أعي تماماً بأنها أضغاث أحلام , و لكنها كانت كفيلة بأن تمنحني أكواماً من الهلع .. سيقول قائل بأنها أحاديث نفس - ربما هي كذلك - و لكن لا يتمادى كثيراً و يسألني بم كانت تلك الأحاديث ... لأني ببساطة متناهية . لا أعرف ما هي..؟ هي الذاهبة منحتني كابوساً مزعجاً و كفى, حيث تراءت لي كشبح أسمعها و لا أراها * لا أعلم ما هو الطريق الذي بعثها..؟ و لكني سمعت صوتها..... أو بالأصح لم يكن صوت , كان شيء آخر لا أعلم ما هو .. و كنت في طريق صحراوي يشق جبالٍ سوداء عظيمة تجثم على صدر الأرض خشية أن تمور بي.. و يترامى على جنبات ذاك الطريق شجيرات صحراوية يابسة .. و كانت هناك بطلة (( الحلم )) ... تأتي من المجهول ..و كانت تشير - و لا أعلم هل كانت تُحذر أم أنها كانت تُخبر..؟- الأهم أنني فهمت أنها تقول هناك جثة فتاة ملقاة على ناصية الطريق - حسبي الله عليتس بس يا الذاهبة - فوجدت نفسي أقف على جثة تلك الفتاة و لكنها لم تكن جثة واحدة بل كان معها جثة أخرى و كانت لشاب ملقين في هوّة كبيرة ..و ممثل في جثتيهما بصورة بشعة و مفزعة, كان قتل موحش بحق و على أثر هذا , فأني كنت في أقصى درجات الرّوع و الهلع و كنت أحدث نفسي بأنهما قتلا بدافع الشرف ...<<<< يلعــن أم الإشاعات . . فصحوت فزعة ..على نبرات المآذن تتسلل إليّ محملة بنفحات باردة نقية .. مبدّد سكون الكون بمناداتها المباركة الشجية و تستحثني بأن ( الصلاة خيراً من النوم و الذاهبة ) ـــــــــــــــــــــــــــــــ * الطريف في الأمر أنني كنت ليلة البارحة أجادلهم عن ( الأعمى ) و الذي ولدت معه هذا العاهة كيف يتخيل الناس ...؟ و هل هو يراهم في المنام ..؟ هل يستطيع أن يحلم بشخص و يراه في منامه بمعنى يرى أنفه و عينيه وذقنه ...و هيئته كاملة ..؟ و هو لم يسبق و أن رآه في واقعه كونه ( أعمى ) أم الذين يتراءون لنا في المنام , هم نتيجة اختزان في الذاكرة نتيجة رؤيتنا لهم .. نحن الأصحاء ..على أرض الواقع. و لذلك يحرم الأعمى من أن يرى الناس و لو في المنام . كون ذاكراته لم تختزن صورهم ..؟ فكان ظهور السيدة الذاهبة كأنه يعطيني شيئاً من إجابة ما تساءلت عنه .. كوني لم أراها.. فأنها أتت كوحي و لم أراها بشكل فعلي (( و أخيراً... عذراً على الخمبقة .. ))