حوار ممتع . وليتَ الكل بغيرتك على دماء المسلمين . أولًا ، تتفق وجهة نظري مع ما تراه في كونها ( مشروعة ) لكننا نختلف في الأفضل والأجدى والأنفع .. هل هو الدعاء عليه أو الدعاء له ؟! اقتباس: إتهام الدين بتشريعاته الغير إنسانية عندما شرع الدعاء على الظالمين دون استثناء المرضى منهم فهل يجوز لناذلك ..؟! أخي ، تروَ قليلًا كلي لا يلتبس الأمر عليك .. ذكرتُ أننا لم نختلف في المشروعية وإنما في ( الأفضل ) ! لعل ذكري لمثال يوضح الأمر ، ضرب الرجل لزوجته في حال الضرورة مشروع في الدين ، لكن هل ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى زوجاته ؟! لا ؛ لأنه قمة الإنسانية والعلو والرفعة . ومن بأخلاق الرسول ؟! لذا راعى الإسلام اختلاف شخصيات وأخلاق المسلمين ؛ فليس الكل يملك نفسه ، وليس الكل يعفو ويتسامح !! نعم ؛ نتألم حد الوجع لأرواح المسلمين لكنك قلتها ( ذهبت ) !! ذهبت عند رب رحيم والحمد لله وسيبدلهم بدار خير من دارهم .. وبقيت أرواح أخر !! ولعل في صلاح هذا الحاكم ، صلاح حالها ! وما زلتُ أكرر ، ليس لنا علم بنزاهة من بعده .. وربما عندما يأتي نكرر المثل الدارج .. ( الله يحلل الحجاج عند ولده ) !! أيضًا ، كما قلت سابقًا لا نضمن استجابة الدعاء ومع ذلك نمن به ولو ترى للرسول صلى الله عليه وسلم وهو ( مجاب الدعوة ) بعدما أصابه ما أصابه من قومه يوم أحد قال له الصحابة : يارسول الله ادع الله عليهم .. فكان رده الإنساني العظيم : اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون !! وقومه كفار وليسوا مسلمين !! أيضًا لما خرج إلى الطائف بعد أن اشتد عليه الأذى فأتاه مَلك الجبال وقال له ( إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ) فكان رد نبي الرحمة ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) !! إننا ننكر وحشية هذا المبتلى المريض ، ومع ذلك نعامله بوحشية !! ووالله يستحق الرحمة ، قبل كونه مريض .. نرحمه لأعماله التي عُلقت برقبته ونرحم أنفسنا ونسأل الله السلامة والهداية .