أخي الرمادي : أظن أنك لم ( تدقق في قراءة هذا الجزء من ردي والذي فصلت فيه حول عدم تعارض الحديث مطلقا مع رد ذي الدين والخلق ان لم يكن مكافئا في النسب .. لذا أعيده عليك هنا : إن لك يا عزيزي أن تشترط ما تريد من الصفات الإيجابية في الخاطب دون أن تتحرج مطلقا أو تستشعر في نفسك مخالفة الشرع .. ولكن لتكن شروطك في المرتبة الثانية بعد شرطي الدين والخلق .. تماما كـ ( أعمال الإنسان الصالحة ) التي ( لا ينظر ) فيها الا بعد ( صلاته ) عند حسابه يوم القيامة ..فإن صلحت نظر بأعماله الباقية .... وإلا فهي لا تغني عن صاحبها شيئا !!! وكذلك الأمر بالنسبة لسائر الإيجابيات التي نشترطها في الخاطب من حسب ونسب .. ومروءة وشهامة .. وشباب وصحة .. ووسامة .. وسعة ذات اليد أو يسر الحال .. لا يعتد بكل ذلك ولا ينظر إليه الا بعد التأكد من جانب الدين والخلق .. وهذا كله أدعى لنجاح الزواج وسعادة الزوجين !! ومن هنا يسقط الحرج والتحرج من ( رد ) الخاطب غير المكافئ حسبا ونسبا حين يكون دينا خلوقا .. كما يسقط الحرج ذاته حينما نرد من حاز تلك الصفات الفضلى لكنه كبير في السن أو مريض غير صحيح !!! ومن هنا يظهر لك عدم تعارض الحديث مطلقا مع ( الحفاظ ) على النسب من الناحية الشرعية !! أما قولك حين استدركت : ( واذا كان هذا الفعل سيحدث فتنة وفساد فكيف نسكت عنه خلافاً لقوله عليه افضل الصلاة والسلام : (( إن قوماً ركبوا في سفينة، فاقتسموا، فصار لكل رجلٍ منهم موضع، فنقر رجلٌ منهم موضعه بفأس، فقالوا له: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت! فإن أخذوا على يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا )) هل نتركهم يفعلون مايشاءون فنهلك معهم بالفتنة والفساد ام يجب علينا ان نقف ضدهم ونجبرهم على أن لايفعلوا ذلك .. أقول تعليقا على قولك : إنك قد أجبت بنفسك على استفسارك !! فمنع الفتنة وقطيعة الرحم ( الجماعية ) وكل ما يترتب على تلك الزيجة غير المتكافئة ( مقدم ) على المصلحة ( الفردية ) - إن كان ثمّة مصلحة أساسا _ !! وعلى هذا بنى العلماء والمشايخ اجتهاداتهم في مثل هذه المسائل .. أما قولك الذي حيرك ووقفت عنده على مفترق طريقين حين قلت : أخي العزيز مزاجي .. أخي العزيز نبض القلم الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يقول بأن الفتنة برفض صاحب الدين والخلق وأنتم تقولون بأن الفتنه بتزويجه ..فأين الحق بربكما وكيف نوفق بين هذا وذاك ؟!!!! نوفق بين الأمرين بـ ( إقرارنا ) و ( اعترافنا ) بأن ( كلا الأمرين ) فتنة !! كيف ؟؟ أنا أقول لك .. تحدث الفتنة حين لا يحرص الناس على صاحب الدين والخلق .. بل يهمشون تلك الصفتين ويعتدون بسمات ثانوية أخرى مغفلين أهم ( ركيزتين ) من ركائز الزواج وهي الدين والخلق !! فلا صاحب الحسب والنسب .. ولا ذو المال .. ولا ذو الجاه .. يسعد مخطوبته إن تجرد من الدين والخلق !! وتحدث الفتنة أيضا حين يشق ( فرد ) ما عصا رأي ( الجماعة ) .. مقدما ( مصلحته الفردية ) على ( مصلحة الجماعة ) مما يترتب عليه أضرار تنعكس على جميع الأطراف ولا تقارن بـ ( العائد ) البسيط جراء ذلك الزواج !!! و ( تنتفي ) الفتنتان ( معا ) و ( في آن واحد ) حين يزوج ذا الدين والخلق من ( ذات فئته ) و ( نفس طبقته ) !! لأننا عندها ( نجمع ) بين ( الحسنيين ) : 1/ درءفتنة ( تهميش ) الاعتداد بالدين والخلق بالامتثال لتوجيه المصطفى عليه الصلاة والسلام بتزويج صاحب الدين والخلق . 