الموضوع: خيارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-10, 03:53 pm   رقم المشاركة : 32
بلزاك
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية بلزاك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بلزاك غير متواجد حالياً



أولا أهلا بك عزيزي هنري ..
والحمد لله على سلامة العودة ..
ومن طول الغيبات جاب الغنايم ..

لا أخفيك أني قرأت الموضوع وحاولت تفصيله والتركيز عليه من أكثر من جانب ..
لذا خرجت بعد نقاط اطرحها بين يديك والقراء الكرام هكذا غير مرتبة ..

1 / الموضوع برأيي أثناء كتابته تداخل فيه العقلي وهو مسألة الخيار الأصوب واتخاذه تحت ذريعة الإيمان والقناعة والدراسة من كافة الجوانب
مع العاطفي حول مسألة الخيار المتروك والذي ظللت ربما متمسكا فيه لفترة طويلة وتخليت عنه ليس كرها فيه لكن هناك خيار أصوب سواء لفترة معينة أو لمدى الحياة لا يهم
وهنا يمكن أن أضرب أمثلة على ذلك بعيدا عن مسألة المال و الجاه كما أشرت ..
لنفترض - لاقدر الله - أنك بقيت طول عمرك تتعاطف مع عضو من جسدك رغم عاهة معينة فيه..
عفوا لنفترض أن ( س ) من الناس ظل لفترة معينة يتعاطف مع عضو من جسده رغم عاهة موجودة فيه وفي السابق قرّر الأطباء بتر هذا العضو
لكن هذا الـ ( س ) رأى أن بقاء العضو لايشكل خطرا كبيرا لذا تعاطف مع رأيه وأبقاه لسنوات طويلة
هذا العضو المصاب تجددت آلامه عاد للأطباء مرة أخرى ورفعوا نسبة الخطر عليه .. لذا قرّر هو أن يتخذ خيار ( البتر ) كما قرر الأطباء
لذا تجده ليس نادما على هذا الخيار الصائب وسيمضي مدافعا عنه ومؤمنا به ..لكن الجانب العاطفي عنده هو حول الخيار الذي تجنبه وهو مسألة
بقاء عضو ظل العمر ينام معه ..

أيضا لو افترضنا أن ( هنري ) منذ طفولته وهو متعلق بفتاة ما ورسم منذ صغره أن تكون هذه زوجته وكان هذا القرار هادئا لم يتحرك ولم يؤثر عليه أي شيء طول مسيرته
وفي يوم ما وقبل ساعة الحسم تدخلت أطراف معينة لتوضح أن الخيار الأول غير صائب لأسباب عدة لاتصل لمرحلة الحسم لاتخاذ القرار الثاني
لكن عقليا ( هنري ) اقتنع بالقرار الثاني وهو أنه لابد أن يتزوج ( فلانة ) بدلا من ( فلانة الأولى ) لتلك الأسباب ..
هنا سيتخذ الخيار الثاني نتيجة قناعة عقلية .. وسيبقى الخيار المتروك الأول له حنين مدفون بالقلب من الناحية الوجدانية - لا أتحدث عن حب المرأة الأولى بقدر ما أتحدث عن ذاكرة تحمل خيارا كان جميلا في يوم ما .. -

2/ الإشكالية ليست دائما في اتخاذ الخيار الأصوب إذ في كثير من الأحيان ندرك صواب قرار ما .. لكن دائما تكمن الإشكالية من ذات الشخص المتخذ للقرار
بمعنى هناك أشخاص يدركون أن الخيار رقم ( 1 ) خيار أصوب لهم وخيار رقم ( 2 ) خيار أريح لسبب أنهم اعتادوا عليه
تجد أن الإشكالية عند البعض أنه يتعاطى مع الثبات أكثر من تعاطيه مع الأصوب ينطبق هذا مثلا على الترقيات وغيرها ..

3 / الذاكرة في تعاطيها مع الأشياء القديمة تتعامل بطريقة ( اذكروا محاسن موتاكم ) لذا أغلب الأشياء السيئة في ماضينا تنساه الذاكرة سريعا وتظل نبتات الورد هي المزروعة على جنبات الذاكرة نحو الماضي ..
هذا مايجعل جذوة الحنين متأصلة في الماضي في الغالب الأعم لذا ليس العودة للماضي تعني السعادة أو الرجوع لقرار كان هو خيارنا القديم يعني أنه بلا ألم ..
ماقصدته هنا يمكننا أن نبذر الأشياء الجميلة على جنبات هذا الخيار الجديد ولو كان قاسيا .. وأن نروض الخيل الجامحة فيه ..وبإمكاننا أن نبني سفننا على وضعية تلك البحيرة الهائجة

4 / أصعب الخيارات ياصديقي هي تلك التي لاتمنحك مزية الوقت الطويل لاختيارها وكلما قصرت المدة كلما ضاق بها القلب والعقل .وكانت على أرض المدرج تؤذن بالرحيل
فإما أن تتخذ قرارك وإما أن تفقد الفرصة للأبد .. أو تفقد الخيار الآخر للأبد حتى لو لم يكن فرصة ..
السؤال هنا كيف نتعامل مع مثل هذه الحالات المستعجلة ..؟!!

5 / في حالة الانتقال من قرار لآخر هناك الكثير لديهم القدرة المذهلة على قطع الأواصر مع الطريق الأول ونفي كل علاقة تمت له بصلة
مع أنه قد يحتاجه في يوم ما .. لازلت أرى أن هذه الطريقة غير صائبة إذ لابد لكل قرار أو خيار أن يكون له طريق خدمة مساند قد تحتاجه في يوم ما ..
هل أنا هنا أتحدث عن خطط بديلة .. أو وقاية في حالة أن الخيار ربما يكون الخطأ ..؟!
حقيقة لا أدري لكن الذي أعرفه أن بعض العقول تهوى أن تسير على خط مستقيم حاد جدا نحو الهدف بمعنى أنها لاتريد أن ترى خطوطا أخرى أو أن توسع دائرة العين بانفراج أكبر ..
هذه النظرة قد توصلك للهدف بشكل أسرع وتريح العين بشكل أكثر لكن الخطر فيها كارثي جدا لأنه لم يرسم بدائل في حالة كان الهدف وهمي أو خرج له من ذات الطريق شيء لم يتوقعه ..

6 / في حالة كون خيارنا خاطئا هذا لايعني أن الخيار الذي تجنبناه صائبا .. والعكس أيضا صحيح

أشكرك أخي على هذا التجاذب وأهلا بكـ ..






التوقيع


" حين تصرخ في أذني لا أسمعك جيدًا "

رد مع اقتباس