عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-02, 12:45 pm   رقم المشاركة : 3
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

علي بشار مع السلام و التحية
شكرا على كلماتك الكريمة و أتمنى لك الخير دوما .

السؤال الاول :

الذهنية السلفية , ذهنية تصادمية إقصائية ... لماذا أتصفت السلفية بهذه الصفة برغم الاتكاء على قربها للسلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم .. وقد عرف الصحابة التسامح وحوار الآخر ..

ج- ما تشير إليه من حدة في الخطاب السلفي إنما ظهرت بعد المحن التي تعرض لها العلماء ، و قد كان معهم العامة فكان الهجر و التغليظ أدوات ثقافية/اجتماعية فعالة حققت انتصارات متكررة ، و المعضلة أن القضايا التي يعالجها الفكر الإسلامي لم تعد بتلك الهشاشة التي كان عليها الفكر اليوناني الذي شق الفكر المسلم آنذاك ؛ ذلك أن الشق الآخر من المعادلة الآن أصبح أكثر تعقيدا فالشق الأول هو النصوص الحاضرة و الموجبة أو نصوص الفرض و التحريم إضافة إلى الخبر كانت هذه المجموعة من النصوص تقدم إجابات تجتث قضايا الفكر اليوناني و لا تترك للناس حاجة في ذلك الفكر إلى حد كبير لأن الفكر اليوناني فكر تجريدي تأملي مصبوغ بوثنية عنيفة ، أما الآن فقد تحول الفكر الإنساني إلى حالة من المنهجية و التجريب الذي أوجد كمية من المعارف التي لا تناقض الشريعة و لا قوام للقوة إلا بها و هذه الحاجة إلى هذه المعارف توجب درجة من الرحابة في طلب العلم الدنيوي و مراجعته و تحريره و تصحيحه و تنقيته من خصوصيات الآخريا ليرتقى به إلى مصاف الكلي الإنساني ثم يضاف إليه يعاد تهذيبه بالوحي و قيوده و قيمه ، و هذه العملية معقدة إلى الحد الذي يستحيل معها الوصول إلى معرفة إنسانية كاملة منقحة ، و من المستحيل تجريد هذا العلم البشري بحيث نتلقاه بدون أخطاء فسيبقى فيه اختلاط قل أو كثر ، لكنه اختلاط يشبه اختلاط الخير و الشر في الانترنت و الإعلام و سلوكياتنا و أفكارنا ، فإذا أردنا تطبيق قواعد التعامل مع مفكري المسلمين الذي تقمصوا الفكر اليوناني في عهد المحنة إذا طبقنا تلك القواعد على المتعاملين مع العلوم المعاصرة و هي بالحالة الموصوفة فالنتيجة الطبيعية هي تأخير حصول الأمة على تلك المعارف أو تمزيق وحدتها الاجتماعية ، ولو اتجهت النخب الثقافية الإسلامية و غيرها إلى تطوير آليات التحاور لتحقق خير كثير بأدنى الأضرار ، و التاريخ الثقافي يشهد بوجود تحولات حتى لدى العلمانيين الغلاة ففي الثلاثينات تراجع معظم غلاة الليبرالية و اقتنعوا باستحال تقليد الغرب و لو مضى مسار الحوار بشكله السابق لكان واقع الأمة مختلفا لكن جاءت الثورات و تعسكرت الحياة الثقافية و الاجتماعية ، و من تعسكر الحياة الثقافية إعادة شحن الحد في الخطاب الإسلامي ، و هنا نعود إلى نقطة البداية و هي أن الرفق في نقط الخطابات الثقافية شرط ضروري لتهذبها و طمأنينتها . و هذا ما نشاهد بوادره الآن عبر العالم الإسلامي ، و الرهان الآن على استجابة النخب السياسية و الثقافية إلى حوار صادق و مصالحة جادة تحفظ بها الحقوق و تفتح بها قنوات التفاعل الجاد و الموضوعي و المفصل .

