عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-11, 01:02 pm   رقم المشاركة : 108
yousef
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية yousef






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : yousef غير متواجد حالياً

ثلاثة أعوام، ولازلنا نسمع الهديل

مايو 13th, 2011


قبل ثلاثة أعوام من الآن، وفي 16 مايو 2008، انتقلت روح المدونة والأديبة هديل الحضيف إلى جوار ربها، كانت ولا تزال فاجعة كبيرة دوّت على قلوب كل المدونين والمثقفين، بل على قلوب الكثير من الناس حتى من خارج السعودية، بل ومن خارج الوطن العربي. كانت فجيعتها مؤلمة على قلبيّ أبيها وأمها، رحيلٌ خلّف أماً ثكلى وأباً مكلوم، وأفقدنا كوكباً منيراً ونجمة وضّاءة كانت تشعّ باستمرار، ابتعدت عنا لكن هيهات لها أن تخفت.
هديل كالنجوم تماماً، تموت، لكننا نرى توهجها في السماء حتى بعد أن رحلت، نرى إشعاعها يكاد يأخذ الأبصار وإن كانت تبعد عنا ملايين السنين الضوئية، هديل، نورها بيننا يحيل ظلمتنا إلى صباح لا ينطفيء.
حزنت جداً عندما زرت مدونتها فوجدتها قد أضحت أثراً بعد عين، ثم زرت مدونة والدها وقرأت مقالته المبكية التي كتبها في ذكرى وفاتها الأولى ”هديل..ماذا صنعت لهفة الرحيل؟“، جوف أب يعوي على فراق ابنته، صوته يخترق الجبال الصم، هو لا يصل للمسؤولين والتنفيذيين في المستشفيات الفارهة، لكنّي على يقين بأنه وصل لهديل، فقرأته وهي تبتسم وتقول ( ياليت قومي يعلمون .. بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ).
كم أتمنى من جميع المدونين القدامى أن يعودوا، ليكتبوا، أن يحكوا حياتهم لأجيال جديدة لن تعرفهم سوى من خلال نتاجهم، ليتهم يعودون ويغرقوننا بماء معين من تلك التدوينات التي كانت وقت هديل في أوج عظمتها، لأن التدوين رسالة سامية، نافحت من أجلها هديل حتى لقيت ربها، دوّنوا لكي لا ننسى هديل.
كنت قد كتبت فيها رثاء يوم وفاتها، تلك الجمعة التي لقيت ربها فيها، ولم يقدر لرثائي أن يصل إلى والدها الدكتور محمد الحظيف، ولكنه نشر في الكتاب الإلكتروني ”أجمل ما قيل في رثاء الهديل“ الذي صدر عن رامي عوض (صاحب مدونة أبو عبدالله) في مايو 2009، وها أنذا أعيد نشر الرثاء بعد 3 أعوام من وفاتها، رحمها الله وأسبغ عليها رحمة من لدنه، وجمعنا بها وبوالدها في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
***

بربك ِ هل لنا حقاً لقاء ُ؟ ** وهل يوماً سيرجعك البكاء ُ؟
وهل سيزفنا صوت الهديل ِ ** إلى رؤياك إن أبت السماء ُ
ألا عمر ٌ فندفعه إليها ** ونفديها إذا شح العطاء ُ
وهل موت يرد ّ فتتقيه ** ألا هل للمواعيد اتقاء ُ؟
ولو أن القضاء له بديل ٌ ** فإنَّـا دون وردتنا فداء ُ
أعيني بالدموع الزرق جودي ** فإن اليوم حلت كربلاء ُ
سنبكي ياهديل عليك دهراً ** ستقطر من محاجرنا الدماء ُ
وما من ظلمة ٍ إلا سيأتي ** لنا من بعد عتمتها ضياء ُ
هديل ُ أضيّعوك اليوم منا ؟ ** أحل بزهرة التوليب داء ُ؟
أضاعوها وأي (صبا ً) أضاعوا ** أضاعوها وما فاد النداء ُ
أضاعوا الكوكب الوضّاء منا ** فشقوتنا وشكوتنا سواء ُ
أضاعوها وما حسوا بحزن ٍ ** كأن على بصائرهم غشاء ُ
وهل شرب القراح بمستطاع ٍ ** إذا انكسرت بأيدينا الدلاء ُ
إلهي قد أخذت هديل منا ** فعفوك يا عفوُّ لمن تشاء ُ
أجرها من عذاب القبر ربي ** بلطف ٍ منك ليس له انتهاء ُ
وأسبغ رحمة تمحو الخطايا ** فما لمؤمّل ٍ فيها شقاء ُ
فإن رحلت هديل اليوم عنا ** فبالفردوس فليكن اللقاء ُ






رد مع اقتباس