عنوان المحاضرة : تجارب ومشاهدات من العمل الخيري في أفريقيا الدكتور عبدالرحمن السميط المكان قصر فينسيا الزمان : بعد صلاة المغرب يوم الثلاثاء الموافق 7/11/1427هـ عمل الخير وخدمة المسلمين ليست محصورة على عرق ولا لون أو قارة ما ، ولكن موجودة في كل مكان وعلى المسلم أن يتحراها ويبذل قصارى جهده لمساعدة المحتاجين والمعوزين في أى مكان ، نحن أقوياء بقلوبنا وإن ضعفت الماديات في بعض الحالات ، فالأمر ليس قاصراً على تقديم المادة والأموال ، بل إن الراحة الحقيقية ليست في الغنى والفقر بل في بذل الجهد في سبيل العمل الخيري والعمل التطوعي ، هكذا أثرى سمو الأمير/ سعود بن عبد المحسن بمداخلته الثرية الجلسة الثالثة من جلسات الملتقى ، والتي أدار الحوار فيها الشيخ / سعود التمامي والذي بدأ حديثه بكلمة بسيطة اشتملت على معاني كثيرة ، موضحة كيف أن خير الناس أنفعهم للناس ، اقتداءً واهتداءً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قدم التمامي وتحدث عن رائد من رواد الأمة في العمل الخيري والتطوعي ، عن رجل لغة حياته البذل والعطاء ، رجل جائزته أن يلقى ربه بالقارة الإفريقية التي شهدت صور وأشكال شتى من عطاء جمعية العون المباشر – التي يرأسها -ذات الدور الملاصق للجنة مسلمي أفريقيا ، إنه الدكتور / عبد الرحمن السميط رجل البذل والعطاء في سبيل الله ، أو كما قال البعض عنه شمعة القارة المنسية، والذي بدأ حديثه عن مشاهداته للعمل الخيري والتطوعي في القارة السمراء على مدار (27 ) عاما ، بقوله كيف أن ابتسامة طفل لها قيمتها الدنيوية والأخروية . ولقد بدأ الشيخ باستعراض عدد من تجاربه في القارة السمراء ، فتحدث عن الطفل " صديق كينان " طفل مدينة وجير بدولة كينيا ، حيث قدم صورا التقطت له منذ (14 ) عاما في صورة تنطق بالعجز الكامل في قواه ، والذي كان جسده هزيلا بلغة الطبيب - جسده هزيل - ثم جاب بنا في حديث عذب حرك الشجون وأبكى الحضور بحديثه عن هذا الطفل وكيف كان وزنه قيمتها لا يتعدى 40 % من أمثاله من الأطفال ، وكيف أن الأمر تحول بفعل النفقة في سبيل الله ، وكذلك تحدث عن حالات عديدة أخرى من بينها الطفلة حواء ، ورقية وما قدمته كل منهما في سبيل نشر الدعوة الإسلامية ، بعدما أسلم على يديهما من الكثير من الشعوب الأفريقية التي تنمتمي إلى قبائلهما. نعم إنها رحلة ثرية غنية بدأت مع العمل الخيري والتطوعي منذ ما يزيد على ( 27 ) عاما ، دخل الإسلام فيها إلى قلوب العديد من الأفارقة بعد أن امتدت إليهم يد الجمعية الخيرية بالعون والتضحيات ، وبعد أن بذلت الجهود الإسلامية الخالصة لوجه الله الكريم ، تحولت بعدها العديد من القبائل والسلاطين من غيب الضلال إلى نور الهدى بعد إشهار إسلامهم على يد العاملين بجمعية العون المباشر، ولقد تضمن العرض الوثائقي للضيف السميط على صور ونماذج شتى لرجال دخلوا في الإسلام بفضل الجهود التطوعية والخيرية ، نعم إنه كما قال : إنها من ثمرات أعمالكم يا أهل الخير. يا بشرى لقد تحولت المشكلة الآن إلى كيفية تدبير الوسائل المناسبة للعمل على توفير العدد الكافي من الأئمة لإمامة وإقامة الصلاة بالمساجد الأفريقية المنتشرة في ربوع القارة من جنوب السودان إلى مالي وكينيا وإلى جنوب السنغال ومالاوي وجنوب شرق مدغشقر ودولة بوركينافاسو بفعل الجهود الدعوية وأعمال الخير، ففي الأخيرة دخل الإسلام حديثاً ( 59 ) ألف شخص هم في أشد الاحتياج للتعريف بأمور دينهم ، منوها عن سبل الدعم للعمل الخيري في أفريقيا ، ولقد طرح للعديد من التجارب التي رآها بنفسه متمثلا ذلك في تجارب إنشاء المدارس الإسلامية في دولة مالاوي ونسب الإقبال عليها بالمقارنة بغيرها من المدارس . ثم عرض للعديد من صروح العمل الخيري والتطوعي في أفريقيا والتي تذخر بها ذاكرة الجمعية ، ثم تحدث الضيف عن أشد اللحظات التي واجهها خلال رحلاته الخيرية ، مشيرا إلى أهمية الماء في حياة الشعوب الإفريقية وصراع الإنسان والحيوان على قطرة الماء مستعرضا سبل وآليات توصيل الماء الإسلامي والغيث الخيري إلى العديد من القبائل والقرى الإفريقية بعد توفير المال الكافي للنهوض بهذا العمل الشاق . وانتهت الجلسة بعدد من المداخلات والأسئلة حول العمل الخيري في العديد من قارات العالم وليس الاقتصار على أفريقيا أو كما أشار سمو الأمير / سعود بن عبد المحسن حتى على منطقة حائل نفسها ومتطلبات العمل الخيري فيها. وأنهى مدير الجلسة والحوار بتقديم الشكر خالص الشكر لتشريف سمو الأمير سعود بن عبد المحسن بحضوره هذه الجلسة ورعايته للملتقى .