السؤال الثاني :

اعتمد المد السلفي في انتشاره .. خارج الجزيرة العربية بقوة المال لابالإقتناع بأطرحاوته .. هل هذا يضفي نوعا من الهشاشة على مرجعيته السلفية ..

ج-لا شك في دور المال لكن تيارات أخرى أكثر قدرة من الناحية المالية كالخطابات السياسية و الحركية المختلفة فلم لم تحقق النجاح نفسه ، إن جوهر هذا الخطاب ثري بلا شك أعني دعوته إلى الكتاب و السنة ، و هو فعال و مفيد في المستوى الفردي كما أن نقص الخطابات الخرى ترك فراغا لهذا التيار فاستثمره و هذه ظاهرة إيجابية ، و في ظني أن المشكلة في التوقف و تزكية النفس تزكية تتجاهل الحقائق الشرعية التي تبين النقص الداخلي ، و المرجعية لم تعد في رأيي مركزية بل هي مرجعيات متعددة في كل مكان .
السؤال الثالث :

اعتبرت السلفية .. أن فقه العنف( الفكري والعملي ) .. فقه واقع لازم .. وقد انتكست بسبب هذا الفقه .. اولويات وبرامج حركات الاصلاح الاسلامي ... فهل تعتقد .. أن السلفية بهذا ربما أضرت بالاسلام من دون أن تدري .

ج-أما انتكاسة أولويات الإصلاح فهذا صحيح و واضح لكن من الجور اختزال السلفية في فقه العنف كما تفضلت ، و بشكل ما فإن كلماتك لا تقل عنفا عن العنف السلفي فهل نتجاهل هذا العنف لنحصره في العنف السلفي ؟. ومن ناحية أخرى فإن ظاهرة العنف أوسع من التيار السلفي فالعنف الليبرالي فيه من الشراسة ما حمله على تبرير و تشريع سفك الدماء و فتح السجون و تحطيم الأمن الاجتماعي ، أما العنف اليساري فكان هو الدم و الشتيمة يشبه الترادف و لنقرأ فقط تاريخ الأحزاب اليسارية الذي أصدره مركز الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق على ناصر لنرى الشراسة في مستويات لا تقارن بما تصفه في الخطاب الإسلامي بشكل عام ، أما التكفير و التكفير الماركسي المضاد فمن ضخامته تسربت مصطلحات إلى مجمل ثقافتنا حتى الإسلاميين السلفيين تآلفوا مع أدوات الترهيب الماركسي مثل التمييع و التميع و التزييف و الحلول الجذرية و غيرها كثير إذ يمكن قراءة كتاب لينين ما العمل أو مذكرته من أين نبدأ ثم قارنها بمؤلفات سلفية في العقيدة لترى التأصيل الشرعي لمفاهيم ماركسية هجينة لا تتسق مع أصول الشريعة . أما الإضرار بالإسلام من الناحية التي أشرت إليها فهي نتيجة لمجموع تخلف الأمة ، و لنتناول الأمر القريب و هو حركة النقد الموجهة للخطاب الإسلامي لنراها من الضحالة و السطحية بحيث لا تكاد تجد من يملك الهمة ليقوم بعمل نقدي معمق يتناول فيه مسألة معينة ليقرر فيها نتيجة مبرهنة علميا ، و لنقارن هذا مع أبحاث تنشر عن مجتمعاتنا يقوم بها باحثون غربيون ثنوا ركبهم و عكفوا على المصادر جمعا وتحليلا حتى خرجوا بنتائجهم بغض النظر عن صحتها أو بطلانها فهذا أحد الباحثين الهولنديين قدم دراسة موسعة لفقه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و تتبع عناصر التجديد فيه ، و في بحث آخر تتبع فقه الشيخ محمود شلتوت للغرض نفسه ، و في المكتبة مئات المؤلفات عن التجديد التشريعي في الدولة العثمانية في الوقت الذي لا نملك باللغة العربية سوى دراسات محدودة . هذا الضعف العام هو الذي يوهن الفكر و يعمق الصراعات لأن أحدا من الطرفين لا يملك الجدية لمكابة الوصول إلىالجديد المفيد .
و تقبل تقديري معتذرا عن التطويل .

