^ أما تاريخ المصاحف والقرآن الكريم .. فبإمكانك الرجوع للمجلة أعلاه .. في بحث موسع من ثلاثة أجزاء .. بعنوان (تاريخ المصاحف) : 129/10 ، 187/10 ، 260/10 مع محمد توفيق صدقي .. وموسى أفندي جارالله الروسي .. *** ثم أهلا بكم من جديد .. لاستكمال ما بدأناه في الكلام على الكتاب ..! عرفنا فيما سبق تاريخ الكتابة والقراء عند العرب .. فيا ترى كيف كان حالها قبيل نزول القرآن الكريم ؟! لست بحاجة للإجابة على هكذا تساؤل .. في مكان يعلم القراء أنّ العرب كانت في تلك الفترة تعج بأمّية لم تمر بمثلها بعد المعرفة أولا .. ولم يكن حينها غير الأشعار والأنساب .. مع حافظة قوية ذاكرة .. واستمرت تلك الأمية في صدر الإسلام .. وفي ذلك يقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ((إنا أمة أميّة لا نكتب ولا نحسب)) [متفق عليه] .. ثم مازالت في رقي وازدهار مع القراءة والكتابة والتحبير مع ضعف في موادرها .. حتى إذا ازدهرت الطباعة .. وضاقت دور الكتب بالورق .. انتكست الأمّة من جديد في أميّة عجيبة .. حتى وإن قرأتْ لم تقرأ من أجل العلم .. وهل يمكن أن تكون قراءة بغير علم ؟!! لا بأس أيها القاريء الكريم .. لعل فيما يأتي من تدوينات ما يوضح الأسطر أعلاه .. ودعني الآن أتلكم موجزا عن الدستور الإسلامي : ((إقرأ)) تخيّل معي .. وأغلق عينيك . ثم سافر بخيالك إلى هناك في أم القرى .. وتحديدا في غار حراء .. في قمة جبل هناك .. رجل خلا بنفسه .. يدخل عليه رجل غريب بلا مقدمات .. ويقول له : إقرأ ..!! ثم لا يزيد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جواب سؤال لا يدري ماذا يراد به .. بل ومن شخص لا يدري كيف طلع له ـ بغير : (( ما أنا بقاريء))..! لتعود المطالبة مع ضمّة اقوى : ((إقرأ)) .. ويعاد الجواب نفسه .. ثم ضمّة وإرسال .. واستفتاح بالدستور الإسلامي : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق (*) خلق الإنسان من علق (*) اقرأ وربك الأكرم (*) الذي علم بالقلم (*) علم الإنسان ما لم يعلم ))>> رتلها بصوت مسموع .. وحرك قلبك بها وستجد أن دمعك رقراق .. قال له إقرأ قبل أن يخبره أنه جبريل .. وقبل أن يخبره أن الله ـ تعالى ـ اختارك لخاتم رسالاته .. وقبل أن يخبره أنه ملك مرسل .. وقبل أن يوضح له أنّ هذا كلام الله تعالى .. وقبل أن يوضح له الدين .. مالذي يعنيه هذا لأمّة الإسلام ؟ يستفتح نزول القرأن من اللوح المحفوظ .. بـ إقرأ .. مع أنه يوجد فيه ((واعبدوا الله )) .. ((وأقيموا الصلاة)) ...الخ من الأوامر الربانية .. فمالذي يعنيه هذا لأمة الإسلام ؟ وليس هذا فحسب .. بل هذا ممتد إلى الآيات الأربع اللاحقة .. بذكر آلة تسطير وحفظ العلم (القلم) .. ^فهذا هو القرآن .. فكيف أنت والقرآن .. كم تحفظ منه .. وما هو وردك اليومي /الأسبوعي / الشهري / السنوي . منه ؟ هل تريد أن تذوق نعيم الآخرة وأنت تمشي في الدنيا؟! .. جرب واحفظ شيئا ولو يسيرا من القرآن الكريم .. وستجد أخي الكريم / أختي الكريمة ـ إن شاء الله تعالى ـ في الصفحة المخصصة التالية والغير منشأة حاليا ما يعينك على حفظه بإذن الله تعالى بطرق إبداعية .. أختم ـ وللحديث بقية ـ بأنشودة مع أنها موجهة للأشبال .. إلا أني دائما ما أترنم بها حاديا (مع شيخوختي ( .. وهي ما ستسمعه ـ وربما سمعتها مرارا ـ في نفس الصفحة السابقة .. حفظكم الله ورعاكم