عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-01, 11:57 pm   رقم المشاركة : 4
ياسر البريداوي
عضو محترف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ياسر البريداوي غير متواجد حالياً
تكملة


المحاور: أعلنتم الدعوة للجهاد ضد الصليبيين واليهود، وخاصة ضد الأميركان في شهر شباط الماضي في الفتوى التي صدرت وذكرت، لكن هذا الإعلان بدأ وتزامن مع توجه عديد من الحركات الإسلامية التي مارست العمل المسلح إلى العودة عن هذا العمل المسلح، كما نسمع حالياً في مصر أو في الجزائر، وكما شاهدنا في كثير من الدول العربية من حركات إسلامية بدأت تتجه للتعاطي مع البرلمانات وما يسمى باللعبة الديمقراطية، ألا ترون أنكم بالدعوة للجهاد في هذا الوقت أنكم تسيرون ضد التيار الذي تسير فيه الحركات الإسلامية الأخرى؟
أسامة بن لادن: الحمد لله، نعتقد أن الجهاد فرض عين اليوم على الأمة، ولكن ينبغي التفريق بين الحكم وبين القدرة على القيام به، ففي أي بلدٍ توفرت المقومات اللازمة من العدد والعدة وما يلزم لأركان الجهاد أن تقوم، فعند ذلك يجب على المسلمين في ذلك المكان أن يشرعوا بالجهاد ضد الكفر الأكبر المستبين، ولكن في بعض البلدان قد يكون ظهر لبعض الناس أن المقومات قد اكتملت، وبعد فترة من الزمن أخذوا خبرة وتجربة، وظهر لهم أن المقومات لم تكتمل فعندئذٍ هم مأمورون في مثل هذه الحالة بالعفو والصفح، لكن هنا (سؤال) من الذي يحدد هذه المقومات؟ هل هم الذين ركنوا إلى الدنيا، أم هم الذين لم يأخذوا بحظٍ من العلم الشرعي؟ وإذا ما تيسر لهم أيضاً أن يأخذوا بحظٍ من العلم العسكري، فالصواب في هذه المسألة أن الجهاد طالما إنه فرض عين، قد يسقط أحياناً للعجز، لكن لا يسقط الإعداد الحقيقي من استكمال العدد والعدة، أما ما انتشر بين المسلمين اليوم من القول أن الجهاد ليس وقته الآن، فهذا كلام –إذا لم يقيَّد- غير صحيح، كثيراً من طلبة العلم يقولون إن الجهاد ليس وقته الآن، وهذا في الحقيقة مغالطة شديدة إذا لم يقيد.. لم يقيد، أما إذا قال إن هو فرض عين اليوم، ويجب علينا أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لاستكمال العدد والعدة والمقومات اللازمة، فالكلام هنا يستقيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في هذا الموطن يبين أن الذي يفتي في أمور الجهاد هو الذي له علم بالدين الشرعي، وله علم بالجهاد وأحوال الجهاد، أي يكون مارس الجهاد، لكن لمَّا غاب الجهاد عن الأمة زمناً طويلاً نشأ لدينا جيل من طلبة العلم لم يخوضوا معامع الجهاد، وتأثروا بالغزو الإعلامي الأميركي الذي غزا بلاد المسلمين، فهو دون أن يخوض حرباً عسكرية قد أصيب بهزيمة نفسية، ويقول لك: لا نستطيع، صحيح الجهاد لازم، لكن لا نستطيع، لكن الصواب أن الذين منَّ الله –سبحانه وتعالى- عليهم بالجهاد كما حصل في أفغانستان، أو في البوسنة، أو الشيشان، ونحن منَّ الله علينا بذلك، فنحن على يقين أن الأمة اليوم تستطيع –بإذن الله سبحانه وتعالى- أن تجاهد ضد أعداء الإسلام، وبخاصة ضد العدو الأكبر الخارجي التحالف الصليبي اليهودي.
وأشير هنا.. أشير هنا إلى مسألة أن بعض الشباب –نرجو الله أن يحفظهم ويبارك فيهم- يتأثرون بقعود بعض الكبار، ويظنون أن هؤلاء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان ما قعدوا إلا لأنهم يعلمون المصلحة، وعند التحقيق الأمر ليس كذلك قطعاً، وليس بالضرورة أن يكون تأخر الذي يشار إليه بالبنان ناتج عن معرفته بالمصلحة، فعند تدبر كتاب الله -سبحانه وتعالى- نجد أن الخيار –رضي الله عنهم وأرضاهم- قد عاتبهم الله –سبحانه وتعالى- على التأخر، فإذا كان الخيار الأبرار الأطهار –رضي الله عنهم- أصابهم هذا الداء، داء التأخر عن الجهاد، فكيف نزعم لخيارنا اليوم أنهم يتأخرون للمصلحة؟ فالله –سبحانه وتعالى- في سورة الأنفال قال مخاطباً نبيه –صلى الله عليه وسلم- وأهل بدر، وهم خير الناس رضي الله عنهم: (كما أخرجَك ربُّك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون)، هذا الوصف جاء على خيار الناس –رضي الله عنهم-، أهل بدر، فمن الطبيعي أن يصيبنا نحن، هذا كعب بن مالك –رضي الله عنه- كما.. حديثه في الصحيحين في البخاري ومسلم الحديث الطويل يقول يوم تبوك: "تخلفت وما كنت أيسر مني حالاً قط مني يوم ذاك، وما ملكت راحلتين إلا في تلك الغزوة، وقلت اليوم أتجهز، فيمضي اليوم ولم أجهز من أمري شيئاً" ويقول: "نادى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالجهاد عندما أينعت الثمار، وكنت إليها أصعر" أي أميل وأميل إلى الثمار.