مالك بن نبي مع السلام والتحية ، أشكر لك كلماتك الكريمة .


س1. كيف تقيّم جهود الإصلاح الآن؟ ماهي الإيجابيات والسلبيات وما هي العوائق؟

ج- دعوات الإصلاح متداخلة و من الصعوبة الحديث عن تقييم عام في هذا السياق لكن أبرز المصالح كان طرح القضايا للنقاش و انتقالها إلى دائرة البحث و التمحيص فالمستقبل يعني الجميع بلا شك و قد حركت الظروف و الجهود السابقة الركود السابق ، بيد أن ذلك لم يكن بلا آثار سلبية و ربما كان من أكثرها سلبية الصدام مع السلطة و يكمن الخطر في إعاقته للعلاقات الإيجابية التفاعلية على حساب روح التفاعل الإيجابي الهادئ ، و ربما يستغرق الوصول إلى تفاعل هادئ ومثمر إلى مدة ما ، و الجميع يدرك ضخامة التحولات في المنطقة فقد انكشفت آثار إخفاقات التنمية من جهة ومخاطر أزمات الهوية من جهة أخرى و ضعف الأداء الحكومي في وطننا العربي و منه بلادنا و كل ذلك يتطلب كثافة في جهود التصحيح و استثمار كافة الطاقات ، و هذا يقودنا إلى معوقات التصحيح و هي على قسمين المعوقات الداخلية في المؤسسات الرسمية بمختلف مستوياتها سواء في جانب الدافع الأخلاقي للإصلاح أو في جانب القدرة على تحقيقه و قد ناقش الدكتور إبراهيم شحاته في ورقة قيمة قدمها لأحد مؤتمرات الإدارة التنموية قبل سنوات و قدم مقترحات فعالة من واقع تجارب دول نامية عديدة لكن لا أثر لتلك الأفكار بكل أسف و المصالح الضيقة تسيطر حاليا على المؤسسات العربية الرسمية ة الأهلية بكل أسف و السبب الرئيسي يعود إلى ضعف وسائل الرقابةو المشاركة الأهلية و هو ما أدى إلى تراكم كارثي للعجز والضعف جعل بلداننا العربية أضعف دول العالم نموا في الثلاثين سنة الماضية رغم موارد النفط الهائلة ، و المعوق الآخر يأتي من النخب الثقافية بما فيها التيارات الإسلامية فهي مؤسسات أو تيارات تحمل أوبئة الأداء الحكومي نفسه فأدوات الرقابة و النقد في تلك المؤسسات ضعيفة أو معدومة و القمع الفكري والإداري و منح الولاء و هبته و استيهابه ظواهر مألوفة . و التغيير يبدأ من النفوس ليتغير الواقع و على رأس التغيير العمل الجاد على توسيع دائرة المشاركة بالقدر الذي يرفع فاعلية الأداء الاجتماعي في مؤسسات الدولة و المجتمع ، و أهم وسائل هذا التحول إيجاد ضغط فعال يعيد إلى النظم المؤسسية فاعليتها التي تتمتع بها في مواطنها و تقليص الفردانية التي تحمل الجميع على الاستماتة في التفرد و التميز مهما كانت التضحية بالمصالح الأعلى .

