***ظاهرة العقاب في المدارس و ضرب الطلاب***
مرت طبيعة العلاقة بين المعلم أو المؤدِب أو المربي وبين تلاميذه بتغيرات جذرية على
مر العصور، منذ أن كان المربي يُعتمد عليه في تنشئة رجالات الأمة من القادة والحكام والعلماء،
وانتهاء بالأساتذة الحاليين وطلابهم المعاصرين!!
ومن نافلة القول أن مهام المعلم تغيرت مع تغير الأزمنة.
ومع التغير في طبيعة ومهام المعلمين من جهة، وطبيعة ومهام الآباء وأبنائهم
من جهة أخرى كان لزاماً أن يكون هناك تغير في صلاحيات المعلمين وما يمثلونه للمجتمع.
قبل عقدين من الزمن تعارف الناس على مقولة الأب للمدرسة (لكم اللحم ولنا العظم)
ثم بدأ هذا العظم في الوهن!
فأدرك الناس -آباء ومعلمين- أن العقاب البدني المتعارف عليه
بالضرب يجب أن يخضع لتقنين أكثر أو يُلغى ،
وهو ما قامت به وزارة التربية و التعليم في معظم الدول العربية
في السنوات الأخيرة حيث صدر القرار بمنع الضرب في المدارس.
هذا القرار تباينت حوله الآراء والأطروحات، واختلفت نتائج تطبيقه باختلاف المراحل
التعليمية واختلاف مشارب القائمين عليها..
فالبعض يعتقد
بأن على المعلمين السيطرة على فصولهم ومعاقبة طلابهم بأساليب تربوية حديثة !!
والبعض الآخر يعتقد
بأن القرار ساعد على تخطي الطلبة للحدود على طريقة «مَن أمِن العقوبة...»!
العنف ضد الطلاب والطالبات داخل المدارس
كـ (ضربهم .. أو طردهم من الفصل .. أو توجيه الألفاظ القاسية إليهم ..
أو غيرها من مظاهر العنف..)
تحدث بصفة يومية في بعض المدارس ويعاني منها الكثير من الطلاب والطالبات.
ورغم أن العنف داخل المدارس مخالفة لأنظمة التربية والتعليم ..
فضلا عن أنه تصرف لا يليق بالتعليم والمعلمين وتشدد عليه وزارة التربية والتعليم في كل الدول باستمرار..
إلا أن ثمة معلمين ومعلمات وإدارات مدارس يمارسون العنف ضد الطلاب والطالبات
على الملأ بذريعة إحكام السيطرة عليهم والحفاظ على هيبة المدرسة والمعلم.
بالتأكـيد
ليس كل المعلمين والمعلمات وإدارات المدارس يمارسون العنف ضد الطلاب والطالبات..
فمعظم هؤلاء النخبة يضرب بهم المثل في العطاء والتعامل مع الطلاب والطالبات ..
لكـن
نسبة قليلة منهم اعتبروا مهنة التعليم وظيفة عابرة تضمن لهم الراتب آخر الشهر !!
ولهذا تجدهم يتصرفون تجاه الطلاب والطالبات بشيء من العنف ودون مسئولية.