الموضوع: [{مُـوسيقـى }]
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-10, 05:02 pm   رقم المشاركة : 3
بلزاك
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية بلزاك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بلزاك غير متواجد حالياً

أهلا بياض وبهذا الجمال ..
على الركن قريبا من هارديز في شارع البطل أحمد عبد العزيز في القاهرة
هناك رجل مسن يعرض بضاعته من الناي
هو يرمق جزم العابرين أكثر من وجوههم كان يلف وجهه حزن عميق
يأخذ إحدى ( ناياته ) في آخر الليل ثم يسبح في صوته على أغنية عبد الحليم قارئة الفنجان
مقطع ( بحياتك ياولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها انغام وورود والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا ..الخ )
هو لاينطق كلماتها بل هواء يبث عبر فتحة هذا ( الناي ) ليأتيك الصوت بعدها عذبا سلسا حزينا
أذكر هذا الصوت وأذكر القاهرة وأبكي

القاهرة /بيروت / دمشق / باريس العابر فوق شوارعها يشعر أن الأرصفة تعزف من تحته
يشعر أن ليلها تجوس فوقه أرواح العازفين ..يشعر أن زواريبها وحاناتها أمكنة فقط للأنامل والأفواه المحترفة

قبل فترة قصيرة كنت في بيروت وهناك دخلت إحدى الأماكن المنزوية في شارع الحمراء صعدت سلالم قديمة ...
إذا هذا هو المكان الذي قالته لي الصحفية زينب دخلته هو عبارة عن حانة ضاجة بالناس البوهيميين لاتكاد تجد مكانا لأبرة من الزحام الكل في عالمه هناك فرنسي ولبناني ربما يكون من الجنوب وآخر سوري يعزفون على آلاتهم فقط عزف شيء مبهر ..
ليلة لاتنسى مكان لايعبره الخليجيون كما السلودير اللعين بل هي من حانات الدرجة الثالثة عالم مختلف ..

لا أردي لماذا يشدني العزف على العود لوحده أو الناي أو البيانو أكثر من غيرها
حينما أرى بيتهوفن هذا المجنون الخالد أعظم من أنجبته الموسيقى يفقد سمعه ويؤلف مقطوعات خالدة
وعمار الشريعي الأعمى البصير أعلم أن الموسيقى صوت الأرض وذبذبات الحياة وجمال الكون

شكرا بياض لحفر الذاكرة والقلب معا






التوقيع


" حين تصرخ في أذني لا أسمعك جيدًا "

رد مع اقتباس