قرأتُ تلك العبارات الرنانة والتي شدتني كثيرا سيما أنها تتعلق بخلجات النفوس الداخليّة
وأسرار النفس البشريّة ،اسمح لي أن اترك هذا الكلام المخضب بجمال العبارات وانتقل الى مسائل علميّة
عن الحب....وشعور المحبين بالذوبان عن سماع (طاري! ) الحب إن صح التعبير !..
وما اكثر مَن يذوبون لسماع اسم حبيبه...او حبيبته!!...وهذا امر مُسَلـّم به ..إلا إذا كان هذا ليس حبا...
في عقل الإنسان مادة تسمى (الإمفيتامين) وهي مادة مُخدرة في عقول المحبين ، فأدمغة المحبين
مليئة بهذه المركبات( التي تفرز لديهم بشكل طبيعي) وتسبب حالات الخدر والسكر والسرحان
المعروفة لدى العشاق ، فهي أقوى من أي مادة كحولية...وهناك على وجه الخصوص مادة تُدعى (فينيل ايثالمين)
فحين تتفاعل هذه المواد تسبب إغماء وذوبان لدى العشاق ، وما أكثر مصارع العشاق نتيجة لهذه المواد..!!
وهذه الفرضية تساعدها دراسة علمية خرجت مؤخرا من جامعة( ستانفورد) تصنف الحب كـ(مرض حقيقي .).يؤثر على كيميائية المخ وعمل الدماغ..وتؤكد رئيسة البحث الدكتورة
.(ماري ووك) أن الحب العميق يسبب ويؤدي إلى افراز مواد طبيعية مخدرة تسبب أعراضا جسمانية
ونفسية..كالسرحان والذوبان وفقدان الشهيةوانخفاض حاسة التذوق والمرارة في الحلق ،
وتساند هذه الدراسة كثيرٌ من الدراسات التي أجريت عمليا في امريكا على العشاق...والتي اثبتت تغير
الطبيعة الكيمائية لسوائل الدماغ وارتفاع نسبة الـ( فينيل ايثالمين)في رؤوس المحبين ..وحين
يصل العاشق لهذه الدرجة يتحول إلى مُدمِن حقيقيّ بسبب رؤية الحبيب ــ أو حتى سماع اسمه
أو الحديث عنه...فهو مدمن بذكره ، وهذه حالة مرضية .
ويحب أن يتعامل معها المجتمع بكل عقلانية....لأنها مرض حقيقي ، كما قال الشاعر :
( مريض المحبه داه ودواه بوصالك )..إذن الحب ليس مجرد لعبة وحيل يحتال بها العشاق
بل هي حالة ادمان مرضيــّة ......ودواء ذلك بالوصال ....أو أي شيء آخر ...كان الله في
عون كل عاشق وعاشقة ........تذكرت قبل ان اختم حديثي الطويل
كلاما جميلا لابن القيم الجوزية عن الحب.... سأختصره بقوله بأنه قال "هو مرض بسبب هذه
الافرازات ، لكن ابن القيم نظر لها من زاوية دينية ".....وتذكرت كلاما آخر
له أيضا عن الحب ، لكن ليس مجاله...وقد كتب عن أمراض الحب مقالات كثيرة ، وكتب عديدة ، لا تسعفني ذاكرتي أن أتحدث عنها ...............
دمت ودام قلمُك ، وسلم قلبُك....
أخوك العسيري...