عندما يتجرد الإنسان من مروءته ويقسو قلبه وتكون نفسه دنيئة مع قليل من التفقه في الدين فهو ينهى دون أن يعلم حجم الذنب الذي اقترفه،
أو المعصيةُ التي قد تلحق جرّاء وقوفه بوجه كل من يحب الخير تجاه أولئك المحتاجين من الضعفاء والأرامل والأيتام وغيرهم.
أولئك هم مفاتيح الشر مغاليق الخير..!
كلنا تعلمنا وسمعنا وقرئنا أن من لا يستطيع فعل الخير فيكفيه أن يدل الناس عليه فله مثل أجر فاعله.
ولكن أصبحنا نرى أُناس ممن نتوسم بهم الخير عكس ذلك وخاصة في هذا الجانب الذي تحدثت عنه الأخت في متصفحها الجميل.
قبل أشهر حدثني زميلٌ لي وهو ابنٌ لأحد أكبر تجار هذه المنطقة فيقول:
" ذات يوم خرجت من المسجد وكان أمامي رجلٌ كبير وكانت هناك امرأةٌ تسأل الناس فإذ بهذا الرجل يُخرِجُ ( 500 ريال ) ويعطيها.
يقول:فذُهلت لفعله هذا الذي ضايقني ( وضع تحت ضايقني ألف خـط )،فأردت أن أناديه وأنصحه فقد تكون كاذبة، وأقول له:
لماذا لا تضع هذا المبلغ في الصناديق الخيرية ؟
سبحان الله...! تعجبت من كلام هذا الشاب كثيراً ثم بدأنا في النقاش حيث أنّبته على هذا الكلام وقلت له:
هل أخرجتها من جيبك ؟
هل دخلت قلب هذه المرأة حتى تعلم أهي صادقة أم كاذبة ؟
هل نقص من مالك شيء ؟
هل تعلم كم يملك هذا الرجل؟
والكلام يطول ولكن..!
أقل ما نريده هو عندما لا ننفق فأقل تقدير أن نصمتُ ولا نتدخل في أمور الناس كما ذكرت الأخت في كلامهما.
وهو كثيرٌ ما نسمعه في مجتمعنا هذا خاصة.
أما أنني أمنع الأرملة أو اليتيم أو الفقير لأجل أنني أريدهم أن يكونوا كما أريد فهذا ليس صحيحاً..!
إما أن يعيشون حياة التقشف وإلا فسوف نحرمهم..!
هذا غيرُ صحيح..!
ولنكن منصفين..
عندما تكون هذه الأرملة لها بنتٌ وجميع مجتمعها يقتني بعض الأجهزة الحديثة
فهل من المنصف أن نقول لا تشترين لها وإلا لن نعطيكِ ؟
أليس من حقها أن تشبع رغبتها مثل باقي جلسائها .!
ولماذا لا نكون سعداء أن يلبي ولي الأمر رغبات أبنائه حتى لا يذهبون بطريقةٍ أو بأخرى لاقتنائها تحقيقاً لرغبتهم فيها ؟
الخلاصة أنني أركز على الذين يحرضون غيرهم على أولئك المحتاجين وكأنه يدفع من جيبه فأقول له :
" اتق الله وكن باباً للخير مفتوحاً".
وأضعف الإيمان عندما لا نساعدُ غيرنا فيكفي الصمتُ فقد نؤجر عليه.
هذه وجهة نظري الشخصية والتي أنا مقتنعٌ بها..!
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبك عمن سواك..
اللهم أغننا عن خلقك، واجعل حوائجنا عندك يارب العالمين..
تشرفتُ بمتصفحكِ ذات السمــو،،،