2/ درء فتنة ( قطيعة الرحم وتتضييع الأنساب وعدم الحفاظ عليها ) بتزاوج الطبقات فيما بينها , كلٌ من ذات طبقته و دون تداخل !!! أما أنت يا راشد فمازلت تغرد خارج السرب !!! قلت لك سابقا ومازلت أعيد : عد لردود صاحبك المتزن لتفهم (جوهر ) الموضوع .. وموضع (الخلاف ) فيه ..!!! وأخشى ما أخشاه هاهنا أن تعم المتزن تهمة ( الكبر ) فهو لا يرى تزويج الهندي والبنقالي !!! فحاول أن ( تقنعه ) بأن ( التقسيمات ) مرفوضة !! وأن ( الطبقية ) منفية وغير موجودة !!!! أضف إلى ذلك أن المتزن ( يتفق ) معنا في أن من يزعم عدم وجود الطبقية ( مجنون غير عاقل ) !!! فما قولك ؟؟ أتلزمه برأيك التوبة والاستغفار .. من تهمة التكبر والنظر إلى الغير بعين الصغار ؟؟؟ أما بشأن المثال الذ ي سقته لك عن جارك الغني .. والذي حاولت جاهدا وبشكل مكشوف أن تظهره كأنه ( مثال خارج النص ) نافيا فهمك علاقته بالموضوع !!! رغم أنك ( فاهم جدا للعلاقة ) !!!! بدليل ( تهربك ) من الجواب !! وتصريفك للمثل بتعليقه بالتغرور وازدراء الخلق !!! أنا لم أقل لك يا راشد ان جارك يحتقر من هو دونه من الفقراء لتقول في جوابك : ( لو ان هذا الغني الذي حباه الله المال والجاه والنعمة أحتقر الفقراء من أخوانه المسلمين ونظرإليهم نظرة دونية فقد دخل دائرة الكبروالتعالي !! ) .. أنا سألتك بشكل واضح وصريح لا يحتمل اللف والدوران : هب أن لك جارا ( غنيا ) ( وهبه الله سعة من عنده ) و ( الله يختص برحمته من يشاء ) !! أترميه بالكبر وتقدح في مروءته وخلقه وتطعن في تواضعه .. فقط لأن الله ( حباه ) بالغنى ( دونا عن سواه ) ؟؟؟!!! أترميه بالكبر والاستعلاء وازدراء الخلق واحتقارهم إن ( حرص ) على مصلحة ابنته فاختار لها الخاطب الموسر حين تقدم إليه خاطبان كلاهما صاحب دين وخلق.. بيد أن أحدهما يماثله ثراء .. والآخر فقير معدم لا يجد قوت يومه ؟؟؟ أليس ( حرا ) في تزويج الخاطب الذي يأنس فيه (صفات مكافئة لصفاته ) بعد حرصه على صفتي الدين والخلق امتثالا لتوجيه نبينا الكريم ؟؟؟ فكذلك من رد الخاطب ذا الدين والخلق حينما لم يكن مكافئا في الحسب والنسب .. وفضّل عليه الخاطب ذا الدين والخلق المكافئ حسبا ونسبا !!!!! أي ( عاقل ) وأي ( متزن ) وأي منصف يلومه في ( حرصه ) على ( تكامل ) الصفات ( المثلى ) في زوج ابنته ؟؟؟؟!!!! والمثال ذاته أسوقه للرمادي لتنفك ( حيرته ) في عدم القدرة على الجمع بين ( تجنب الفتنة التي حذر منها النبي الكريم .. وبين رد الخاطب غير المكافئ حسبا ونسبا على دينه وخلقه !! يا رمادي .. يا راشد : والدي في العقد الثامن .. أمدّ الله في عمره على طاعته ..يبحث عن زوجة يجدد معها شبابه .. ذو دين وخلق ولا أزكي على الله أحدا .. ( وذو حسب ونسب وهذه فوق البيعة أقصد الزيجة لئلا يخرج علي قاصر فهم فيقول أنت تعتبر الزواج صفقة ) !!! أتزوجه ابنتك ذات العقد الثاني لئلا تقع الفتنة ( التي ارتبطت في ذهنك( واهما ) مع رد صاحب الدين والخلق ( أيا كانت بقية صفاته ) ؟؟؟؟؟؟!!!!! حديث الرسول عليه السلام بيّن وصريح .. نعم .. لكنه ( لم يسقط ) ( حقنا ) في تحري ( أفضل الصفات ) في الخاطب بعد صفة الدين والخلق !!! والا لوجب على من ينكر ذلك ( تزويج ) والدي فورا .. ودون قيد أو شرط درءا ( للفتنة ) !!!!! ( فرصتي أصيد عصفورين بحجر واحد !! يا تقتنعون .. يا تزوجون ابوي وتخلونه يتشبّب ) !! أفهمتم ؟؟؟ هل اتضحت معالم الصورة ؟؟ راشد : كلمة على الهامش من فضلك : حين ترد على مداخلاتي رد على كل جزئية لنسير في النقاش جنبا إلى جنب ولأشعر أنك على ذات الخط ,, ولست في خط الخدمة !!!.. ولا تقفز قفزا !!! فحقيق بمن ( لا ينظر ) جيدا .. ( على رأي اميمتي ما يتوقّع ) .. أن يقع .. حماك الله من الوقوع ومن الوقيعة !! ومن أجل أن تنأى بنفسك عن الأولى والثانية تجنب الاحتكاك بمن يجيد فنون الحوار والمنطق ومقارعة الحجة بالحجة !!! تحياتي ..