داخل القطار المتجه من باريس الى اسبانيا وقفت فتاة جميلة على نافذة القطار تتذكر آخر لقاء بينهما والدموع تملأ مقلتيها .
خالد : هدى ما أجمل هذا المكان فقد زاد جماله بوجودك ، هذه الاجازة غير كل الاجازات ، حبي لك غير مجرى حياتي اصبحت امتلك الدنيا بما فيها .
هدى : انا ايضا يا حبيبي كل إجازة اتواجد بها في باريس لم اشعر بجمالها كما انا الان .
خالد :هل تقبلين ياحبيبتي ان نسهر ونتناول طعام العشاء في المطعم المطل على نهر السين الجميل ؟
هدى : تصمت وتسرح بفكرها آه .. أراها فكره صائبة ، سوف تكون سهره رائعة لان حبيبي سوف يكون بقربي انا فقط ولن يشاركني احد به .. نعم لقد قبلت .
ذهبت هدى الى مقر إقامتها واعدت نفسها ولبست اجمل الثياب وخرجت على الطريق بانتظار خالد . . جاء في الوقت المناسب تراه وتتامله بحب وهو يهم بقطع الطريق المؤدي اليها .
وصل خالد : اهلا حبيبتي هل تاخرت عليك ؟
هدى : ابدا خالد سوف انتظرك ولو مر الموعد المتفق .
تشابكت الايادي وظلا يمشيان ثم استقلا سيارة الاجرة وركبا بجانب بعضهما يجمع بينهما الحب النقي الشريف
دنا خالد منها وقال : اتمنى ان تطول الاجازة الصيفية بنا قبل ان نعود الى بلادنا التي لن اتمكن من رؤيتك بها ... وضع خالد يده على كتفها وهو يربت عليها بحب ، واحمرة وجنتا هدى خجلا ولم تنطق بكلمة فالسكوت اعظم تعبير .
وصلا الى مكان العشاء ونزلا من السيارة واتجها الى المطعم المطل على النهر وكان الظلام يخيم على المكان .. في مدخل المطعم رجلان يرحبان بالزبائن ، لم يكن في ذلك المطعم في وقتها غير هدى وخالد .. عندما رأهما النادل عرف بانهما حبيبان .. فاختار لهما طاولة منعزلة ومطله على النهر ، ذلك النهر الذي تشعر بداخله غموض باريس وعلى سطحه لآليء انوارها الساطعة وزاده جاذبية الحب الذي يربط بين هدى وخالد
بدأ خالد يتأمل ملابس هدى الجميلة قائلا : ما اجمل ذلك البروش التي تضعينه .. إنني اخاف عليك من عيون الافراد المحيطين بنا فهلا وضعته داخل حقيبتك لكي لا يطمع بك طامع
تناولا العشاء ثم بدأ الحديث عن خططهما المستقبلية بالارتباط ، تذكرت هدى في تلك الليلة واحساسها بانها آخر ليلة تجمعهما وعندما كانت الدموع تملأ عينيها سألها خالد : ما بك حبيبتي ؟
هدى : اخشى ان تكون اخر ليلة تجمعنا فلقد تعودت على وجودك بجانبي ، من غيرك لا استطيع العيش فانا احبك جدا خالد .. ضمها خالد الى صدره واكملت البكاء وتعانقا لفترة وهي تتمنى ان لا تنفصل عنه ، كان النادل ينظر اليهما ويحسدهما على الحب الجميل الذي يربطهما
اوصل خالد حبيبته الى مقر إقامتها وودعها بقبلة على جبينها .......
في موعد الفراق والعودة الى بلديهما كتبت هدى رقم تلفون منزلها لخالد الذي وعدها بأن يرسل والدته اليهم لخطبتها ، واكمل خالد إجازته في باريس برفقة عائلته ثم عاد الى البلاد ، فضل خالد ان ينهي بعض الاعمال المتعلقة في عمله قبل اخبار والدته ، فاتح خالد والدته بسر حبه لهدى وانه لا يطيق فراقها اكثر مما هو .
جلس خالد ووالدته بجانب التلفون لأخذ موعد للقاء الاسرتين .. للحظات طال الصمت بينهما وعينا خالد متسمره نحو والدته مستعجلا معرفة الجواب ، خالد متسائلا ماذا يا امي ؟ امسك خالد السماعة وسمع الرد ..
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
جهاز التسجيل يرد " مكالمتك لا تتم ... فضلا تأكد من الرقم .......
فعلم خالد بأن شيء قد يكون حصل ...
إما ان يكون قد تغير رقم هاتف هدى ؟
او انهم انتقلوا الى منزل آخر ؟
وبذلك يكون القدر قد كتب لهما بالفراق الدائم