تادب مع اهل الشام
بركة بلاد الشام :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مقدمة كتابه 'مناقب الشام وأهله': ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحريضي للمسلمين على غزو التتار، ولزوم دمشق، والنهي عن الفرار إلى مصر ...'.
ومما جاء في كتاب الله تعالى قوله سبحانه: 'ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين'، قال الحسن: أن الأرض التي باركنا فيها: [الشام] وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج.
وقال الشيخ السعدي – رحمه الله – أي الشام ... ومن بركة الشام، وأن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجراً لخليله وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس.
وقال تعالى في سورة الإسراء: 'سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله'.
قال ابن تيمية – رحمه الله – والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
وجاء في الصحيح من كتب السنة أحاديث كثيرة في فضل 'بلاد الشام' أذكر منها ما جاء عن معاوية بن حيدة – رضي الله عنه – قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'عليكم بالشام'. وقوله صلى الله عليه وسلم: 'إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله'. وعنه صلى الله عليه وسلم: 'ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام'. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الشام أرض المحشر والمنشر'. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: 'عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده' رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.