عدت إليكم بعد إجازة قصيرة ..
سأبدأ الرد متسلسلا بالمداخلات .. مستفتحا بالرمادي .. الذي قال :
( اسعدتني مداخلتك واتفق معك فيما قلته لكن لي سؤال واحد فقط انتظر اجابتك عليه صاحب الدين والخلق هل يتزوج فتاة لايستطيع ان يعطيها ماتحتاج إليه ؟
هل هذا من الدين والخلق بشئ ؟ ) ..
أخيرا يا رمادي اقتنعت واتفقت معي .. حسنا هذا جيد ..
أما بشأن سؤالك فقد تعجبت منه كثيرا لأنه أشعرني بأنك تعيش في ( برج عاجي ) وليس في أرض الواقع !!!!
كأنك ترى ذا الدين والخلق ( الكبير في السن أو المريض أو الفقير المعسر ) .. ( رجلا غير بقية الرجال ) !! لا حاجة به إلى الزواج !!!!!!
إن ذا الدين والخلق يا أخي كغيرة يريد زوجة تشاركه حياته .. وتقوم على احتياجاته ..
وما من حائل ولا مانع ( شرعي ) لزواجه بابنتك الا ( قبولها وقبولك أيها الولي ومن ثم إتمام الزواج بعد القيام بتوابعه )..
أما إن كنت ترمي إلى أن دينه وخلقه يمنعانه من طلب يد ابنتك حين يكون غير قادر على تقديم كل متطلباتها !!
إن كنت ترمي إلى هذا المعنى فأنت خيالي خيالي !! لأنك تعتقد وفق رؤيتك هذه أن الدين والخلق مستوى واحد ودرجة واحدة !! بلا تفاوت ولا تفاضل !! وهذا محال ومخالف لأصلنا البشري !!
ولتدرك كم أنت أفلاطوني تنظر وتحكم من فوق برجك العاجي .. لتدرك ذلك جرّب أن ( تفتح المجال) للخطاب بإعلانك عن قبول ( ذي الدين والخلق ) كائنا من كان وبدون قيد ولا شرط !!
وعندما ترى سيارات الخطاب قد سدت مخارج حارتكم ومداخلها منذ صبيحة إعلانك !! ستتأكد وستوقن عندها أن أولئك الرجال من سائر الطبقات وعلى اختلاف ظروفهم لا يختلفون بشيء عن غيرهم .. فلكل متطلباته !!
وهم لم يفكروا ( كتفكيرك الخيالي المثالي القائم على افتراض التساوي والمثلية والندية في التقوي والخلق ) !!! حين أقدموا على الزواج .. بل منهجهم الذي يسيرون عليه هو قول الحق في شأن النفقه التي تشكل جانبا من جوانب الزواج : ( لينفق ذو سعة من سعته ) ..
وقس على هذه الآية بقية جوانب الحياة !!
أي انه سيعطون ابنتك من الحقوق ( وفق قدراتهم واستطاعتهم هم ) لا ( وفق ما تريده وتحتاجه هي ) !!!
أما إن كنت تملك ( مقياسا محدد ا) تقيس به ( مستوى دينهم ودرجة خلقهم ) وتقيس به أيضا ( رغبات ابنتك ) وتحدد من خلاله ( احتياجاتها النفسية والجسدية والمادية وووو ) .. إن كان لديك هذا المقياس فهنيئا لك به !!
لأنه سيكون ( فيصلا ) مهما في قبولك أو رفضك للخاطب الذي لم( تتوافق) قياساته مع متطلبات ابنتك !!
أرأيت يا رمادي .. كم أنت خيالي !!
لو سار الناس وفق ( منطقك هذا ) القائم على ( افتراض ) أن ذا الدين والخلق لا يمكن أن يخطب الا من سيسعدها على سبيل ( الجزم ) .. لضاعت البنات وعمت الفتنة وطمت .. ولالتغى ( دور الولي وقيمته وحكمة وجوده واشتراط موافقته ) !!!!
ولو كان الناس كذلك لما امتلأت ملفات المحاكم بحالات الطلاق والخلع مع أن أطرافها صالحين ذوي دين وخلق !!!!!
وهنا أعيد عليك طلب والدي !!!
لأنه ذو دين وخلق سيعطي ابنتك ما تريده ( وفق قدراته ) !! فهل تزوجه ؟؟؟