س2. ماهي رؤيتكم للحوار بين المفكريين الإسلاميين بصفتكم أحد المفكرين الموقعين علي البيان وبين المفكريين الغربيين ؟ ماذا تطمحون لتحقيقه من أهداف وما هي الوسائل المعينة على ذلك ؟

ج- لم يعد التحاور مع المفكرين الغربيين قضية ترف أو كمال بل هي ضرورة لتقليص مستويات التوتر ، و هي بحاجة إلى مؤسسات متخصصة تقيم ما يشبه العلاقات التي تمتع بها المسلمون مع جوارهم و أقلياتهم في مراحل التاريخ المختلفة بشرط أن تتخذ طابعا اجتماعيا ثقافيا يكفل لها الاستمرار و الحد الأدنى من الصدقية .

س3. أثار التوقيع على خطاب المثقفين عاصفة ؛ هل كان لذلك تأثير سلبي على جهودكم وهل لديكم محاولات لشرح وجهات نظركم للمخالفين ؟

ج- الردود والاعتراضات التي أثارها البيان رغم حدتها فهي تداعيات متوقعة و من الخطأ استبطان حالة الجماهير الهاتفة و المبجلة في حالات المواقف الملتبسة كقضية العلاقة بالغرب ، والمهم في نظري هو تحرير الموقف الشرعي و اطلاقه ، و قد ترك بعض الآثار بلا شك لدى بعض الموقعين لكن قضية التغيير أضخم بكثير من هذا النوع من الآثار و الزمن القادم كفيل بكشف استمرارية موجة التصحيح و حاجتنا إليها
و هناك عدد من الدراسات الجادة التي يعمل عليها باحثون جادون تتناول القضايا الفكرية التي أثارتها تلك القضايا بطريقة علمية موثقة و متزنة و قد تظهر في الأشهر القادمة حسبما علمت .

س4. هل هناك فصام نكد بين العلم الشرعي و "الفكر" ؟ هل هما متفقين أم متعارضين ؟ وما هو دور الفكر في التوجيه والتخطيط في برامج الإصلاح؟

ج- نعم للأسف لدينا فصام في بعض الجوانب بين العلم و الفكر و المؤسف أن دراسات جادة تكشف الوحدة الموضوعية في التعامل مع المصالح و الرأي و الأفكار داخل كل تيار فقواعد القدرة و المصلحة و التدرج و غيرها من أصول مرجع واحد لأفكار متناقضة فمن يغلب التشديد مثلا يتورط في التهاون في حقوق المسلمين مثلا أو في أعراضهم فكيف يعتبر فكر ما متشددا في الدين هو متهاون إلى حد الاستخفاف بمحرمات مغلظة تتعلق بحقوق المسلم أو عصمته و في المقابل كيف يمكن اعتبار تيار آخر متهاون و هو يسعى إلى حماية الكليات و تغليب وسائل تحقيقها و المشكلة في نظري ضعف العمل العلمي الجاد الذي يحلل و يقارن الأصول و التطبيقات بحيث تتوازن الصورة ليتكون من هذا كله أرضية لتوجيه برامج الإصلاح الفكري و الاجتماعي و السياسي ...

س5. هل هناك فجوة بين النخبة وأهل الفكر وبين عامة الناس؟ وكيف يمكن سد هذه الفجوة لتحقيق التقارب بينهما فيما يعود بالخير والنفع العميم على المجتمع ؟

ج- طبعا هناك فجوة، و ردمها يتوقف على تقريب الثقافة من جهة و تحفيز القراءة من جهة أخرى .
و في الختام أشكر لك تفضلك بالمشاركة و السلام .

أخي المهندس صالح مع التحية و السلام و التقدير .
شكرا لترحيبك معتذرا عن الانقطاع .

1س- يشهد المشهد الاسلامي السعودي تحولات كبرى ... أطروحات جديدة و فكر متجدد ... محاولات جادة لايجاد نوع من التجانس الوطني و إزالة حواجز صنعها البعض بتصنيف الناس الى متدين و غير متدين ... الخ ... هذه التحولات كغيرها من المخاضات الاجتماعية في التاريخ كان لها وجهها السلبي بجانب الوجه المشرق ... كيف ترى إيجابية هذه التحولات ... و هل ترى في الأفق مشاريع ثقافية وطنية على نمط بيان المثقفين ... و هل ترى بالفعل أن مسيرة الاصلاح للفكر الديني المحلي تسير قدما ...

