عادل فقيه مسيرة جهد ومثابرة أم مسيرة حظ ، هذه هي قصة عادل فقيه طوال خمسة وعشرين عاما بعدما التحق كمهندس صغير مغمور بشركة صافولا في منتصف الثمانينات ، والتي كانت تعاني معاناة شديدة ولا تكاد تخرج من دوامة الخسائر .
ليقوم مجلس الإدارة وقتها بفصل كل طاقم الإدارة العليا ، ويوكل المهمة للمهندس المغمور عادل فقيه ، ابن الشاعر محمد فقيه ومن الفرع الفقير في عائلة فقيه المكية المعروفة .
كانت فرصة تاريخية صادفت تحولات اقتصادية كبيرة فحقق هذا المهندس المغمور من خلال استعانته بعدد كبير من أساتذة جامعة الملك عبدالعزيز والذين كانوا يمثلون الجيل الأول أو الثاني من البعثات ، وكانوا بالفعل رفيعي التعليم والكفاءة وهو ما ساهم مساهمة كبيرة في دفع النجاح لصالح عادل فقيه .
وعلى الرغم من إخفاقه في مشاريع عدة بعد ذلك الا ان نجاح صافولا كان طاغيا ، فمصنع التمور حقق خسائر فادحة للشركة .
ليقوده حظه مرة اخرى نحو صعود جديد بدخوله عضوية غرفة جدة وليصبح بعد سنوات قليلة رئيسا لها في العام 2002 الا انه فشل كذلك في تحقيق أي نجاح يذكر ، ولينقله حظه الذهبي الى سدة أمانة جدة وليحقق بعد خمسة اعوام من النظريات والدراسات والبيانات الصحفية اكبر فشل للمدينة العتيدة وليغرق هو وطاقمه في حادثة السيل الشهيرة .
وليأتي كذلك حظه من جديد ليرفعه من وحل الكارثة الى سدة وزارة العمل .
وعلى الرغم من كل ما يقال حول شخصيته إلا أن الجميع يكاد يجمع على أن عادل فقيه هو الظاهرة " الصوتية " الأولى في عالم الأعمال الخاص والعام في المملكة ، وانه سيصرف أعواما طويلة من الدراسات والبحوث في وزارة العمل دون ان يحقق نتائج تذكر .
ولعل أهم الملفات الكبرى التي سيواجهها عادل فقيه هي توظيف المرأة وتخفيض نسب البطالة في البد الغني الأكبر في الشرق الأوسط .
بقلم / محمد نجار