عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-10, 06:16 pm   رقم المشاركة : 2
طائر في الهواء
موقوف من قبل الأدارة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : طائر في الهواء غير متواجد حالياً

الوطن في الذكرى الثمانين .. الواقع والأماني

أهنئ الوطن وقيادته وشعبه بمرور الذكرى الثمانين لميلاده وأدعو الله أن يبقي لنا بلادنا آمنة مطمئنة، وأن يوفق المخلصين في إدارة شؤونها إلى كل ما يخططون له من مسببات النمو والازدهار والأمن والأمان .
في مناسبة كهذه لا بد أن يستذكر المرء ما كنا عليه في الماضي وما أصبحنا عليه في الحاضر ويحمد الله على تحقق الكثير من المنجزات الكبيرة ، منجزات لم تكن لتتحقق لولا توفر النوايا الحسنة المخلصة .

غير أن الوقوف على منجزات كهذه لا بد أن يأتي معه باستعراض سريع حول ما لم يتحقق بعد من الأماني والآمال .

من هذه الأماني أن نصل إلى دولة القانون الصارم في مكافحة الفساد والمخالفات العامة وزرع هيبة النظام بدءا في رجل المرور ، وانتهاء بما قد يتقدم به المدعي العام ضد أي خائن للأمانة .

أمانٍ أن نصل معها إلى إيقاف التناحر اللفظي بين مختلف الطوائف في مملكتنا الكبيرة رغم أن الحوارات المنضبطة مطلوبة وجيدة لكن بشرط ألا تصل إلى حدود التخوين والطعن في الانتماءات والدخول العميق في النوايا .

أمانٍ بارتفاع عدد الزائرين لبلادنا ومصايفنا الجميلة وارتفاع معدلات الإنفاق ونمو الاستثمارات المتنوعة .

أمانٍ بأن نسد كل الثغرات الموجودة حالياً في القطاعات الصحية . من غير المعقول ولا المقبول أن يحدث لدينا هذا النقص الكبير في عدد الأسرة وغرف العناية المركزة . ولا هو مقبول أن نعجز عن تقبل مرضى السرطان بسبب نقص الأقسام المتخصصة بعلاج الأورام .

بعد ثمانين عاماً من البناء لا بد أن نتوقف ونتساءل: ما الذي أتى بهذه الثغرات وماهو الخلل في التخطيط والتنفيذ وكيف يمكننا تفادي ذلك مستقبلاً . الحقيقة أن القطاع الصحي ليس وحده هنا ، إذ يوجد لدينا قصور أيضاً في التعليم وقصور في الاستثمارات القادرة على التوظيف، وما وجود نسبة 30% من القوى العاملة النسائية من العاطلات إلا نذير خطر، هذا إذا قبلنا وجود نسبة 7% من الذكور في بلد يأوي أكثر من 7 ملايين أجنبي وأجنبية. بعد ثمانين عاماً من البناء لا يجب أن نتجاهل أسباب تدني مستويات دخل الفرد.
بعد ثمانين عاماً يجب أن نتساءل عن السر وراء إخفاق الناقل الوطني الجوي وغياب خطوط السكك الحديد من التخطيط وتدهور وسائل النقل البري داخل المدن وخارجها. فلا خطوطنا الجوية هي الأفضل ولا مطاراتنا هي الأجمل والأكثر حركة في المنطقة ولا توجد لدينا سكك حديد تربط المدن الرئيسية ببعضها. أما وسائل النقل داخل المدن من تكاسي أو باصات فلم أجد حقيقة أسوأ منها في أي بلد قمت بزيارته. إنها مشاهد غريبة وتحمل الكثير من التناقضات بالفعل في بلد كالمملكة العربية السعودية.

نحرص على بناء أفضل جامعات العالم لكننا ننسى أن بناء المستشفى أهم وأن الانتهاء من مترو الرياض ربما لا يقل أهمية وأن وضع اللوائح الخاصة بمعاقبة من يرمي النفايات من زجاج سيارته أو من خارج منزله في شوارع المدن بفوضى لا تتسم بأي مسؤولية هي مخالفة يجب أن يدفع لها ثمن .

بعد ثمانين عاماً من البناء لا بد أن نتوقف ونحدد من يتكلم مع الوطن وتطلعاته ومن يقف في وجه هذه التطلعات. من يسهر ويكد لتأسيس قيمة أو فضيلة أو تسامح ومن يخون حتى المناسبة ويكفر من يعتمدها بسبب تشدده وتشكيكه . المملكة دولة انتصرت على كل الأعداء الذين تربصوا بها أو حاولوا الإطاحة بها. دماء الشهداء الذين وقفوا بصلابة ضد هؤلاء الأعداء هي دماء زكية ولا غير هذه المناسبة يمكن استعادة ذكراهم وتخليد أسمائهم حتى لا ننسى هذه الأسماء .

أتى اليوم الوطني وذهب قبل ثلاثة أيام ولم نسمع عن استعراض عسكري لائق أو طلعات مشوقة لسلاح الجو الملكي أو أي احتفال رسمي يحمل معه أحداثا تتناسب وحجم المناسبة . عطلة اليوم الوطني لا يجب أن تمر كبقية أيام السنة. إنها ذكرى عزيزة وغالية ويجب أن يتم التحضير لها كل عام بطريقة لائقة ومناسبة. ما المانع من إقامة احتفالية سنوية تدعى لها كل عام نخبة معينة من رؤساء الدول كما هي الحال في مناسبات تقام في دول أخرى. ما المانع من إقامة أمسيات شعرية وفنية في كافة مدن المملكة يتزاحم عليها الناس ويتقدمون للحجز لها مبكراً. إنها مجرد اقتراحات تمنيت لو كان المسؤول عن المناسبة أخذ ببعضها .

الحديث يطول والأماني لا تنتهي ، لكنني أختتم بالترحم على روح المؤسس الفذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود داعياً الله أن يسكنه فسيح جناته. كما أدعو الله أن يعز الأبناء من بعده ويؤيدهم بنصر من عنده إنه سميع مجيب. وكل يوم وطني وأنت يا بلادي بخير .

فهد إبراهيم الدغيثر ... جريدة الوطن






رد مع اقتباس