عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-05, 06:07 am   رقم المشاركة : 7
الطنايا
عضو قدير
 
الصورة الرمزية الطنايا






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الطنايا غير متواجد حالياً
جواري بلا قيود (الجزء الثاني)


[align=center]


الجزء الثاني

القت السيده العجوز تحيتها فاجابتها عذراء
_وعليكم السلام والرحمه
ثم نظرت الى العجوز بتسائل
_هل تحتاجين الى مساعده جدتي
_اجل يابنتي كنت اطمع ان تقليني معكي الى اول الطريق العام،كما ترين المكان هنا خالي من سيارات الاجره ،وانا اشعر بالتعب والارهاق .....
وقبل ان تنهي العجوز عبارتها اجابتها عذراء بسرعه
_بكل سرور جدتي تفضلي
فغمغت العجوز بسرور بكلمات الشكر والامتنان بعدها تقدمت عذراء ووضعت ابنها في المقعد الخلفي لانه راح في سبات عميق واغلقت الباب بحذر،ساعدت العجوز حتى اجلستها في المقعد الامامي بجانبها ثم احتلت مقعدها خلف المقود،تحركت السياره مخلفه ورائها المكان الموحش الذي يغط في الصمت كصمت امواته واتجهت الى المدينه ،كانت الشمس قد مالت الى المغيب قرصا كبيرا بلون الذهب معلنه نهاية يوم من ايام العمر ،لم تكن عذراء ترغب بالكلام لانها كانت تفكر في مشكلتها لكنها تنبهت الى نفسها وارتأت ان من واجبها الترحيب بالمراءه من باب المجامله ،اما العجوز فكانت تنظر الى الطريق بشرود وهي تتمتم بكلمات التسبح لله،حاولت عذراء كسر جدار الصمت فبادرتها بالسؤال
_قبر من كنت تزورين ؟
_قبر ابني
فلم تتمالك نفسها من التنهد بالم ثم قالت
_استشهد في حرب ايران
كانت العجوز ترغب بالحديث عن ولدها باسهاب فاكملت حديثها
_كان شابا وسيما قويا مقبل على الحياة بكل مافيها من فرح وحزن يحب الضحك والمزاح والانطلاق لكن الموت خطفه مني عندما توفي ابوه كان في السابعه من عمره عشت له ومن اجله كان كل حياتي كنت اتمنى ان اراه عريسا وزوجا ثم ابا لاولاد يملؤن حياتي القاحله
استعمت عذراء لحديث العجوز المكلومه فاجابت بحزن
_رحمه الله والهمك الصبر
وجدت العجوز فرصتها لمواصله الحديث فسالت
_قبر من كنت تزورين ؟
_قبر زوجي مات منذ عامين بحادث سياره وهو لازال شابا في مقتبل العمر لم يتجاوز الثلاثين من عمره وترك لي هذا الولد هو كل ماحصلت من هذه الدنيا
فغمغمت العجوز بصوت خنفه التاثر
_رحمه الله انك لازلت شابه والحياة صعبه على امثالك
بعدها قالت العجوز بسرعه مشيره الى الطريق
_يمكنك انزالي هنا اشكر لك صنيعك
_كلا جدتي ساوصلك الى البيت فقط اخبريني اين تسكنين
_لااريد ان اسبب لك الازعاج
_ليس هناك اى ازعاج انا بكل الاحوال ذاهبه الى المدينه ويسعدني ان اوصلك فاخبريني اين تسكنين
_انك امراءه طيبه حقا وانا اقدر كرمك ،اني اسكن في منطقة الكراده
_حسنا ليس بالمكان البعيد عن محل اقامتي انك على طريقي
_تكلمت العجوز بعد فتره من الصمت فقالت
_مااسم ابنك ؟
_فراس
_حماه الله وجعله من ابناء السلامه اعذريني على تطفلي لكني كنت اراقبك عندما كنا في المقبره ولا اخفيك انها ليست المرة الاولى التي اراك فيها لقد رايتك قبل اليوم عدة مرات وكنت اتوق للحديث معك ولاحظت انك وكأنه تتكلمين مع نفسك ومن خبرتي بالحياة اشعر انك تعانين من مشكله تؤرقك لو احببتي ان تتحدثي معي لربما استطيع تقديم المساعده ولو بالكلام رغم اني امراءه عجوز ولم اكمل تعليمي الا ان الحياة علمتني الكثير
ظلت عذراء لفترة تفكر في كلام السيده وشعرت انها فعلا بحاجه الى شخص تتحدث معه انها تشعر بالوحده رغم التفاف الاهل حولها الا انها لاترى فيهم من يستطيع مساعدتها وانما هم يحصون عليها كل حركه وهي تتخبط بافكارها لاتعرف ماذا تفعل ان موضوع الرجل الذى تقدم طالبا يدها اثار زوبعه في بيت العائله الكبير ولاحظت ان الجميع يتحاشون الخوض بهذا الموضوع امامها وتشعر بهم وهم يتهامسون فيما بينهم وكانهم يوجهون اليها تهمه جريمه لم تقترفها ماذنبها ان تقدم احدهم خاطبا ولماذا انقلب الكل ضدها نظرت الى العجوز وشبح ابتسامه مرسوم على وجهها فقالت
_كلامك صحيح جدتي ان الانسان يحتاج الى من يسمعه في بعض الاحيان واكثر المشاكل اذا تحدثنا عنها يمكن ان نصل الى حل ونحتاج الى من يشاركنا التفكير
_لا احب ان اتدخل بامورك لكن احببت ان نقطع الطريق ونحن نتجاذب اطراف الحديث
_جدتي الم تفكري بالزواج بعد وفاة زوجك ؟؟؟ حسب قولك انه توفى وانت لازلت شابه
ضحكت العجوز وبانت الاماكن الفارغه من اسنانها ثم قالت
_لقد طلب يدي الكثير بعد وفاة زوجي لكني كنت ارفض الزواج وفاءا لزوجي وخوفا على ابني كنت اخاف ان اتزوج رجل لا يحسن معاملة ولدي وهذا جل ماكنت اخشاه لكن بعد ان مر العمر عرفت اني كنت مخطئه ............


[img][/img][/align]







التوقيع

[align=center]صح الشمالي صدره اوسع من الكون ** بس انته لاضاق صدر الشمالي[/align]