عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-07, 12:01 pm   رقم المشاركة : 6
راشد الصليحان
عضو قدير
 
الصورة الرمزية راشد الصليحان






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : راشد الصليحان غير متواجد حالياً

السؤال
ما صحة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أبي جهل "إنه فرعون هذه الأمة " عندما أخبره ابن مسعود عن قتله إياه ، فإن كان صحيحاً كيف يكون أبو جهل من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وقد مات كافراً ، ومن المعلوم أنه إذا أطلق لفظ "أمة محمد " قصد به المسلمون دون غيرهم ؟



الجواب
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده . أما بعد .
فجواباً عن سؤال القائل : " ما صحة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أبي جهل " إنه فرعون هذه الأمة .. " يعني السائل : هل ثبت ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم- ثم يسأل عن وجه وصف أبي جهل بأنه فرعون هذه الأمة ، مع أن أمة محمد هم المسلمون فقط دون غيرهم . فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : الحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد ( رقم 3824، 3825، 4246، 4247) وأبو داود مختصراً ليس فيه موطن الشاهد ( رقم 2716) ، والنسائي في السنن الكبرى مختصراً ( رقم 8617) وغيرهم من طريق أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه – رضي الله عنه – بقصة مقتل أبي جهل يوم بدر ، وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " هذا فرعون هذه الأمة " . غير أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما عليه عامة من تكلم في هذا الإسناد من أهل العلم ، وانظر البحث القوي للشيخ أبي إسحاق الحويني في هذه المسألة الإسنادية المذكورة في كتابه . (النافلة في الأحـاديث الضعيفـة والباطلة 1/26 31 رقم 6) ولذلك قال ابن حزم في المحلى (9/389) عن هذا الحديث " إسناده متكلم فيه " وللحديث متابعات كلها لا تصح ، ومرجعها إلى أن تكون وهماً عن الرواية السابقة كما بين ذلك النسائي في الكبرى ( رقم 5961) والدارقطني في العلل (5/294-295 رقم 893) والبيهقي في الكبرى (9/92-93) مع أن أصل قصة مقتل أبي جهل ثابت صحيح لكن دون ذكر الكلمة المسؤول عنها – فانظر صحيح البخاري ( رقم3141،3964،3963،3962،3961 ) وصحيح مسلم ( رقم 1800).
ومع ما ذكرناه من الكلام في إسناد هذا الخبر إلا أنه قابل للتحسين ، لعلم أبي عبيدة بأبيه وتقصيه لأحواله ، ولذلك كان الترمذي غالباً ما يُحَسَّن أحاديث أبي عبيدة عن أبيه.
والخلاصة : أن هذه اللفظة ثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم .
ثانياً: أما ما استشكله السائل من وصف أبي جهل بكونه من هذه الأمة ، فجوابه أن الأمة في اللغة تطلق على كل جماعة يجمعها أمرٌ ، ما إما دين واحد ، أو زمان واحد ، أو مكان واحد ، أو نسب واحد ، وغير ذلك . أما أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – فيقول الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات (3/11) : " لفظة الأمة تطلق على معانٍ منها : من صَدَّق النبي – صلى الله عليه وسلم – وآمن بما جاء به واتبعه فيه ، وهذا هو الذي جاء مدحه في الكتاب والسنة كقوله – تعالى- : " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " و " كنتم خير أمة " وكقوله - صلى الله عليه وسلم - : " شفاعتي لأمتي " وقوله : " تأتي أمتي غُراً محجلين " وغير ذلك ، ومنها من بُعِِثَ إليهم النبي – صلى الله عليه وسلم – من مسلم وكافر، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " رواه مسلم في صحيحه ( رقم 153) في كتاب الإيمان .
وهذان القسمان من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – هما اللذان اصطلح العلماء على تسميتهما بأمة الإجابة ( وهم المسلمون ) وأمة الدعوة ( وهم كل أهل الملل ممن أدرك بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – أو جاء بعدها إلى قيام الساعة ) .
ومن العلماء من يقسم أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى ثلاثة أقسام : أمة الاتباع (وهم أهل العمل الصالح من المسلمين ) وأمة الإجابة ( وهم مطلق المسلمين ) وأمة الدعوة ( وهم من عداهم ممن بُعث النبي – صلى الله عليه وسلم – إليهم ) كما تراه في فتح الباري لابن حجر ( 11/411) .
وعلى هذا فإنما وصف أبو جهل بأنه فرعون هذه الأمة لأنه من أمة الدعوة أي من الأمة المطالبة بالإيمان بدين الإسلام الذي بعث به النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس في هذه الإضافة إلى أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – أي تشريف ، إنما التشريف يكون لمن كان من أمة الإجابة والاتباع فقط دون أمة الدعوة . والله الهادي إلى سواء السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله أعلم . والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .







التوقيع

ما هو ذنبي إن كنت أزرع الوفاء وامد يد النقاء ..ثم تقطع هذه اليــد وترمى بالعراء ..؟؟


راشـــــد

رد مع اقتباس