هناك امر ملفت للنظر يتعلق بأخلاق القيادة وإعمال الذوق الفني والجمالي والفروسي فيها......
الفكرة.....
نحن نلاحظ ان الافراد عندما يكونون راجلين في الاماكن العامة يتحلون بأدبيات ممتازة في المرور الراجل ومن ذلك...
اعطاءك حق الطريق في الممرات المزدحمة وامام المصاعد في الاماكن العامة ومكائن السحب الراجلة والابتسام في الوجه وتقديم المسن على النفس في الاولوية....
حسنا....
انتقل الان الى هؤلاء الافراد انفسهم وهم جمهرة الناس عندما يركبو سياراتهم ويمارسو القيادة في شوارع مدننا المختلفة...
لا شك ستتذكر ان الاية ستنقلب 180درجة تماما...
الذوق ينقلب الى قبح ووحشية.. الايثار يتحول الى انانية...الجشع والطمع في اولوية العبور والموقف ..
الانحطاط الخلقي في تقبل اخطاء الاخرين من السائقين ....الخ
السؤال
مالسبب!!؟؟
فكرت كثيرا في سبب انقلاب اخلاق الناس بين القيادة والاحتكاك الراجل فوجدت ان الشعور بالفروسية خلف المقود بسبب البداوة والتخلف الحضاري يساهم في جعل السائقين يتحولون الى(حنشل) للذوق والمروءة والايثار والتهذب...
اننا عندما نقود سياراتنا نمارس طقوس اخرى تشربناها بمرور الوقت ...كما يساهم جيل السائقين الجدد من الصغار في كل سنة في تكريس هذه الرذالة الاخلاقية والاحساس بشعور الفارس الذي يتعالى على الاخرين
....
انها ازمة ذوق واخلاق...نفس السبب الذي يجعلنا نمزق جلود مقاعد الانتظار في الحافلات والمطاعم والاماكن العامة كالمستشفيات....نفس السبب الذي يجعلنا نرمي اكباء(الكشته) ونحيل صفحة النفود البهية الى مكب للنفايات....نفس السبب الذي يجعلنا عندما نمر من امام تلك المطاعم الموجودة في نهاية شارع الاستاد ندهش عندما نرى تلك النفايات الرهيبة في مواقف كلية البنات التي توقف فيها اولئك الاجلاف( ذوقا)ليأكلوا وجباتهم ويلتهمو معها الذوق والاخلاق والادمية....