الأخ الكريم / خالد ,,,,,
أشكرك على مداخلتك .. بيد أني لا أرى أي اختلاف بيننا في وجهات النظر !!
ذلك أني ( مثلك ) تماما أرى ضرورة وأهمية ( النقد للإصلاح ) .. إذ بالنقد يفطن إلى الأخطاء وتعدل المنحنيات ويصلح العمل ويقترب من مرتبة الكمال المنشود ..
وليس ثمّة تعارض مطلقا بين اعتقادي هذا وبين ما سطرته آنفا !
فاعتراضي الذي أحاول إقناع نبض القلم به كان منصبّا على ( طريقة النقد وأسلوبه ) .. لا على النقد ذاته ..
لذلك تراني بردي أكدت أكثر من مرة على أني لست ضد النقد .. وأني لا أصادر التظلم ولا المطالبة برفع الظلم .. بل كل ما أود إيصاله هو قاعدة تعاملية تتعلق بالنفس الإنسانية !!
فأي شخص تهاجمه وتصادمه لن تحظى منه بتحقيق مرادك ولن تبلغ جراء أسلوبك هدفك !!
وهذا الأمر كما أسلفت يتعلق بالطبيعة البشرية قاطبة وليس الأمر مرتبط بينك وبين المسؤول الذي تطالبه بأمر من الأمور ..
قس الأمر مثلا على زميل لك في العمل أردت منه مساعدتك وقد اعتدت منه على التجاهل .. أكنت تراه يقبل إن بادرته بالنقد وأنت مقذع بالوصف .. وشديد بالقصف ؟؟؟!!!
قس الأمر كذلك على زوجة أرادت حمل زوجها على إجابة طلباتها قسرا فانفجرت في وجهه ساعة دخوله عليها بسيل من الاتهامات وقد حشدت له جيشا من ( الألفاظ القادحة ) .. أتراه سيمتثل لأمرها ويجيب طلباتها ؟؟!!
بل دعك من كل هذه الافتراضات وتأمل في حال أطفالك أو أطفال من حولك من أقاربك ..
ألست ترى ذا الأدب واللباقة يحصل على بغيته من أبويه بينما لا يبوء ذو اللسان السليط إالا بالخيبة ؟؟!
فكذلك الأمر بالنسبة للنقد .. قل كل ما تريد ولا تتصنع ولا تداهن ولا تخف في سبيل إظهار الحق لومة لائم .. لكن ليكن نقدك عبر قناة ( مقبولة ) بعيدة عن التشهير الذي لا يثمر سوى التنفير !
ليكن نقدك بأسلوب حلو عذب تركز فيه على مزايا من تنتقده مثنيا ومادحا .. فكل الناس بلا استثناء يحبون الثناء ! وبذلك تزيل حاجز ( سوء الظن ) من ذهن الطرف المقابل ..
ثم تعرض بعد ذلك إلى السلبيات بتأكيدك على أهمية تلافيها (دون أن تلصقها بمن تنتقد ) !! لتدع له فرصة لإعمال عقله دون أن تبني بينك وبينه جدارا صلدا من التوجس أوالارتياب ! فطبيعة النفس البشرية أنها تأنف ممن يجردها ويظهر عيوبها وسوءاتها بشكل سافر مما يدفعها بشكل لاشعودي إلى اتباع سياسة ( الهجوم المضاد ) من أجل ( الدفاع عن كمال كيانها ) !!
وبذلك تترك لمن تنتقد خط رجعة .. وأنت محتفظ بخيوط ( الود ) بينك وبينه من جهة .. وضامن لوصول رسالتك الناصحة إليه بالوجه الذي يرضيك ويرضيه من جهة أخرى ..
إلا إن كان المنتقد لا يهدف إلى الوصول إلى ( نتائج ملموسة ) .. بل كل هدفه هو فقط (( فرقعة بالونات )) انفعالية وقتية .. وتنفيس كوامن خفية آنية .. فدونه وما يريد ..
لكن العبرة دائما مرتبطة عند ذوي العقول بـ (( النتائج )) ..!!
أما بخصوص من تراه من تناسب بين قدراتي وبين قسم العلاقات العامة والإعلام التربوي ,, فلا أخفي عليك أني سبق أن حاولت الالتحاق بهذا القسم لأني حقيقة أتمنى أن أمارس هواياتي وأظهر إبداعاتي من خلال ميدان عملي .. لكني فوجئت بعد مقابلة رئيسة القسم بأن العمل داخل هذا القسم غير مجزأ .. بمعنى أن من تعمل فيه لابد أن تعمل في مجال الإعلام وفي مجال العلاقات العامة جنبا إلى جنب ..
وانا بطبعي لا أميل إلى الاحتفالات والمهرجانات والاستضافات وتنظيمها وما تتطلبه من تفرغ وظروف مواتية قد لا تتناسب مع ظروفي الأسرية .. لذا آثرت سحب طلبي ..
هذا ما كان يا أستاذ خالد .. شاكرة لك حسن ظنك ..