شكرا لك سري للغاية لطرح هذا الموضوع .. وهذا التساؤل المفيد..
وبعــد :-
لن نقول حريه شخصيه
من فعل ذلك اقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نقول لك بوركت وجزاءك الله خيراً
ومن فعل ذلك تقليد للغرب ولاعراض اخرى نقول له نسال الله لك الهدايه والرجوع للصواب
من الناس من قال أن إطالة الشعر وتربيته للرجال سنة عبادية.
ومنهم من قال أن ذلك من باب السنن الاعتيادية التي لا يؤجر على فعلها ولا يأثم بتركها .
إذ السنن إما عادية وهي : التي هي الجبلية والفطرة .
وسنة عبادية وهي التي ثبت فيها ندب وفضل خاص .
====
والتحقيق :
أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بانظر إلى الجبلة والتشريع ثلاثة أقسام :
الأول : هو الفعل الجبلي المحض كالقيام والقعود والأكل والشرب ، فهذا الظاهر أنه لم يفعله للتشريع ولكن فعله يدل على الجواز .
الثاني : هو الفعل التشريعي المحض كأفعال الصلاة والحج ..
الثالث : الفعل المحتمل للجبلي والتشريعي .
وضابطه أن تكون الجبلة البشرية تقتضيه بطبيعتها ولكنه وقع متعلقا بعبادة بأن وقع فيها أو في وسيلتها ، كالركوب في الحج وجلسة الاستراحة في الصلاة ، والرجوع من صلاة العيد في طريق أخرى غير التي ذهب فيها ، والضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر ..
ذكر هذا التقسيم الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي في كتابه السفر العظيم أضواء البيان .
والذي يظهر أن إطالة الشعر في الأصل ليس سنة عبادية ، إنما هو من باب العادات .
لكن وجه السنة العبادية في إطالة الشعر هو من جهة أن ذلك وسيلة لمأمور به من التزام أدب الإسلام وسنته في الاعتناء بالشعر من الترجيل والإدهان - والله أعلم - .
- مشابهة أهل الكتاب فيما لم نؤمر فيه بشيء .
سبق ذكر طرف هذا عند حديث : كان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه "
فقد حقق هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في سفره العظيم ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم )
ملخص التحقيق :
أن هذا لا يخلو من أحوال :
1- أن هذا الأمر كان متقدماً ثم نسخ الله ذلك وشرع له مخالفة أهل الكتاب وأمره بذلك .
2- لو فرض أنه لم ينسخ ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان له أن يوافقهم لأنه يعلم حقهم من باطلهم بما يعلمّه الله إياه ونحن نتبعه .
3 - أن نقول بموجبه ، كان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم أمر بمخالفتهم وأمرنا نحن أن نتبع هديه وهدي صحابته من بعده .
فنحن منهيون عن التشبه بهم فيما لم يكن سلف الأمة عليه ، أما ما كان عليه سلف الأمة فلا ريب فيه سواء فعلوه أو تركوه ، فإنّا لا نترك ما أمر الله به لأجل أن الكفار تفعله
تقبلوا فائق تحياتي ،،