لا يسلك الأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي كآلات ذاتية الحركة , بل يكونون عوضاً عن ذلك حلالين إيجابيين للمشاكل يدمجون أفكارهم الثقافية والأخلاقية في سلوكهم أثناء بقائهم على أشد الاستجابية للتوقعات التي يعبر عنها المنوّم .
ومع ذلك فإن الشخص المنوم لا يعيش السلوك الموحى إليه تنويمياً على أنه شيء بجهد منه , بل يحسبه على العكس تصرفاً نمطياً عفوياً . وغالباً ما يقول من جرى تنويمهم أشياء .
مثل : " لقد صارت يدي ثقيلة ونزلت من ذاتها " أو " وجدت نفسي فجأة لا أشعر بالألم .
ويعتقد العديد من الباحثين اليوم أن هذه الأنماط من الانفصالات هي لب التنويم المغناطيسي .
ففي استجابة للإيحاء , يؤدي المنومون حركات من دون وعي ويخفقون في اكتشاف المنبه المؤلم بشدة وينسون بشكل مؤقت إحدى الحقائق المألوفة لديهم .
وباستخدام التنويم المغناطيسي استطاع العلماء إحداث هلوسات وأشكال من الإكراه وأنماط معينة من فقدان الذاكرة وإثارة ذاكرات زائفة وأوهام لدى المنومين .
لقد بينت الاختبارات وجود باحة ( منطقة ) في الدماغ تدعى القشرة الحزامية الأمامية تنشط أثناء الهلوسة للمفحوصين المتطوعين تماما بقدر ما تنشط لدى سماعهم الفعلي للمنبه .
وعلى النقيض من ذلك لم تنشط حين تخيل المفحوصين ( دون أن ينوموا )أنهم يسمعون المنبه . فبطريقة ما خدع التنويم المغناطيسي هذه الباحة الدماغية , بحيث سجلت الصوت المهلوس على أنه صوت حقيقي .
وباستخدام التصوير pet , وجد العلماء أن التنويم المغناطيسي ( بالنسبة للشعور بالألم ) يقلل من نشاط القشرة الحزامية الأمامية ( المعروفة بكونها باحة معنية بالألم ) ولكنه لا يؤثر في نشاط القشرة الحسية الجسدية التي تجري فيها معالجة الإحساس بالألم .
لكن على الرغم من هذه النتائج ..
فلاتزال الآليات الناظمة للتخلص من الشعور بالألم عن طريق التنويم المغناطيسي غير مفهومة جيداً .
التنويم المغناطيسي والذاكرة
يتبع