حتى لا يكون كلامنا مجرد تفريغ شحنات نفسية حينما يتمنى المرء أن يكون محل هؤلاء:
هناك عدة أشياء موجودة فى الغرب تؤهلهم لإستمرار التقدم والتطور حتى وإن غرقوا فى الحياة المادية، ونحن مازلنا نستخدم نفس معول الهدم لأى تقدم حتى وإن كنا متفوقين وجدانياً وفاشلين عملياً.
- التخطيط السليم
وهى من أهم العوامل إنجاحاً لأاى مشروع قومى أو أقليمي أو حتى أسرى.
والمخطط عندهم لا يتم إختياره على نظام الحسب والنسب والواو ولكن بخبرته والسيرة الذاتية له.
عندنا يتم عمل العكس تماماً ولذلك يكون الفشل كثيراً وغالباً سببه سوء التخطيط حتى ولو بذل كل إنسان اكثر ما يملك فسيكون هباءاً للمال والجهد بسبب التخطيط السيئ منذ البداية.
وطلبى من الجميع (فقط أنظر حولك) وستجد صورة واقعية تجسد سوء التخطيط (فى العمل فى الشارع . . إلخ).
- غياب الهدف المشترك
وهى نقطة قاتلة، لو عندك أجير كفء ويعمل بنشاط وحماس وطلبت منه أن يؤدى عمل ما من غير أن تخبره ما الهدف.
مثال لو أخبرت عامل بأن يحفر طريق ما ولم تحدد بداية ولا نهاية (تخطيط) ولم تخبره ما هو فائدة الطريق (الهدف) فكيف يمكن ان ينهى العمل بسرعة وبكفاءة وبإبتكار إن لزم الأمر.
فهو سيقضى وقتاً يفكر من اين أبدأ وإلى اين سأنتهى وكم المدة التى سأقضيها فى الحفر وما اصلاً فائدة ذلك العمل (وكأنك تحوله إلى إنسان آلى يعمل دون عقل).
- غياب التوعية السليمة
الناس لا تتلقى أى توعية من أى نوع إلا بشكل عشوائى وغير منتظم وإن تلقوها تكون بشكل غير إحترافى والنتيجة أنها لا تخلق رأى عام موحد على لزوم الإلتزام بتلك التوعية.
مثل النظافة وإحترام الغير وإحترام الطريق و و و و.
الكثير والكثير يمكن أن يقال لما ظهر هؤلاء بذلك الشكل الجميل ولماذا نظهر نحن بهذا الشكل القبيح.
لا احبذ منطق أن نسفه من نجاح فعلاً ملموس عند الغرب لمجرد أنهم كفار، ولكنهم بشر يفكرون ويعملون ويجتهدون وتلك صفات غير مرتبطة بالدين غير أن الدين يحفذها ويحث عليها فى الدين الصحيح وفى غير الصحيح يكون تطوير الذات هى المحرك الرئيسى لتطوير الحياة.
متى نصل لما وصل إليه الغرب عندما يسند الامر إلى أهله وقتها لن تضيع الامانة ووقتها سيكون الناتج على افضل ما يكون ووقتها سيكتمل البناء شيئاً فشيئا وعندئذ سنكون مثلهم من حيث التطور وأفضل منهم من حيث التوجه الفكرى حيث اننا نعمر الدنيا ونحسن العمل لاننا ماجورون من الله وهم يحسنون العمل ولكنهم غير مأجورون.
هنا يكون الفارق.
وجهه نظر أبو دجانة