الإخوة الأعزاء في منتدى بريدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت مصادفة على هذا الموضوع رغم قلة اطلاعي على ماينشر في المنديات عموما ، لا لشيء إلا لما تتسم به من المجازفة ، والاندفاع وعدم الموضوعية ، وهو ما يتجلى بشكل فاضح في هذا الموضوع فمن سؤال لا تتعدى كلماته عدد أصابع اليدين خرجنا بسيل من الشتائم - واسمحوا لي بهذا التعبير - والاتهامات المتبادلة التي أخرجتنا عن صلب الموضوع .
من هنا أحببت أن ألقي بعض الإضاءات التي أرى أنها ربما أعادت الموضوع إلى مساره الطبيعي وتتمثل فيما يلي :
1- الانتماء للعقيلات لا يعد منقبة بحد ذاته لأن العقيلا عبارة عن جماعة مارست عملا دنيويا أحسنت فيه- لاشك- كما أحسنت في تمثيل أهل بلدها دينيا وخلقيا في رحلاتها ؛ لكن هذا لايعني أن من لم ينتم إليها يعد مقصرا أو أن روادها لم يكونوا ليحسنوا إلا من خلالها .
2- هناك من الأشخاص والعوائل من شغله أمر أهم مما زاوله أهل العقيلات - دينيا ودنيويا - عن المشاركة في رحلات العقيلات ، كما أن بعض المنتمين للعقيلات إنما ألجأته الحاجة والخيار الواحد لذلك فيما وجد أمثاله مواقع خارج سرب العقيلات أفضل من موقعه داخلها .
3- في مسألة العنصرية المقيتة التي ازدادت جلبتها داخل الموضوع أقول :
إن الإسلام كما نبذ العنصرية بين العرب والشعوب الأخرى وساوى بين بلال بن رباح ( رضي الله عنه ) وأبي بكر ( رضي الله عنه ) دنيويا وجعل مقياس التفضيل هو التقوىوالعمل الصالح فقد آخى بين المهاجرين ( أهل مكة ) والأنصار ( أهل المدينة ) ، فلماذا ننبذ نحن عنصرية الانتماء العرقي فيما نؤجج عنصرية الانتماء الجغرافي من أمثال : خبوبي ، من أهل الطوالع ، ... والبقية معروفة .
4- الانتماء للعائلة أو القبلية أو المدينة - بحدود - مطلوب لكن يجب ألا يخرج عن نطاقه فلينتم كلٌ لبلده وعائلته لكن هذا لايعني أن ينتقص الآخرين أو يسلبهم حقوقهم .
5- كما وجد في تاريخنا العربي من بالغ في الانتماء للعروبة وُجد الشعوبيون الذي ينقمون على كل ماهو عربي ، والصورة في هذا الأيام مصغرة مع مزيد النتانة والإقذاع .
6- يجب أن يكون مدى انتمائك أخي القارئ من العقيلات من عدمه دافعا إيجابيا : فإن كنت من أحفاد عوائل عقيل فحافظ على الذكر الطيب الذي تركه لك العقيلات ، وتخلق بما اشتهر به أعلامهم من الكرم والأخلاق الحميدة والنخوة واحرص على أن تكون خير خلف لخير سلف . واجعل بين ناظريك قول الله تعالى ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات ... ) ، وإن لم تكن من أحفادهم فاعلم أن الخير لم يكن محصورا فيهم ، وأن بعضا ممن لم يكتب لهم أو عليهم المشاركة في رحلاتهم قد فاقهم خيرا ونبلا وشهامة ، وإياك أن تحسدهم على ما قدر لهم . وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة ( ذهب المفطرون بالأجر ) هذا في أمر عبادة فكيف بأمر دنيا ؟ .
هذه بعض الإشارات أحببت أن أضيفها لهذا الموضوع ، فما كان فيها من صواب فمن الله وما كان فيها من خطأ من نفسي والشيطان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته