وما مصائبنا إلا من هذا النص التحتي ؛ والرغبة العارمة بالتذاكي ! لم نعد نتصرف بتلقائية خوفًا من نظرة عابرة تُفسر خطأ ، أو كلمة بسيطة تؤول زورًا .. ! أصبحنا نتحرك بآلات حاسبة دقيقة لكل ما نفعله من تصرفات لكي لا تأتي النتيجة سلبية .. ! أفعالنا .. أقوالنا .. بل حتى مشاعرنا ؛ بتنا نخضعها للمنقلة والفرجار قبل أن تبصر الضوء ويحللها أصحاب النص التحتي .. ! لم أعد أرى جمال السليقة وبراءة العفوية والسبب ذات العنوان ! أريد أرواحًا تنبض بشفافية تامة .. لا آلات قد عد لها مسبقًا -في حذر وترقب- مقدار الحروف التي تتفوه بها وعدد الخطوات التي تقطعها ! * المشكلة هي التوظيف السيئ لعمق القراءة ! فلكي يكون قارئًا فذًا عليه أن يستكشف نصًا تحتيًا ! ولو كان الموضوع جامدًا عن الفيزياء ! كذلك ليكون ذو فراسة في الناس ؛ فعليه تحليل سبب أزيائهم ، تصرفاتهم ، نبرة أصواتهم ، ووضع تكهنات لا تحصى لا تعتمد على دليل .. !! والمشكلة الأساسية في ( ماهية ) النص التحتي الذي يصل إليه الأغلبية والتي لا تخرج عن كونها –على الأكثر- سوء ظن . .. تكلم عن معلومات جديدة ؛ إذن الرسالة لم تصلوا لثقافتي بعد .. .. تشتري من ماركة معينة ؛ فوقية وتكبر .. إلى آخره من التفسيرات التحتية .. ! إن استخدام القرآن لـ أسلوب القصص ، ضرب الأمثال ؛ يشجع كثيرًا على قراءة ما خلف السطور لأخذ العبرة واقتناصها .. وهناك من يخرج بعدد قليل من الفوائد لأنه لا يجيد هذا النوع من القراءة ويحتاج إلى أسلوب مباشر ليدرك الفائدة .. وقتها يبرز بعد نظر القارئ .. لذا لا نتعجب إن ختم الله سبحانه الآية بالحصر : ( لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ) . إذن ؛ نحن نحتاج إلى قراءة النص التحتي لكن في مكانها الصحيح وبنظرة إيجابية تطمح إلى قطف لا قذف . استفدتُ هنا ، شكرًا .