[align=center] لا شكّ أنّ هناك بعض القضايا والتي تحمل إختلافا ً في الاجتهاد بين الأئمة والعلماء .. وهذا الاختلاف يخرج غالبا بين راجح ومرجوح .. ويعتمد الترجيح بين الآراء بالنظر لكثير ٍ من الأمور .. كـَ ( قوة الدليل + قوة الحجة + قوة العالم نفسه ) .. وما يتبع ذلك من فقه ٍ وعلم ٍ لسلسلة السند والرواة .. وكذا علم الجرح والتعديل فيما يتعلق بـِ أحاديث السنة النبوية المطهرة ..وأمورٌ أخرى معتبرة .. المقال الذي في الأعلى لمْ يعتمد سوى على الرؤية العقلية .. والتي لمْ يدعمها أيّ دليل من الكتاب ولا السنة .. ولا أقوال الصاحبة والتابعين من بعدهم إلى عصرنا الحاضر وما يزخر به من علماء أجلاّء .. وأنتَ عندما تريد التأكيد على قولك فيجب أنْ تُقارع الحجة بالحجة .. دون الاكتفاء بالدليل والتحليل العقلي فقط .. معلوم لدينا أنّ مصادر التشريع الأساسية أربعة ( الكتاب \ السنة \ الإجماع \ القياس ) .. وهناك مصادر بعدها كـَ ( الاستحسان - الاستصحاب - المصالح المرسلة - العرف بما يوافق الدين - قول الصحابي ) .. وهذي كلها معتبرة عند تحريم الأمور غالبا .. وكذا في إباحتها .. فيما يتعلق بتحريم الغناء المصاحب للموسيقى أو الموسيقى بمفردها .. من الكتاب قول الله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ) .. فسرّها -- حبر الأمة -- الذي عاصر الوحي والتنزيل أنه - الغناء - وقال في ذلك رضي الله عنه : (أنه الغناء ) وكذلك : سُأل ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." ومن الكتاب ايضا قوله تعالى : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) .. جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه". من السنة النبوية المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف ..... الحديث ) .. يستحلون .. أي أنه شيئا حراما فيجعلون منه حلالا .. ولاحظوا أنّ الرسول الكريم قدْ قرن ( المعازف مع الحـِرَ الذي هو - الزنا - والخمر ) .. وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر » و الكوبة هي الطبل .. أما القنين هو الطنبور بالحبشية .. وهناكـَ أحاديث وشروحات شتى تخدم هذا التحريم اللامجال للخوض والجدال فيه أو صرفه عن ظاهره .. وهناك من يحتج بقول ابن حزم في إباحته للغناء .. فأخذَ ظاهر القول دون التمحص والتبصّر فيه .. ولهذا أقول ( تـُعـْـمـِل عقلك وتمحص لتبيح الغناء ولمْ تـُعـْمـِل عقلك في فهم رؤية ابن حزم ) !؟؟! إذن أنتَ ترجع في الأمر إلى تأويل النص والحكم لما يخدم هواكـَ ومبتغاكـَ .. أما قول الشيخ الجديع الذي يقول فيه : اقتباس: صوت المرأة ليس عورة وأما جزئية جواز غناء المرأة للرجل، وأقول: أو العكس أيضاً، فذلك باق على أصل الإباحة، وسماع الرجل صوت المرأة والمرأة صوت الرجل بكل مباحٍ مباحٌ، ومن الخطأ الشائع دعوى أن صوت المرأة عورة، فهذا مما لا أصل له في الكتاب ولا السنة ولا مذاهب السلف، بل قامت الأدلة التي لا تنحصر كثرة على ضده، ودل عليه القرآن في غير موضع. وإنما الضابط له أن لا يكون الغناء بمنكر من القول، بل بكلام مألوف معروف، وإنما يجب فيه تحاشي الصور الممنوعة والتي هي زائدة على نفس الغناء والموسيقى، كعورة مكشوفة، أو رقص للملإ كما في الفيديوكلب، فهذا من منكرات العصر، والحكم فيه ليس بسبب الغناء ولا الموسيقى، بل ما انضم إلى ذلك من الممنوع. نعم صوت المرأة ليس بـِ عورة من حيث الحديث والكلام المباح .. ولكنْ التلحين والتغني فهو خارج عنْ ذلك وينتقل إلى أنْ يصبح عورة لـِ قول الله تعالى : ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) .. إذنْ - التحريم هنا للخضوع في القول - وهلْ الغناء وغناء المرأة خاصة ليس خضوعا ً في القول ؟؟؟؟ ثمّ بعد ذلك ألا يصبح داخلا تحت هذا النهي ؟ خلاصة الأمر .. المذاهب الأربعة كلها كما أكدّ ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية أنها اتفقت على تحريم آلات اللهو .. والآلة الوحيدة المباحة هي - الدفّ بدون خلخال - وأدلتهم واضحة صريحة وتحليلهم العقلي بين توضيح مواضع التحريم والتغليظ فيه وبين ما يكون ضرورة .. وبين ما هو مباح .. كلّ ذلك واضحا وضوحا جليا ً ..لا يقبل من بعده الخروج الى قولٍ مخالف وليس بحجة كالذي نقرأ في الأعلى !! فـَ مسألة تحريم الغناء ليست مسألة خلافية بين المذاهب الأربعة ولا بين من قولهم حجة .. بلْ وفيها رجوح جلي وواضح لكفة القائلين بالتحريم ..مع الفئة القليلة من غير الراسخون في العلم والذين قالوا بالإباحة .. بخلاف المسائل الخلافية الأخرى والتي تقترب فيها وجهات النظر بلْ تكون حجة كلا الفريقين قوية لقوة الدليل وقوة العلماء..واعتمادها على النصوص والتفسيرات قوية بشكل يجعل كلّ رأي مقبول .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ ْ هديتنا وهبْ لنا من لدنكـ رحمة إنكـَ أنتَ الوهاب .. [/align]
[align=center] إنني ذاتي ,, إنني فقط ذاتي ,, وأنا على يقين ٍ مـِنْ أنّ ذاتي تكفيني ,, كلّ الشكر لـِ فيمتو على هذا التصميم .. [/align]