فالإنسان بشر تتجاذبه أثقال الأرض، وهو من هو -رضي الله عنه- من السابقين، بل أحد الذين عقدوا بيعة العقبة الكبرى المباركة التي منها انطلقت دولة الإسلام في المدينة المنورة، تأخَّر بغير عذر، ومما جاء في حديثه الطويل أنهم كانوا ثلاثة كما في كتاب الله: (وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا)، والروايات في السيرة أن الذين خرجوا إلى تبوك ثلاثون ألفاً، كم يعد ثلاثة من ثلاثين ألفاً؟ رقم لا يذكر اليوم، لو سألنا أي عسكري أو قائد في الجيش، نقول له: إذا تخلف عندك ثلاثة من ثلاثين ألف، رقم لا يذكر، لكن لعظيم الذنب أنزل الله –سبحانه وتعالى- من فوق سبع سماوات قرآناً يتلى إلى يوم القيامة في حساب هؤلاء، فيقول كعب رضي الله عنه: فلما ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت تسورت حائطاً لابن عمي أبي قتادة وكان أحبَّ الناس إلي، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلم أني أحب الله ورسوله"، أمر خطير جداً، أراد أن يطمئن على أعظم ما يملك في الوجود، حب الله والرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا لا معنى لوجودنا بغير حبهما، حب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، "قال: فلم يجبني، قال: فناشدته الثانية، قال: فلم يجبني، قال: فناشدته الثالثة" فلم يستطع أبو قتادة –رضي الله عنه- أن يثبت له محبته لله والرسول، كيف يثبتها وهو قاعد مع الخوالف، وهذا دين الله، قد جاءت الأخبار أن الروم يريدون أن يعتدوا عليه في تبوك، وهذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خرج في الضح والحرور يريد نصرة الدين، وأنت جالس عن نصرته، كيف يثبت لك؟ فلم يثبت له محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ينفها عنه، ولكن قال: "الله ورسوله أعلم، فيقول كعب: فتوليت وفاضت عيناي" وحُقَّ له، أحب الناس إليه لم يستطع أن يثبت له هذا الأمر العظيم، فالشاهد من قولنا أن هذا الجهاد اليوم هو متعيِّن على الأمة وقد يسقط للعجز، لكننا نحن نعتقد أن الذين خاضوا الجهاد في أفغانستان أكثر ما يتوجب عليهم، لأنهم علموا أن بإمكانيات ضعيفة، بعدد قليل من الـ RBJ، عدد قليل من ألغام الدبابات، عدد قليل من الكلاشينات تحطَّمت أكبر أسطورة بشرية عرفتها.. عرفتها البشرية، وتحطَّمت أكبر آلة عسكرية، وزال من أذهاننا مايسمى بالدول العظمى، ونحن نعتقد أن أميركا أضعف بكثير من روسيا، ومما بلغنا من أخبار إخواننا الذين جاهدوا في الصومال، وجدوا العجب العجاب من ضعف الجندي الأميركي ومن هزالة الجندي الأميركي ومن جبن الجندي الأميركي، ما قتل منهم إلا ثمانون فروا في ليل أظلم لا ينوون على شيء بعد ضجيج ملأ الدنيا عن النظام العالمي الجديد، فهذا اعتقادنا.. يسع الناس -إذا اتقوا الله- الذي يعلم إنه باستطاعته يجاهد، والذي يعلم أن الظرف الآن مازال يحتاج إلى استكمال يعمل في استكمال المقومات والله أعلم.
المحاور: المبلغ الذي رصدته الإدارة الأميركية للقبض عليكم أو للإدلاء بمعلومات تفيد في القبض عليكم واعتقالكم وهو خمسة ملايين دولار، البعض يظن أن هذا المبلغ قد يكون مغرٍ للبعض من أنصاركم، وربما يدفعه لأن يدلي بمعلومات حولكم أو يخونكم، ألا تخشون من خيانة من أي طرف؟
أسامة بن لادن: الحمد لله، يعني أنت أتيت وترى ما عندنا، هؤلاء الشباب نرجو الله أن يتقبلهم ويتقبَّل من قُتل منهم شهيداً طيلة هذا الجهاد المبارك، هم تركوا الدنيا، وجاؤوا إلى هذه الجبال وإلى هذه الأرض، تركوا أهلهم، تركوا آباءهم وأمهاتِهم، وتركوا جامعاتهم، وجاؤوا هنا تحت القصف وتحت متابعات كروز وصواريخ الأميركان، وقد قتل بعضهم كما علمتم من إخواننا، ستة من الإخوان العرب، وأحد إخواننا من الترك، نرجو الله أن يتقبلهم جميعاً شهداء، كان منهم أخونا الصدِّيق من مصر، وأخونا حمدي من مصر، وثلاثة من إخواننا من اليمن منهم أخونا بشير كان مشهور باسم سراقة، وأخونا أبو جهاد أيضاً، وكذلك أخونا من المدينة المنورة زيد صلاح مطبقاني، فهؤلاء تركوا الدنيا، وجاؤوا إلى الجهاد، فأميركا لأن هي تعبد المال، تظن أن الناس هنا على هذه الشاكلة، والله ما غيرنا رجلاً من مكانه بعد هذه الدعايات، لأن لا نشك في إخواننا، نحسبهم على خير، نحسبهم كذلك، والله حسيبهم.







التوقيع

_____
__________________
___________________________
بــــــــــــــــريــــــــــــــــدة وبــــــــــــــس