عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-11, 08:17 pm   رقم المشاركة : 8
محارهـ
صانعة اللؤلؤ






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : محارهـ غير متواجد حالياً
الـنـون الأولى " تـذكـرة طــلا ق "





زوجي الثاني عذراً منك فقد خنتك بذاكرتي التي ليس لي عليها سلطان
مع لحظة إستلامي لوثيقة تخرجي من الكلية وأنا في محطة الأربعين قاطعه , وجميع من حولي بينهن وبين محطتي رحلة عمر ....
وبدلاً من أن تتخيل ذاكرتي فرحك بما أوصلتني أنت إليه , أصطفت مشاهد الماضي مع طليقي وتتابع عرض تلك المشاهد سريعاً في الذاكرة ومؤلماً في أعماق أعماق ذاتي على عكس ملامحي التي كانت شامخة غير نادمة وعلى مامضى غير آسفة ...!
وإني لملامحي لها شاكرة مقدرة ومن جميلها لست متنكرة برسمها الشموخ على وجهي لتخفي ذاك الألم العميق عنك وحتى لاتفسد لحظة فرحك العظيم بي أنا ...
* *
مددت يدي إليك لتستلم الوثيقة فطرت بها وبي فرحاً وباغتني الحزن الذي لم أكن خائفة منه لأن ملامحي تُساندني وتبقي على العرض الحصري لشريط ذكرياتي التي حملتني إلى تلك اللحظة التي أمد فيها يدي نحو طليقي ليستلم حقيبة سفره الصيفية السنوية وقلبي يتدثر بالحزن وقلبه يعتصر فرحاً لإقتراب لحظته المنتظرة من الصيف الماضي ليعتصر الخمر ويمطر مومسات تايلند بماءه اللذي تشكل في رحمي مرتين فأنجبت منه طفلين .
وإني على هذا الحال لست سنوات وأكثر وفي كل عام أنفض الغبار عن حقيبته وأعجز عن نفض الغبار من نفسي ومواجهته ...
* *
كنت أخاف منه كثيراً فقد كان يحمل شهادة الدكتوراه وحجته وحديثه ساحر وله في قلب السحر على الساحر صولات وجولات حتى أرهقني وأصبحت فقط على أطفالي باقية ولكرامتي ماعدت مباليه ...
وهو كان على عدم إكمال تعليمي سعيد ولو لم يكن كذلك لما بحث عن زوجة نصيبها من العلم توقف في المرحلة المتوسطة ...
وحتى وإن كان تعليمي بسيط لكن بوصلة إحساسي دقيقة جداً وإلى جهة التأكيد فيما يفعله كانت تشير ولكن كنت لا أملك الدليل وكنت على يقين بأن الخسارة من نصيبي والفوز من نصيبه ولن يكتفي بالفوز وإنما سوف يصفعني بقوله كالعادة
_ انت اصلاً جاهله وماتدرين عن شي ومو كل ماسمعتي سالفة من خوياتس لا بارك الله بهن ولا بتس جيتي تطبقينه علي .. !
* *
حتى دخل وقت المواجهة من تلقاء نفسه في أخر رحلة عودة له وأنا على ذمته وأثناء أفراغ حقيبة سفره الأسود ومن بين ملابسه الداخلية وجدت " واقي ذكري " ......
* *
كرهت نفسي واشمأزيت من جسدي وتمنيت أن أفقد ذاكرتي وصرت أحسب أنفاسه منذ أن كنت في ثوب الزفاف ولو كانت لدي مقدرة لفعلت بتلك الأنفاس كما فُعل بإصحاب الأخدود ثم لحرمت على الرجال تجاوز الحدود إلا ومعهم صمام أمان لهرموناتهم .. !
* *
أستيقظ من نومه وعوضاً من أن يجدني بجانبه على مخدتي , وجد بقايا خيانته وأنا كنت جالسة إلى التسريحة , أًشاهد ملامح الغضب والخوف والحزن والإنكسار التي تكالبت جميعها على وجهي في لحظة واحدة .

أستدرت إليه قائلة
_ مع كل الي سويته .. انا بعدي شاريتك وأدعي الله يهديك .. وإذا انت مثلي شاري وتبيني أرجع لوسادتي ..لازم أشوف ورقة فحص طبي لك عليها .. ولا .. طلقني .. !

* *
وكانت تلك رحلته الأخيرة إلى تايلند ورحلتي الأخيرة معه لأن كرامته وكبريائه لم يتحملا إفتضاح أمره فكان الطلاق بيننا ثم بعد الطلاق بفترة بعث لي بورقة فحص طبية تفيد بسلامته من الإيدز .
ولو لم أكن على يقين في شكي لما أعتزل السفر ...!






وفي ختام حكاية هذه النون يأتي أستفهام .. ؟
هل نون النسوة لديها قدرة على تجاهل كرامتها من أجل أن يسير مركب حياتها حتى ولو كان مركبها متهالك وبه من الثقوب ما الله به عليم .. !
والرجل لايغفر لمن أهدر كرامته حتى ولو جانبه الحق .. !



" وسكتت تاء التأنيث عن الحديث .. ومازال لحكاوي نون النسوة المزيد والمزيد "






رد مع اقتباس