في حديثك عن الاقنعة تذكرت الكاتب الروائي وكيف يحول الشخصية الواقعية الى شخصية فنية ويتقمص في ادوارها كل رموزها الواقعية ويشكل نمطها وكأنه يلبسها قناع ووصلت في تأملي ذلك الى اننا في مسارح الحياة نمارس طقوس فطرية من التقمص ونجيد لبس الاقنعة كغريزة في داخلنا حتى أننا نشاهد اطفال صغار جدا يمارسون التمثيل والتقليد وارتداء الاقنعة ليخالفوا طبيعتهم ويبدون بشكل مختلف خلف ليحصلوا على شيء او يتفادوا شيء بل اننا نرى بعض المخلوقات تشاركنا التلون حسب الضرورة ودواعي الاحتياج واقرب مثال بعض الحشرات التي تتلون بلون الغابة حماية لها من الاعداء فدافع تلونها حماية ودفاع عن النفس وبعض تلك المخلوقات يتلون للمصلحة حتى لاتشعر الفريسة ويسهل اصطيادها فيتنوع التشكل وتختلف الدوافع ونحن كبشر نجد انفسنا احيانا مدفوعين الى ان نتقمص شخصيات او نبدي آراء مخالفة لمبادئنا او آرائنا الحقيقية او نبدو بغير واقعنا الحقيقي لدافع نضمره سوى عقلناه وجاء مقصود او توارى وجاء صداه بتلقائية لكن الثابت الفطري ان الانسان مجبول على الخير والظن به خير وفي كثير من الناس يكون ارتداء القناع داعي خير وللخير فعلى سبيل المثال قد ادخل في نقاش ارى ان نتيجته سوف تسبب الخصومة مع اخي المسلم فافضل الانسحاب فانا هنا اتخذت قرار بان كسب القلوب مقدما على كسب المواقف وهكذا القياس في كثير من الاحيان وعموما نرى هذا الحمدلله هو السائد الا ماندر من انفس الهمت الشر والايذاء وهؤلاء ليس قياس ولا قدوة بل انهم منبوذين ومفضوحين بكل موقع.
والله يا اختنا الكريمة موضوعك ذو شجون ويحتاج الى وقت اكبر ومساحة اوسع وتركيز افضل لابداء الراي حوله لكنك مشاالله عليك تجبرين من يمر ان يدلي بدلوه على عجل كما فعلت انا.
تحياتي لقلمك المميز وفكرك النير