عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-05, 05:13 am   رقم المشاركة : 10
الوطني
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الوطني غير متواجد حالياً

اخي mam999

لاشك ان الكرم صفة حث عليها الدين الاسلامي كونها من مكارم الاخلاق التي اتى الرسول عليه الصلاة والسلام ليتممها ... فقد قال عليه الصلاة والسلام { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }.

كما ان اكرام في عاداتنا العربيه يتوافق تماما مع ماجاء في القرآن الكريم .. حيث قال تعالى
"هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين"
وورد ذلك في سوره اخرى بقوله تعالى"قالوا سلاما قال سلاما فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) اي مشوي ... وهذا مايستشهد به البعض حينما يقولون أن ابراهيم عليه السلام قدم عجل لضيفين فقط .

(وقوله فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين فقربه اليهم قال الا تاكلون متضمن وجوها من المدح واداب الضيافة واكرام الضيف
منها قوله فراغ الى اهله والروغان الذهاب بسرعة واختفاء وهو يتضمن المبادرة الى إكرام الضيف والاختفاء يتضمن ترك تخجيله والا يعرض للحياء وهذا بخلاف من يتثاقل ويتبارد على ضيفه) - منقول- .

ولعل المتأمل أو العارف في بعض عادات اكرام الضيف التي قد تكون غريبه .. يجد انها مبنية على قمة التأدب مع الضيف ومراعاة حالته .. حيث ان الضيف وبحكم ظروف الحياة قديما يصل وهو على قدر من التعب والانهاك .. وبدوره يعتمد الضيف بعض الآداب اثناء وجوده عن مضيفه ..

ومن ذلك وبحسب مانسمع .. ان الضيف يتعجل في القيام من المائده ليتبعه مرافقيه في القيام .. مراعيا في ذلك الآخرين من المدعوين وكذلك اهل البيت .
وهو نفس السبب في العادة التي فيها يتأخر الضيف في تناول اللحم .. وفيها لايجوز للمدعوين أو المرافقين ان يتناولوه قبله ..
وقد حضرت اكثر من مره في الجنوب .. وليمه العاده فيها ان يرفع الضيف جزء من الذبيحه ويضعه جانبا ويقول هذا لأهل البيت .. قبل ان يبدأ في تناول الطعام..
وسمعت ان سبب قيام المضيف بذبح ذبيحه اخرى عندما يأخذ الضيف من راس الذبيحه المقدمه له .. ان الذبيحه الاولى لم تكفيه ..
وبالفعل هناك عادة يدخل الضيوف فقط حتى وان كانوا عائله ومعهم اطفالهم لتناول الطعام قبل كل المدعوين بما .. وسبق ان جربت ذلك في صغري .. في الجنوب ..

يبدو لي ان هذه العادات وغيرها كانت في وقتها تناسب جدا ظروف واسلوب الحياة قديما .. ولم تكن غريبه بقدر ماكانت مثاليه في تحقيق الظروف المناسبه لأن يأخذ الضيف راحته أو أن يتم ضمان اكرامه وعدم التقصير في اطعامه واشباعه مع ماكان عليه العرب قديما من اوضاع ومن مشقه في التنقل والسفر ... وبالدرجة التي لانرى فيها غرابه ان يتم نحر ذبيحه اخرى في حالة الشعور بعدم كفاية الذبيحه الاولى .. أو في حالة قدوم الضيف في وقت متأخر جدا .. أو في حالة مصادفة وجود ضيف آخر ... أو في تركه الضيوف لوحدهم يتناولون الطعام ..

ولكنها الآن مع تغير طبيعة الحياة واسلوبها .. وكثرة ارتباط الناس ومشاغلهم .. وميلهم للسرعه والتلقائية ونتيجة اكتفائهم وتوفر الغذاء والطعام في كل مكان ... قد يجد الناس مع شدة الالتزام بهذه العادات نوع من الحرج والمشقه .... ليس بسبب قلة ذات اليد .. أو بسبب العجز أو البخل ... بل بسبب مايجعل بعض الناس يتهرب من بعضهم خشية الكلافه والارتباط .... وبالشكل الذي اصبحنا الآن نشعر ونقول معه ... مابخيل الا الضيف ..

تحياتي ..