
( قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها )
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
( بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدِّث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين أُراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
وفّقكم الله لما يحبه ويرضاه
/[/align][/align]