ج- أخي العزيز و القراء الكرام قال أحد المثقفين العرب ذات يوم في إحدى العواصم العربية نحن ننتظر شيئا من المغرب و السعودية فاعترضه أحدهم من ناحية السعودية فرد قائلا : السعودية اليوم أكبر سوق للكتاب و القارئ النهم الذي يلتهم هذه الكميات في طور التشكل و هو قادم لا محالة .
هذه الملاحظة العابرة لرجل يفصله عن مجتمعنا جغرافيا واسعة ملاحظة في محلها ، و الملاحظ أن القارئ الإسلامي السعودي أقبل في العشر سنوات الماضية على الدراسات النقدية ، و هذه التغذية يتشكل بها جيل جديد قد يبدو صامتا لكن صواته المعبر يكمن في اختياراته الشرائية ، هذه ناحية ، و الجانب الآخر أن الخطاب الإسلامي التقليدي مركز على الناحية الفردية و قد تشبعت بما يكفي وزيادة فالتمدد القادم سيكون تمددا نوعيا ، و المطمئن أن مؤشرات هذا التحول تقوم إلى قناعة قوية بأنه تحول مسترشد ليس فيه حدة أو جذرية ، كما أنه تحول تغذى بإشكاليات نقدية و الأبحاث المقاصدية الكلية و قد شهد نهايات الغلو و تمزقه الذي رأيناه في العشر سنوات الماضية .
و ما يهمني هنا هو التأكيد على ضرورة تقديم المضمون التجديدي الفعال و من المحزن أن يتوهم بعضنا أن المضمون الفعال هو الجرعات النقدية السلبية ؛ ذلك أن هذه الجرعات ستقود إلى العدمية و القنوط و الاحباط ، المضمون القادم الذي يتحرق إليه القارئ الإسلامي هو المضمون البنائي بتعبير آخر إن عناصر أزمة الإسلاميين اليوم تتركز في ضعف خطابهم الدنيوي فقد تركزت جهودهم السابقة على بيان الحرام و الواجب و هذا حسن لكن المشكلة تكمن في أن هذين البابين لا يغطيان سوى سويعات محدودة و نطاق ضيق في الحياة العامة بينما المجال الأرحب هو مجال المباحات أو مجال الدنيا أو بناء النهضة و تحصيل القوة ، فلما ضمر هذا الجانب و تدهورت المشروعات التنموية اجتمع عنصران للأزمة تدهور الدنيا و تصعيد خطاب الدين فضاقت بالناس السبل و في قوة دفع الإسلاميين ما يجعلهم يبحثون عن منافذ جديدة فتفجرت إبداعات هائلة لكنها في قضايا جزئية و زوايا هامشية لننظر مثلا القوة الهائلة في نشر المطويات التوعوية هذا ابداع عظيم لكنه في قضايا جزئية .
و المنتظر من المعنيين بالتجديد الخروج من نسق القضايا الصغيرة التي تفرضها الجداول اليومية المعيشية لعلاقة التجديديين بالمحافظين ، لنذهب نحو العمل ا لجاد في تحليل علمي متزن يخاطب الإنسان و يحترمه و يقنعه و هو يحبه بصدق هذا عمل منتظر بحرارة لدى الجميع . لنذهب نحو تطوير مشاركة المثقف في نقد التنمية و الأداء الحكومي بطريقة فعالة و تراكمية ، لنجرب مثلا تطوير أدوات الضغط و التأثير على أصحاب القرار بمستوياته المختلفة لتحقيق ما يمكن من إصلاح و تطوير . لنطور مثلا آليات لتعاون المتخصصين مع أماكن صنع القرار لنثري تفكيرهم و نمارس ضغطنا الاجتماعي عليهم باتجاه الإصلاح ، و بهذا يمكن أن يتسع مفهوم المشاركة و مفهوم الاحتساب بطريقة فعالة و ذات تأثير و مجرد أن يشعر الإنسان بجدوى العمل سيتعمق انتماؤه لما حوله و تتفجر طاقاته و عبقريته ، و نستطيع أن نقول الشيئ نفسه في مجال ما يسمى بالأسلمة أو حوار الثقافات بحيث تتطور لدينا وسائل التفاعل الثقافي التراكمي و التخصصي . و المبادرات من هذا النوع لها من الأهمية و التأثير أكبر مما لبيان المثقفين أو غيره باعتبارها مجرد مواقف متقطعة ، و ما أعلمه هو أن اتجاها عاما ينمو نحو تطوير مواقف عامة مشابهة لبيان المثقفين بأدوات مختلفة و لدى شرائح متعددة من القطاع الثقافي .


