قصيدة بث لألم صبابة كدرها البين . . !
يبدأ الشاعر بطرح معاناته مع محبوبته منذ البيت الأول؛ إذ يبين كيف أنها تغضب من مجرد تلطفه معها في الكلام، وكيف أنها تواجه دلاله بالنفور . . وهذه حالة معكوسة، فالمتعارف عليه أن لين القول يؤثر في المرأة ويفعل معها الأفاعيل . . !
يعرج بعدها شاعرنا – كعادة الشعراء – إلى أيام الصِّبا ويلوح في أفق خياله سؤالُه لها عما تكنه له في مكنون صدرها، فتجيبه وعلى محياها ابتسامة مشرقة كإشراقة شمس الصباح على صفحة بحر متكسرة : " إني أحبك "
ثم يعود الشاعر بعد ذلك ليناجي حبيبته ويخصها بعتاب حار، يتلظى من بين ضلوعه ، ويذكر لها ما اعتراه من اكتئاب، وما ذرفته مآقيه من دموع سخينة حرقت أجفانه . . كل هذا سببه مرارة البين ، ولفح هجير الهجران.
وكأني بالشاعر بعد الذي آلت إليه حاله يتمنى لو أنه لم يكبر هو ومحبوبته وشاهدي على ذلك ذكره لأيام الصبا المتصرمة في قصيدته، وحاله هذه هي حال مجنون ليلى من قبله:
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا 0 0 إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم.
- - - -
عزيزي عصي الدمع ليس لدي ملاحظة على القصيدة سوى هذا البيت:
وقلتِ صراحة : إني أحبكْ "="وقلبي لا يحب سوى المعالي
ومصدر الملاحظة أن أحد الأساتذة قال لي إن الشطر الأول في الشعر العربي لا ينتهي إلا بهاء أو حرف مد أو تنوين، ويتسثنى من ذلك بحرا المتقارب والهزج والبيت المصرع. ولا يجوز تسكين آخر الشطر دون داع، وحق آخر الشطر الأول في هذا البيت فتح الكاف لا تسكينها. وحينها ينكسر الوزن.
أما عن المقدمة النثرية فهي إي وربي مهمة . . أذكر أنني نشرت قصيدة عتاب لـ . . . . . ووضعت مكان النقط اسما من الأسماء التي يتغزل بها الشعراء على نحو: ظبي وغزال ورئم الفلا وريم الفيافي وريانة العود وغيرها، وصادف أن وجد اسم عضوة بنفس الاسم، وبدأت دوائر الريبة تلعب لعبتها الغبية، وبوادر إساءة الظن تأخذ مكانها . . والحمد لله اللي فكني منهم. فالقصيدة لم تكن سوى تعليق على قصيدة شاعر آخر لا أكثر ولا أقل.
واسلم لأخيك . . وعذرا على الإطالة.
والسلام عليكم.