المكان .. طريق الرياض السريع ..
الوقت .. 12,30 بعد منتصف الليل ..
الــيــوم .. 26-09-1427 هـــ ..
ليلة أختلط فيه اللحم بالدم ..
* * *
* *
*
بعد منتصف الليل ..
وفي ظلام دامس ..
على طريق الرياض ..
وتحديدا بعد تفتيش صلبوخ ..
قبل الأربع أو الخمس سنوات ..
وفي ليلة من ليالي رمضان المبارك ..
ليلة أمرنا فيها بتحري ليلة القدر ..
كان مسرعا بسيارته ..
ومعه اربعه من رفاقة يغطون في سبات عميق ..
كان يحدث نفسه بأن في الوقت متسع ..
ومع زياده قليله بالضغط على دعاسة الوقود ..
سيكون بإمكانهم الوصول لمسجد الشيخ القطامي
لعلهم يفوزون بجوائز تلك الليلة وما أعد فيها للمصلين القائمين الخاشعين ..
كانت السياره تطوي الطريق وتشق الظلام ..
وكان السائق منسجما مع ذلك الشريط ..
فمن منا لا يجذبه ويشد انتباهه كلمات الشيخ خالد الراشد .. فك الله أسره
فكلماته تقرب القلوب من خالقها .. ومواعظه كالماء الزلال يتغلل في الأعماق ..
ليصل الأرض بالسماء .. ويحلق بارواحنا في روضات الجنان ..
وبينما هو في انسجامه كانت تلك السياره أمامه تسلك المسار الأيسر بهدوء ..
وكالعاده يمد اطراف اصابعه ليجذب عصا النور ويكبس لمن امامة كبستين بنوره ..
لتتحول هذه الحركة لإشاره مفهومه من الطرف الاخر ليترك المسار المتواجد فيه وينتقل للمسار الأوسط ..
ليواصل صاحبنا ضغطه على دواسه البنزين ليشق الظلام من جديد بسرعه المتزايده ..
وقبل الوصول للسياره التي أمامة خيل للسائق أن النور الخلفي لتلك السياره أختفي فجأه و ظهر ..
وكأن هناك شبح قد مر .. أو.. أمر قد حدث ..
وما هي الا لحظات حتى تبين الأمر لتتحول تلك الأوهام في رأسه إلى الأشباح الى حقيقة ..
لكنها حقيقة كتب القدر لها الوقوع ولا راد لقضاء الله ..
ففي الوقت الذي تحول فيه صاحب السياره الأمامية من المسار الأيسر الى الأوسط ..
وببلمح البصر كان أحد العمالة من الجنسية الباكستانية يطوي الأرض مهرولا ليقطع الطريق للطرف الأخر ..
كل شيء كان سريعا .. و ومخيفا .. و لا مجال فيه للتفكير ولردات الفعل ..
فالرجل يقف بعد فوات الأوان وجها لوجه أمام صاحبنا ..
مجرد أمتار .. أو أقل .. هي تلك المسافة التي تفصل بين الرجل وموتة ...
لم يكن الوقت كافيا .. لا للضغط على الفرامل او الوقوف ...
وبحركة لا ارادية جذب السائق المقود بقوة لجهة اليسار
ليهتز الموتر وينحرف بقوه باتجاة الصبات الفاصلة بين المسارين ..
والسائق يحاول تفادي الأقتراب أكثر للصبات ..
وما زال الرجل يواصل الركض ...
وكأن كل ما يدور في تلك السياره لا يعنية ..
عندها تطير المراءة الجانبية بقوة لتكسر في طريقها زجاج الباب الأيمن للسياره ..
بعد أن ارتطم رأس الرجل بها ..
تلك الحادثة و صوت الارتطام و صوت الهواء المندفع فجأة اوقض العيوون ..
وفجع النائمين .. وعيونهم تتساءل ماذا حصل .. وما الحكاية ..
ولما السياره تترنح يسره ويمنه وسائقها يحاول السيطره عليها ..
أخذوا يوجهون الأسئلة بيصرخون مخاطبين السائق ..
وهو لا يعبألهم ..
وغير مبالي بأسئلتهم ..
وفجأة يقف وسط الطريق ويلتف بسرعه ليعكس السير ويشغل الفليشرات ..
وأصحابه يمنعونه من المواصله و يستفسرون عن السبب ..
وما أن اصبحت سيارته وسط الطريق ونوره يكشف الظلام ..
حتى رأى اصحابة المصيبة .. وفهموا الحالة ..
فهم يرون أمامهم الرجل المصدوم وهو يحبو ويزحف وسط الطريق ...
يرون أمامهم رجل يصارع الموت وينزف الدم
ويرتكي على يديه ليسحب باقي جسده الذي لا يستطيع الوقوف علي رجليه ..
ثوااني فقط تفصل بين صاحبنا السائق الذي يكبس نوره للسيارات التي أمامة ..
وبين محاولات الرجل للهروب من وسط الطريق ..
ولكن تلك السيارات لا تقف ... لا تنتبه .. لا يبدو عليها أثر للوقوف ..
المسافة بينهما تتقلص و تتقلص وتتقلص ..
هذا يحاول الوصول للرجل بسيارته ..
والرجل يحاول الفرار بيدية من الطريق ..
وتلك السياره القادمة تشق الظلام متجها للرجل وكأنها ثور هائج ..
كأنها تريده وتشتاق لضمه ..
تلك الثوااني القليلة و الوجوم المسيطر على صاحبنا ورفاقه تبدد بعد أن شاهدوا كفرات السياره تنصف الرجل لنصفين ..
نصف تسحبه تحت عجلاتها .. ونصف يتطاير ويتحول لقطع من اللحم ..
كل شيء حدث أمام اعينهم ..
وكل شيء انتهي تلك اللحظة ..
فالرجل .. تحول لأشلاء ...ولحمه أختلط بعظامة .. وروحه صعدت للسماء .. رحمه الله .. وغفر له ..
وأولئك النفر اصابهم الوجوم .. وسيطرت عليهم الهموم .. وتحولت سفرتهم الممتعه الى كااابوس مخيف ..
توقفت السيارات .. وتجمهر المتجمهرون ...وكل من مر من عندهم توقف و ترحم على الميت ..
ما عدا واحد فقط لم نرى له أثر .. هو صاحب السياره التي دهست الرجل .. وحولته لأشلاء ..
...
...
...
...
...
...
قد يتبع ... إإإإإإن كتب الله لي الرجوع ..