س2- نظر للبعض لبيان المثقفين كبادرة رائعة لتآلف ثقافي وطني ... و بادرة نحو الحوار مع الذات قبل الآخر ... إلا أن تراجع كثير من المشاركين و خاصة بعض المشايخ ... جعل البعض يرى أن هذا البيان و مبادرته إن هو إلا فقاعة صابون حالمة ... ما رأيكم؟
لك عاطر التحايا ... صلاح

ج- قياس مستوى المبادرة لا يجوز أن ينحصر في تراجع هذا الرمز أو ذاك المهم هو الموقف الأول فهو المعبر عن القناعة ، أما المواقف التالية فهي ناتجة عن الإكراه بالتعبير الفقهي ، و الاستجابة للإكراه مؤشر مؤسف بلا شك لكنه لا يحجب حقيقة وجود التغير ، و الموقف يتطلب رحابة صدر تتقبل التحول الإيجابي و تسبتشر به حتى تتواصل عمليات بناء الثقة ، و من الناحية الأخرى فإن تضخيم علاقة التراجع بجميع عناصر الموقف ليس موضوعيا فمصدر الأزمة في الأساس هو الموقف من ضرب أمريكا أو استراتيجية الجهاد ، و هذا العنصر بمضمونه العسكري قضية مهمة لكنه لا يحجب العناصر الأخرى الأهم و على رأسها التعددية التي كانت أهم محتويات البيان إضافة إلى مبدأ التعايش بغض النظر عن تفاصيله و قيوده فالقضيتين أعني التعددية و مبدأ التعايش لم يعارضها إلا أصوات محدودة بينما كانت الغلبة يحركها الموقف من أمريكا ، والموقف من أمريكا المتعدية أصبح ظاهرة عالمية لا تختص به الفئات التي عارضت البيان ، أما التخريجات الفقهية للمعارضة فليس فيها ما يطرد فالبراء مثلا مفهوم يقتضي لوازم أخرى منها تطبيقه في جميع مجالات انطباقه و منها ما يتعلق بقضايا محلية فلماذا لم يتحدث هؤلاء عنها ، لماذا لم يعلنوا موقفهم في تجمع القوات الأمريكية في القواعد الخليجية في السعودية و قطر و الكويت و عمان و هي كلها في جزيرة العرب ، لم ينطق أحد من هؤلاء بشئ في هذا بربع مستوى ما كتب في البيان ، و عدم اطراد المفهوم يعني التناقض في تصوره أو يعني الانحراف في تطبيقه و أحد هذين الاحتمالين لازم و عدم الخروج منه يعني التساوي في الموقف من المفهوم إما تنظيرا أو تطبيقا ، و مرادي من هذا الاستطراد بيان وهن الموقف من الناحية المبدئية أو التقعيدية فلم يبق سوى تفسير الموقف بالسياق و هو ما ذكرته بشأن الاختلاف في الجانب العسكري للموضوع ، و في كل الأحوال فإن صلابة الإرادة شرط للتغيير الإصلاحي بلا شك







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا