عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-10, 09:09 pm   رقم المشاركة : 7
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً





فرفعت أكمامي وأكملت طريق أبي .. حتى رفعت رأسي ذات
يومٍ فرأيتها قادمة .. حتى وصَلت إليّ وسلَّمَت .. وردَدت السلام
عليها ، ثم قلبت أصابع يديها على كفيها ونظرت إلى بصري
فاعتدلت واقفاً قالت : كيف حالك ؟ ، قلت : بخير .. أشعر أني
بخير ، قالت : أتمنى ذلك ، وكانت تتحدث إلي وكأنها تجرّ الكلمات
من ثغرها وتسحبها غصباً ، تحاول أن تُثبِت وقوفها وما علمت
أن الحياء يصنع هكذا ، قلت لها : أمِن خدمةٍ أقدمها إليكِ ؟!
قالت : بل أنا كذلك ، قلت لها : ما عندكِ لتخدميني به ؟! ، قالت : إني
أشعر بمقدار حزنك على أبيك .. كما شعرت بحزني على أمي مع
أن عيشتي معها أشبه بالأحلام إلا أني أردت أن أواسيكَ من أجل ذلك
كانت تتحدث وكأنها تضع يدها على جرح في قلبي .. بنبرةٍ رحيمةٍ
أليمة ، قلت : لا أدري ما أقول ... ، قالت : لا أنتظر منك قولاً بل
أخبرك أنني هنا في الوقت الذي تريده ، قلت : وما يدفعك إلى هذا ؟!
قالت : الحياة هنا أيام أبيك وذهاب أبي إليه وقدومي معه لقد كان لطيفاً
وطيباً .. وهذا أقل ما أقدمه لك من أجل حنانهِ ورأفته .. رحمه الله
قلت : لعل الله أن يجازيك على عملك ووفائك ، قالت : اللهم آمين قلت
لها : هل تريدين أن أقدم لكِ شيئاً لعلي أرد لك صنيعك ؟! ، قالت : الدعاء
فقط ، ثم رأيت معها كيساً لم ترمقه عيني في قدومها .. فتحته وإذا به
قطعة قماش فاخر ، قالت : أعطه لأمك وأبلغها سلامي ، قلت : إن شاء
الله ، ثم ذهبَت حتى قبل أن تدخل بابها التفتت إلي ورفعت يدها ثم دخلَت
قلت لصاحبي : حقاً إن هذا الموقف صادق منها نابع من حُسن قلبها
قال : لقد أضمَدَت شيئاً من جروحي .. لقد جعلَتني شاعراً وما كنت
قبلها كذلك ، قلت : أأنت شاعر ؟! ، قال : نعم ، قلت : ليس بغريب
أن تجعلك تلك الفتاة شاعراً ، قال : بل جعلتني أكثر من ذلك .. في
اليوم الثاني أتيت إلى الدكان وأنا أتمعن بكلامها منذ أن فارقتني ..
وقبل أن أفتح الدكان كانت عيني على النافذة وما رأيتها .. وبعد أن
فرغت من العمل قليلاً بحثت عن ورقةٍ فارغة وكتبت بها : ... دعني
أريك ، فأخرج كتاباً من الدرج بعد أن لفه بقطعة قماش بيضاء ..علّق
قلمه على دفّتهِ ففتحه وكأنه يفتح قلبه ببطء ، ثم قال : أنظر .. ، وعاد
لأول الكتاب .. فإذا به تلك الورقة قد وضعها ثم ألصقها على ظهر
كتابه قال : أترى ؟ .. لقد كانت تلك الورقة هي الأولى .. وعندما
شعرت بأن الكتابات ستنهمر ! اشتريت هذا الكتاب ووضعتها بأولهِ
وأكملت أشعاري التي نثرتها بها ، قلت له مداعباً : وهل كتبت بي بيتاً
واحداً منذ أن تفارقنا ؟ابتسم ابتسامة ضائعة وقال : تستحق يا صديقي
وقرأ وَرقته :

[poem=font="Traditional Arabic,5,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
سَلي عيوني عن الأحزانِ ما فيها = وأدمعاً بلهيبِ الشوقِ تكويها[/poem]

* * *

أكمِل يا صاحبي .. !

علّق عليها مباشرة | زوايَا
د / ماسنجَر ..
صبَاح الخير








التوقيع

عدتُ والعود .. د / ماسنجر
تويتر | @salmanjafen

رد مع اقتباس