عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-10, 10:22 pm   رقم المشاركة : 3
طائر في الهواء
موقوف من قبل الأدارة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : طائر في الهواء غير متواجد حالياً

الأحد 21 ربيع الأول 1431هـ - 07 مارس 2010م

عرس العراق اليوم ... غير


د . سامي ناصر خليفة

يعيش العراق اليوم عرساً وطنياً ويوماً مميزاً في حياته السياسية حيث يتوجه الملايين من الرجال والنساء معاً إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في البرلمان وتحديد الشكل الجديد لآلة الحكم هناك، ومع تبدل التوازنات السياسية التي تتغير مع تبدّل المصالح بين المكونات السياسية وما يرافقها من تغيير في التحالفات السياسية يمكن القول ان لتلك الانتخابات الجديدة لوناً يختلف عن سابقاتها بالتأكيد .


ويمكن رصد بعض التغيرات في المشهد السياسي العراقي والاستهداف الواضح للتحالف الحاكم الذي يمثله الائتلاف الوطني من خلال انقسامه أولاً لقائمتين رئيستين بعد انشقاق جناح رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في وقت يطرح البعض أنه تكتيك لا ضير فيه ما دام الجميع يمتثلون إلى قيادة المرجعية الدينية هناك، وماداموا متفقين في آرائهم من القضايا الرئيسة والمصيرية والمفصلية التي تطرح في البرلمان .

إلا أن التغير الطارئ والأوضح اليوم هو دخول اللاعب الخارجي بقوة في اللعبة الانتخابية بهدف الحيلولة دون تمكين أي طرف عراقي من الحصول على أغلبية مطلقة ، والحيلولة دون استفراد جهة على أخرى ، وجعل البرلمان العراقي مكوناً من مجموعة من الأقليات المتنازعة والمتضاربة لتسهل عملية الاستقطاب السياسي غير القانوني واللا مشروع ، وأقصد هنا بالتدخل الأميركي في اللعبة الانتخابية ومعها بعض دول الجوار . ومن يتابع أدوات هذا التدخل المقيت يتيقن بخطورة المؤامرة التي تحاك ضد العراقيين ابتداء من دخول المال السياسي في التأثير على الناخبين ، والحجم الكبير من الإشاعات المغرضة لتسقيط مرشحين وطنيين ، إضافة إلى المخططات الخبيثة لتفجير موقع هنا أو اغتيال شخص هناك والتي يراد منها زعزعة أمن واستقرار العراقيين والحيلولة دون تدفق الجماهير المليونية إلى صناديق الاقتراع ، وأيضاً إبراز وتلميع شخصيات عليها الكثير من علامات الاستفهام وطرحها انتخابياً من خلال صرف ملايين الدولارات على حملاتها الانتخابية لتشتيت الأصوات التي عادة ما تذهب إلى الائتلاف الحاكم .

إنها معركة حقيقية تشهدها الانتخابات العراقية المزمع عقدها اليوم، وسلاحها التدخل الأجنبي السافر في الشؤون العراقية، وعلى الشعب العراقي وهو يتوجه إلى صناديق الاقتراع أن يدرك حجم المؤامرة وخطورتها ، خاصة وأن المخاض السياسي العسير الذي تمر به التجربة العراقية هو بمثابة تحد حقيقي لحالة التغير الديموقراطي الذي يجتاح المنطقة، وفي حال تمكنت التدخلات الخارجية من إيقاع العراق في فخ الفتنة وإيصال غير المستحق من أصحاب الأجندات الخارجية على حساب الوطنيين والشرفاء فإن العراق الجديد بالتأكيد سيكون ذا لون داكن، وطعم مر، ومذاق باهت .

لذا نعول كأبناء منطقة على وعي الناخب العراقي في عدم الانجرار إلى هذا المخطط الخبيث، والسعي للخروج يداً واحدة لدعم واسناد وترشيح الشرفاء والوطنيين في هذا البلد الكبير، لأن نجاح التجربة العراقية بالتأكيد سيكون له تداعياته الإيجابية الكبيرة على المنطقة بأسرها، ولأننا من دعاة وحملة راية الحرية ومن المدافعين عن حق الشعوب في تقرير مصيرهم السياسي والمشاركة في الحكم، فإننا من المعجبين بتلك التجربة ونتمنى نجاحها بعيداً عن أصابع التأثير الأميركية ومن يلف حولها من أنظمة دول الجوار .



*نقلا عن "الراي" الكويتية







رد مع اقتباس